العنوان أمريكا ترى في الإجهاض الحل الوحيد لمشكلاتها الجنسية!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 19-نوفمبر-1974
مشاهدات 16
نشر في العدد 226
نشر في الصفحة 23
الثلاثاء 19-نوفمبر-1974
أمريكا ترى في الإجهاض الحل الوحيد لمشكلاتها الجنسية
من ثمار الفوضى الجنسية في أمريكا ارتكاب جريمة الإجهاض للتخلص من جريمة الزنا!!
دراسة غريبة تتحدث عن آثار الاختلاط في أمريكا وتنذر بشر مستطير، نقدمها إلى دعاة الاختلاط، والمتأمركين لعلهم يفيقون ويدركون إلى أي هاوية يجرون أمَّتنا:
●الجامعات الأمريكية المختلطة تعاني من المشاكل الجنسيـة.
●يوميا مئات من الفتيات يجرين عملية الإجهاض هربًا من مواليد الزني و القلق النفسي والشعور بالذنب يلازمان الفتاة .
تناولت جريدة الجامعة كعادتي في الصباح الباكر، وأخذت أُقَلِّب صفحاتها، وإذا بعيني تقع على هذا العنوان - الذي كتب بالخط العريض وفي الصفحة الأولى من جريدة «الجامعي اليومي » التي تصدرها جامعة بنسلفانيا - «الإجهاض: حل لمشكلة أعجزتنا»، وعجبت من ذلك، عجبت من أمة بلغت في مضمار التقدم العلمي والتكنولوجي مبلغًا لم يبلغه غيرها من الأمم، عجبت منها وهي لا تجد حلًا لمشكلاتها الجنسية -التي تعاني منها جامعاتها المختلطة من شرقها إلى غربها- غير الإجهاض، وعجبت من أُمَّة بلغت من القوة والسيطرة السياسية ما يجعلها تفرض سلطانها على كثير من الأمم، عجبت منها وهي ترى في مقتل نفس إنسانية بريئة -لا ذنب لها في جريمة اقترفها أبواها- الحل الوحيد لمشكلة أبناء الزني، وعجبت أن يصدر هذا الحل من مؤسسة علمية لها مكانتها بين جامعات أمريكا، وقرأت المقال وازداد عجبي لما قاله «ايث ويد» أحد كتاب جريدة الجامعي يومي الصادرة بتاريخ 18-10-74.
قال «ايث بويد» في هذا المقال ما ترجمته:
«إن النظريات المتضاربة والوسائل المقترحة للعلاج، لا تعنى أي شيء لك عندما تصادفين المشكلة بنفسك، إن الإجهاض قضية اجتماعية تواجهها بنفسك، إن الإجهاض قضية اجتماعية تواجهها آلاف من الفتيات في أمريكا، والذي يزيد من تعقيد هذه القضية أن الفتاة لم تخطط للحمل قبل أن تقع به.
«عندما كنت في طريقي إلى البيت - بعد زيارة الطبيب كانت تجول في نفسي خواطر متضاربة، لقد نشأت أحب الأطفال وكانت أمنيتي أن يكون لي طفل وأكون أما عطوفًا، ولقد كنت أتطلَّع إلى اللحظة التي أكون فيها حبلى وأتوق إلى ذلك، وها أنا ذا حبلى، غير أن هذه العواطف انقلبت رأسا على عقب» هكذا قالت «جين» التي استعارت هذا الاسم.
إن «جين» طالبة في جامعة بنسلفانيا، إحدى الفتيات اللواتي وجدن في الإجهاض الحل الوحيد لمشكلتهن الجنسية، واستطردت «جين» قائلة «لقد فكَّرت بمليون شيء للحوامل في ولاية بنسلفانيا: «إن معظم النساء اللواتي يَقدِمن على الاجهاض يعشن في صراع نفسي واضطراب عاطفي خاصة وإن دينهن يعارض مبدأ الإجهاض» واستطرد «بوید» قائلًا:
«ولم تكن «جين» الطرف الوحيد في المشكلة، ولكن الطرف الآخر- زميل لها فـي الدراسة- كان هو الآخر يعاني من هذه المصيبة ويشارك «جين» آلامها، ولم يكن بمقدوره أن يقدم لها مزيدًا من المساعدة لأنه لم يكن باستطاعته أن يكشف خبايا نفسها ويطَّلع على مشاعرها تجاه الطفل الذي تحمله في أحشائها.
تلك اللحظة، ولا زالت مشاعر الأسف والندم تلازمني، غير أني في النهاية لم أجد حلًّا آخر أنسب لي من الإجهاض، ولم يكن بوسعي أن أكون أُمًّا لطفل غير شرعي لم أُخطط لمقدمه ابتداء» ولم تستطع «جين» أن تخبر أبويها بأمرها لأن ذلك يزيد المشكلة تعقيدًا كما قالت.
وقال «وستن» المسؤول عن قسم الاستشارة والنصح ثم قال «بويد»: «ربما كانت «جين» سعيدة الحظ -بالنسبة لغيرها من الفتيات- فالعملية التي أجريت لها كانت ناجحة ولم تعانِ منها مضاعفات كثيرة ولقد انتظرت «جين» أسبوعًا قبل أن تتمكن من الحصول على موعد لإجراء العملية في عيادة للولادة بمدينة نيويورك، وفي الصيف الماضي عندما وصلت هناك حسب الموعد، وجدت حجرة الإجهاض مكتظة بالفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين ١٧ و٤٥ سنة، وكانت الحجرة أشبه ما تكون بمصنع للإنتاج بالجملة، وقالت «جين» «إن العملية بالنسبة للفتاة مهمة جدًّا غير أنها بالنسبة للطبيب شيء روتيني اعتاد عليه كل يوم، تستغرق منه عشر دقائق ويجري في هذه العيادة نحو مائة عملية إجهاض يوميًّا، وهكذا تصورت نفسي في مصنع إنتاج مكاني منه لمكان البضاعة التي تسير في خط الإنتاج قبل أن يكتمل صنعها».
ونترك «بويد» ومقالته ونعود إلى القرآن الكريم والسُّنة المطهرة لنرى كيف عالج الإسلام هذه القضية الاجتماعية.
إن الإسلام بيَّن موقفه من مقتل الأبناء أبناء حلال كانوا أم أبناء زنى ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾… (سورة الإسراء:31)، أمَّا أبناء الحلال فهم زينة الحياة وبدونهم تنقطع سلالة الإنسان الذي استخلفه الله في الأرض ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾، (سورة الكهف: 46)، وأما أبناء الزنى فهـي كالثمرة الفاسدة ذات الطعم المر والرائحة الكريهة، وللخلاص منها لا بد من العناية بالشجرة الأم ابتداء من رعايتها وتغذيتها تغذية سليمة حتى تنتج ثمارًا صالحة وليست الطريقة المُثلى للخلاص من الثمر الفاسد هو اجتثاثه ورميه فالشجرة التي لا يعنى بها تستمر في إنتاج الفاسد من الثمار سنة بعد سنة وكذلك الإنسان إذا لم يعن به العناية التامة، ويُربى تربية حسنة ، وتكون له عقيدة تبعده عن الزنى وترى فيه جريمة في حق المجتمع، يعاقب مرتكبها أقصى العقوبة، فهو كالشجرة المهملة ينتج أبناء الزنى الذين تعاني منهم مجتمعات اليوم - وخاصة الغربية منها-أشد المعاناة، وهكذا قال الإسلام ﴿الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، (سورة النور:2). وقبل أن يتشدد الإسلام في عقوبة الزانية والزاني، عمل على محاربة الزاني ومنع حدوثه، كما أنه من حارب كل ما يؤدي من تبرج للمرأة وخلوة للرجل بها وما إلى ذلك المغريات، وهذا رسولنا الكريم يقول «لا يخلون احدكم بامرأة إلا مع ذي محرم وقوله «لا یزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»
وعندما أتممت قراءة مقال «بوید» تذكرت ما دار في الكويت من صراع وجدل حول موضوع الاختلاط في جامعة الكويت وعجبت من دعاة الاختلاط الذين يجادلون بحججهـم الواهية وآرائهم التي لا يقبلها المنطق ولا يشهد لها الواقـع، فهذه تجربة المجتمع الأميركي أمام أعينكم إن كنتم تريدون واقعًا يشهد بنتاج الاختلاط ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ۚ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۖ وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا﴾. (سورة الكهف:57) صدق الله العظيم.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل