العنوان أمريكا تمارس الإبادة الجماعية ب«الصُّدفة» في العراق
الكاتب جمال خطاب
تاريخ النشر السبت 25-أغسطس-2007
مشاهدات 14
نشر في العدد 1766
نشر في الصفحة 26
السبت 25-أغسطس-2007
عاملان يجب أن يتوفَّرا في جريمة الإبادة الجماعية، العامل الأوَّل هو العامل الذهني، ويعني تعمُّد التدمير الكلِّي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية.
والعامل الثاني، هو العامل المادّي، ويتضمن فعلًا من الأفعال الآتية: القتل أو التسبب في ضرر جسمي أو ذهني خطير لأفراد المجموعة، أو تهيئة الظروف عمدًا لإحداث دمار مادي كلي أو جزئي لتلك المجموعة، بما في ذلك تعمُّد منع النَّسل أو تحويل أطفالِ مجموعةٍ إلى مجموعةٍ أخرى، وإذا وضعنا في الاعتبار أنَّ هذا التّعريف الواضح مقتبسٌ من إحدى معاهدات الأمم المتحدة التي تتخذ من بلدنا مقرًا لها وترتبط بنا ارتباطًا وثيقًا.
فإنّنا يمكن أن نُصاب بنوع من الاضطراب، وخصوصًا إذا أدركنا أنَّ حكومتنا قد قتلتْ أكثر من مليون من العراقيين، والعدد مرشَّح للوصول إلى المليونين قريبًا منذ أعلنّا الحرب الاقتصادية والعسكرية على العراق، وهذا الصيف سيكون قد مرَّ عامٌ على أبحاث جامعة جونز هوبكتر، والتي جمعوا فيها معلومات تتضمن مقتل ٦٥٥ ألف عراقي من جراء الأنشطة العـسكرية الأمريكيّة، والأوضاع مازالتْ تنتقل من سيئٍ إلى أسوأ، ويجب ألّا ننسى أنَّ الحرب الاقتصادية على العراق قد قتلتْ نصف مليون طفل عراقي تحت سن الخامسة في السبع سنوات الأولى من الحظر الذي استمرّ لمدة اثني عشر عامًا، وهذا طبقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام ۱۹۹۹م.
وطبقًا لتقديرات هوبكتر فإنَّ العراقيين الذين أُصِيبوا في الحرب يبلغ عددهم ٢.٦ مليون حسب أقل التقديرات.
وقد قدرتْ الأمم المتحدة أنَّ ما بين ١.٥ إلى مليوني عراقي مهجرين في داخل العراق، ومثل هذا العدد تقريباً فرَّ إلى الخارج متضمِّناً أعداداً كبيرة من الأطباء والمهنيين.
إذا كنتَ جالسًا على مقعدك الوثير، وإذا كنتَ تملك خيالًا خصبًا تخيَّل أو تصوَّر أنَّ هذا يحدث في بلادنا أمريكا.
-لنبدأ بحقيقة أنَّ لا أحد تقريبًا يشرب المياه المعبأة، وأنَّ الماء الذي يخرج من الصُّنبور يضمن لك المرض أو الموت.
-ثلاثة أرباع المواطنين بلا عملٍ كما حدث لنا أثناء الكساد الكبير في الأربعينيات من القرن الماضي.
-الكهرباء التي نحتاجها لحفظ الطَّعام أو لتبريد الجو الذي تتجاوز حرارته ۱۱۰ فهرنهيتية تصل فقط لمدّة ثلاث أو أربع ساعاتٍ في اليوم في أحسن الأحوال.
-لا توجد مستشفياتٍ مناسبة أو عياداتٍ يمكن أن تساعد في إعادة تأهيل الجَرحَى حتى يصبحوا أعضاءً منتجِين في المجتمع.
-الطرق في فوضى عارمة.
-تقارير المواليد المشوَّهة بسبب التعرُّض إلى اليورانيوم المنضبّ أصبحتْ تعُمّ أنحاء البلاد.
فكِّر للحظةٍ في الألم الذي يمكن أن يجلبه فقد عزيزٍ وحيد لك، ثم افتح قلبك على حقيقة الحياة إذا أُصبنا بما أصيب به الشعب العراقي أو عانينا ما يعانيه.
-ماذا لو خربت مدن مثل «أتلانتا- دنفر- بوسطن- سياتل- فورت وورث- بالتيمور- سان فرانسيسكو- دالاس» ومات كل من فيها؟.
-وماذا لو أُصِيب أو جَرح كل سكَّان فير مونت- دالاوور- نبراسكا وعشر مدن أمريكية أخرى؟
-وماذا لو تشرَّد كل سكان «أوهايو ونيوجيرسي» وتحوَّلوا للعيش مع أصدقائهم وأقاربهم أو تحت الجسور والكباري؟
-وماذا لو هاجر أو هرب كل سكان ميتشجان وكنتاكي إلى كندا والمكسيك؟.
-وماذا لو غادر رُبع أطباء أمريكا بلدهم في السنوات الماضية؟
-في العام الماضي فقط خطَف ثلاثة آلاف طبيبٍ، وقتل ثمانمائة طبيب آخر.
-باختصار لن يأتي أحد لكي ينقذنا! إنّها جهنم!
-بالطبع الحكومة الأمريكية لم تتعمَّد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، ولكن العراقيون هم الذين اعترضوا طريقنا، ونحن نحاول إتمام مهمتنا في بناء الديمقراطية! وبالتأكيد لم تتوافر لدينا النيّة والقصد وتعمد ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وعلى أيّ حال، فإنّنا نحن الوحيدون في العالم الذين نقرر إذا كانتْ هناكَ إبادةٌ جماعيةٌ ونعلم أنّ هذه الجريمة لابد أن يتوافر فيها مبدأ التعمد.
-كل ما حدث في العراق ما هو إلا إبادةٌ جماعيةٌ عارضة غير مقصودة. والله وحده يعلم أنّنا حاولنا جهدنا أن نتجنَّبه دون جدوى!!
■ مجلة أمريكية: البنتاجون يتبنَّى برنامجًا رسميًا لتنصير العراقيين
قالتْ مجلة «ذي نسشن» الأمريكية إنَّ البنتاجون تبنَّى رسميًا فرقة أمريكية تقوم بدور برنامجًا ترفيهي للجنود الأمريكيين في العراق، ومناطق أُخرى تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، لكنّها تقول- في الوقت نفسه- إنّها تقوم بأعمال دينية وأعمال تنصير فعّالة بين أفراد الجيش الأمريكي أنفسهم في العراق، وهو ما أثار انتقادات بانتهاك الجيش الأمريكي للدُّستور الذي يفصل الدين عن الدولة.
وكشفتْ في مقال للكاتب الصحفي ماكس بلومنثال- وهو صحفي متخصص في مراقبة شؤون اليمين الديني في أمريكا- أنَّ عملية تسمى عملية الاستقامة، تُعد «ذراعًا رسمية» لبرنامج البنتاجون المعروف باسم «أمريكا تساندكم» وأنَّها تقوم بهذه الممارسات في الجيش الأمريكي.
وأضاف بلومنثال في مقاله أنَّ «عملية الاستقامة» تخطِّط لإرسال نسخٍ من لعبة الفيديو المثيرة للجدل المعروفة باسم «المنبوذون والقوات الأبدية» إلى الجنود الأمريكيين في العراق، والتي تتحدث عن معركة هرمجدون، والتي-
بحسب اللعبة- يحارب فيها المسيحيون كل من لا يعتنق المسيحية؛ بحيث يحكم على غير المؤمنين بالعقاب الأبديّ، بينما «يتنعم الإنجيليون في الجنة».
وتقول فرقة «عملية الاستقامة» على موقعها على الإنترنت: إنَّها ستبدأ في المستقبل القريب ما وصفتْه بـ «الحملة الصليبية العسكرية في العراق»، كما تتحدث الفرقة على موقعها عن رحلتها المقرّرة إلى العراق قائلة: «نحن نشعر أنَّ قوات السماء قد شجعتنا على شنِّ سلسلة من الحملات الصليبية التي سوف تجتاح هذه المنطقة التي مزَّقتْها الحرب، وسوف نقوم بأضخم حملةٍ صليبيةٍ دينيةٍ من نوعها في أرض العراق الخطِرَة».
■ دراسة ألمانية تحذر من تقسيم العراق وتؤكد أهمية الفيدرالية
بون: صلاح الصيفي
تحت عنوان «العراق بين الفيدرالية والتقسيم» قدّم الباحث الألماني «غيدو شتاينبيرغ» من المعهد الألماني للدراسات الأمنية والسياسة الدولية في برلين دراسته التي تناولتْ بالبحث والتَّحليل الوضع الراهن في العراق، وخاصةً الصراعات والانقسامات الداخلية، حيث يرى شتاينبيرغ في «النظام الفيدرالي» ولامركزية مهام الدولة، وأدوارها إستراتيجيةً واقعيةً وحيدةً لوقف سير العراق نحو التقسيم إلى ثلاث مناطق نفوذ للفصل بين الشيعة والأكراد والسنة، ولا تنتهي سيناريوهات التقسيم عند هذا الحد، بل ستتعداه إلى الكثير من الأخطار التي تهدِّد العراق، والتي تبدأ بالحرب الأهلية، ولا تكف عند الاجتياح العسكري من قِبَل دول الجوار.
ويؤكِّد «شتاينبيرغ» أنَّ أطراف الصراع الداخلية في العراق لا تعرف سوى قضية واحدة فقط، وهي الصراع على السلطة من منظور طائفي وعرقي ضيق يتعلق بأمن وبمصالح طائفةٍ معينة، بعيدًا عن مصلحة البلد العليا، وانطلاقًا من تلك النظرة فإنّ الأكراد في شمال العراق قد حقّقوا بالفعل خطواتٍ كبيرةٍ نحو إنشاء منطقة تتمتع بالاستقلال، وما من شيء سيحُول دون ذلك، وممّا يزيد هذا الوضع تعقيدًا الاستفتاء الذي سيجرى نهاية العام الجاري والمتعلق بمدينة كركوك، والتي يرى فيها الأكراد جزءًا من كيان كرديّ مستقلٍ رغم معارضة السنة والتركمان القاطنين فيها، وخصَّص الكاتب مبحثًا لدور المجلس الإسلامي العراقي الأعلى «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقًا» في تحريك الأحزاب الشيعية الأخرى، إضافةً إلى علاقة هذا الكيان السياسي بالأحزاب والجماعات الشيعية الأخرى، كما قدَّم الباحث الأحزاب والجماعات السُّنية المختلفة على أنَّها أكثر خصوم النظام الفيدرالي ضراوةً، وهذه هي إحدى نقاط التلاقي للسياسيين السُّنة من العلمانيين والإسلاميين الذين ينهجون نهجا قومياً في العراق.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل