العنوان فضيحة تجسس كبرى لرابطة الدفاع اليهودي في الولايات المتحدة
الكاتب محمد دلبح
تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1993
مشاهدات 18
نشر في العدد 1051
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 25-مايو-1993
واشنطن - محمد دليح
طرأ مؤخرًا تطور جديد يتعلق بفضيحة التجسس الواسعة التي تقوم بها المنظمة اليهودية الأمريكية المعروفة باسم «عصبة مكافحة تشويه السمعة» ضد العرب والمسلمين والمنظمات الليبرالية والأقليات العرقية في الولايات المتحدة. فقد اعتقلت السلطات الأمنية في مدينة سان فرانسيسكو ليلة السادس من شهر مايو (أيار) الجاري ضابط الشرطة توم جيرارد الفلبيني بتهمة سرقة وثائق حكومية وسجلات كمبيوتر ذات صلة بعملية التجسس المحلية في سان فرانسيسكو. وذكرت مصادر شرطة سان فرانسيسكو أن جيرارد عاد للانضمام الى عائلته خوفًا على حياته في الفلبين.
وكان جيرارد واحدًا من المشتبه بهم بالتجسس على العرب ومجموعات عرقية لصالح عصبة مكافحة تشويه السمعة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إسرائيل. ويقدر عدد الذين قدم عنهم جيرارد معلومات نحو ١٠ آلاف شخص في الفترة من عام ١٩٨٥-
1992 .
وكانت وجهت له ٨ تهم منها سرقة وثائق حكومية وسرقة سجلات كمبيوتر ، التآمر، ويواجه في حال إدانته السجن لمدة ١٦ عامًا .. وذكر جيرارد أنه عاد إلى الولايات المتحدة طواعية ، وقد حددت كفالته بمبلغ ٢٥٠ ألف دولارًا إلا أنه لايزال مسجونًا على ذمة القضية.
وكانت المنظمات العربية الأمريكية والمنظمات المدافعة عن الحريات والحقوق المدنية في الولايات المتحدة أعربت عن قلقها الشديد إزاء المعلومات التي تسربت عن أن أكثر من ١٢ ألف من ملفات شرطة ولاية كاليفورنيا الخاصة بالعرب الأمريكيين ونشاطاتهم قد سلمت إلى عصبة مكافحة تشويه السمعة ونقلت بعدها إلى إسرائيل.
وقد وجهت أصابع الاتهام إلى ضابط الشرطة توم جيرارد بأنه قام هو ببيع المعلومات التي تحويها تلك الملفات وملفات مكتب التفتيش الفيدرالي عن العرب وغيرهم إلى جهات أجنبية منها جنوب أفريقيا وإسرائيل عن طريق منظمات يهودية أمريكية ، وقد هرب جيرارد في شهر نوفمبر من العام الماضي إلى الفلبين في أعقاب البدء في التحقيقات الخاصة بتلك القضية التي أسفرت عن اكتشاف علاقة بين جيرارد ورئيس جندية سان فرانسيسكو فرانك جوردان مع عصبة مكافحة تشويه السمعة التي نظمت لهما عدة رحلات وزيارات مجانية إلى فلسطين المحتلة طوال السنوات الماضية.
وبالرغم من كافة الجهود التي بذلتها عصبة مكافحة تشويه السمعة وساهم فيها أصدقاؤنا من السياسيين المتنفذين في ولاية كاليفورنيا إلا أن عملية التجسس التي قادتها داخل قسم البوليس في مدينة سان فرانسيسكو ضد العرب والمسلمين والأقليات العرقية الأخرى قد افتضح أمرها حيث نفى زعماؤها وزعماء منظمة أبناء العهد الصهيونية «بناي بريث» في بيانات متعددة أي علاقة لها بتلك الفضيحة. إن المنظمتين تصرفتا بشكل غير لائق في متابعة مهمتهما لمكافحة اللاساسية والعنصرية والتطرف والإرهاب والدعاية المناهضة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
وقد تبين فيما بعد أن القضية أوسع مما كان يعتقد حيث كشف النقاب عن تورط عصبة مكافحة تشويه السمعة في نشاطات تجسس شملت ۲۰ قسمًا للبوليس في الولايات المتحدة.
وكشف جيرارد في مقابلة مع صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن وجود علاقة بين تلك النشاطات ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية التي لعبت دورًا في تغطية تلك النشاطات، وقال بإن شريكه في جريمة التجسس المتهم بارتكابها روي بولوك هو عميل لمنظمة مكافحة تشويه السمعة، وقام بتخزين كافة الملفات المتعلقة بأشخاص تستهدفهم تلك المنظمة في الحاسوب الآلي الخاص بجيرارد دون علمه، وأن بولوك هو الذي قام ببيع المعلومات التي تحتويها ملفات البوليس تلك إلى حكومة جنوب أفريقيا وإلى عصبة مكافحة تشويه السمعة، كما أعرب عن استعداده لفضح دور المخابرات المركزية الأمريكية أو تنظيم عمليات القتل في أمريكا الوسطى وخاصة في السلفادور ، غواتيمالا وهندوراس في منتصف الثمانينيات عندما كان يعمل مع الوكالة في تلك المنطقة.
وكانت تلك المعلومات قد ضبطها قسم البوليس في سان فرانسيسكو لدى تفتيش خزانة جيرارد في نادي التدريب الرياضي الذي يتردد عليه.
ونظرًا لاتساع نطاق فضيحة التجسس في ۲۰ من المدن الأمريكية الرئيسية، فإن السلطات الأمنية في نيويورك تنظر هنا في فتح ملف التحقيق في نشاطات عصبة مكافحة تشويه السمعة بعد أن تم الكشف عن أن منظمة الصندوق المتحد للسود وأعضاءها كانوا عرضة لحملة تجسس قامت بها المنظمة اليهودية الأمريكية تلك. وقد واصل العضو السابق في مجلس النواب الأمريكي بول مكلوسكي مساعيه لرفع قضية أمام المحكمة نيابة عن ١٩ من موكليه الذين كانوا هدفًا لعملية تجسس قادتها عصبة مكافحة تشويه السمعة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية متهمًا المنظمة بأنها قامت بطريقة غير قانونية بجمع معلومات عن آلاف من الأمريكيين؛ بسبب آرائهم حول الفصل العنصري والقمع الإسرائيلي للفلسطينيين في الأراضي المحتلة التي تتعارض مع آراء العصبة والحكومة الإسرائيلية وحكومة جنوب أفريقيا. ومن بين موكلي المحامي بول مكلوسكي في هذه القضية إيفال أرينز ابن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه أرينز، ويعمل إيفال أرينز حاليًا أستاذًا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، وهو عضو في اللجنة اليهودية الليبرالية حول الشرق الأوسط.
ويسعى مكلوسكي إلى الكشف عما إذا كانت المنظمة تعمل كأداة للحكومة الإسرائيلية وإذا ما أثبت ذلك فإنه ينبغي على عصبة مكافحة تشويه السمعة أن تسجل نفسها في وزارة العدل الأمريكية كعميل أجنبي.
وتقول مصادر مطلعة إن المدير التنفيذي للعصبة إبراهام فوكسمان قام بزيارات عديدة إلى سياسيين ومسؤوليين في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وغيرها من المدن الرئيسية الهدف منها «لفلفة» فضيحة التجسس أو على الأقل تقليص حجم الضرر ما أمكن، ومن بين أدوات التحفظ التي يستخدمها ما يتعلق بتقديم الأموال لأولئك السياسيين لتمويل حملاتهم الانتخابية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل