العنوان أنتِ المنارة..
الكاتب الأستاذ محمد صيام
تاريخ النشر الثلاثاء 14-أبريل-1970
مشاهدات 18
نشر في العدد 5
نشر في الصفحة 19
الثلاثاء 14-أبريل-1970
أنتِ المنارة..
شعر محمد صيام
ما شيَّد مثلك للإصلاح بنيان وأنت للخير والإصلاح عنوان
يا موطن المهدي في عصر أحاط به من الضلالة والإفساد طوفان
عليك تعقد آمال، وفي شغف ترنو عيون، وتُصغي اليوم آذان
وكم لعمرك في الأقطار أبنية تضج بالعرض الفاني وتزدان
يؤمها القوم للتهريج يجمعهم من المهازل أشكال وألوان
ناموا عن الخير أو نامت ضمائرهم واستمروا عبث التهريج من كانوا
وأنتِ بالحق تختالين شامخة لك الفخار بذكر الله والشأن
ومنكِ نُصح وإرشاد وتبصرة للغافلين وتذكير وتبيان
وحكمة وهدايات وموعظة نقية وثقافات وعرفان
وأنتِ نور زمان قلَّما شهدت كمثل ظلماته من قبل أزمان
وللحيارى إذا ضلّت سفينتهم وسط العباب وتاهت بعد شطآن
أنتِ المنارة ما تبدو إشارتها إلا ويهرع ملاح وربـان
وفيكِ غر ميامين ذوو جلد في الحادثات إذا أقرانهم لانوا
يدعون لله في عزم وتضحية ورائد الكل إخلاص وإحسان
ويبذلون الدما من أجل أمتهم والناس مضطرب يهذي وحيران
يا أيها الإخوة الأبرار فانطلقوا وليهد جمعكمو صبر وإيمان
لا تستكينوا فما ذلّت أوائلكم حاش لعمر أبي يومًا ولا هانوا
فامضوا وضحوا وصونوا عهد أمتكم ما النصر إلا لمن ضحوا ومن صانوا
والحق في عصرنا لا تستقيم له على المهانة والإذلال أركان
يا ليت شعري أين المطحون فقد ضجت شعوب من البلوى وأوطان
واستيأس الناس واشتدت مصائبهم ولم يعد بينهم صحب وخلان
وضاعت الأرض باديها وحاضرها وأهلها كلهم عار وجوعان
هذي فلسطين أهلوها بلا وطن والخصم يعبث فيها وهو جذلان
وذاك مسرى أبي الزهراء دنّسه يا للوضاعة أشكول وديان
وتلك هضبة الجولان تنز أسی ولا ترى أملًا في الأفق جولان
وتلك سينا وتيران وقد ضجرت من حال أمتنا سينا وتيران
ومن جرائم إسرائيل أمثلة لم يقترف مثلها إنس ولا جان
تعبث في أرضنا من كل ناحية مثل القطيع وعاثت فيه ذؤبان
ساروا على الدرب رواد وقد شهدت بتضحياتهمو قدس وبيسان
نسوا حزيران والعار الذي منيت به العروبة مذ وافي حزيران
يا ويح أمتنا ما عاد ينجدها في النائيات مغاوير وشجعان
أجدادها بهروا الدنيا بنهضتهم واستسلمت لهمو فرس ورومان
وقلعة الشرك قد خرَّت محطمة ولم يعد في بلاد العرب شيطان
ودیست اللات والعزى علانيةً فلم يقم بعدها شرك وأوثان
ورفرفت راية القرآن عالية وامتدّ للدين فوق الأرض سلطان
وسار جند رسول الله في ظفر لم يستطع منعه كسرى وساسان
وكان داعي الوفي أن يدع ناديهم شيب تُلبى لدى الهيجا وشبان
واليوم شرذمة تطغى بباطلها بل إن منشأها في الأصل طغيان
ترغي وتزيد في كبر وفي صلف ولا يعارضها في الأرض إنسان
إلا شباب فدائيون قد عشقت منهم فلسطين أرواح وأبدان
والقوم خلف سراب السلم قد لهثوا يارنج رائدهم فيه وأوثان
یا قوم فلتنصروهم إنهم سند لنا لدى البأس والهيجا وإخوان
ولتبذلوا لهمو في الله عونكمو فمن سواكم لهم يا قوم أعوان؟
وتنفروا معهم والله ينصركم حتى يحل بإسرائيل خــذلان
وكي نطهِّر أرضًا غطيت زمنًا رجسًا وجللها زور وبهتان
وراية الله تعلو رغم كل هوى ويحكم الأرض إسلام وقرآن.
محمد صيام
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل