; أهكذا تربى الأجيال! | مجلة المجتمع

العنوان أهكذا تربى الأجيال!

الكاتب العم عبد الله المطوع

تاريخ النشر الثلاثاء 29-ديسمبر-1970

مشاهدات 19

نشر في العدد 41

نشر في الصفحة 7

الثلاثاء 29-ديسمبر-1970

كلمة الثلاثاء

أهكذا تربى الأجيال!

أين وزارة الداخلية؟

 

نشرت صحيفة أسبوعية محلية صورة للقطة من الحفل الساهر الذي أقامه «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت»، وقد ظهر في هذه الصورة بعض الطلبة والطالبات على المسرح.

يغنين ويعزفن.. إلخ!

ويندهش كل من رأى هذه الصورة ويستغرب.

هذه حقًّا صورة تمثل الطلبة والطالبات؟

وحقًّا هذا الحفل الساهر يُقام في مبنى الجامعة؟

·       ويا للأسف، إن هذا لشيء عجاب؟

إن ما حدث لا شك «خطوة إلى الوراء» إنها خطوة إلى غير ما يطمح المخلصون في تربية النشء وتوجيهه للوجهة المُثلى.

·       إن واجب الطلبة اليوم والمسئوليات الجسام وما تتعرض له:

·       الكويت

·       والبلاد العربية

·       والبلاد الإسلامية

في هذه الفترة من الزمن الذي تتجمع فيه كل القوى المعادية للإسلام من:

·       صليبية حاقدة

·       وشيوعية ملحدة

·       وصهيونية مجرمة

كل هذه تلتقي في التخطيط والتنسيق، والعمل لإبعاد شباب الإسلام عن دينه وعقيدته التي هي مظهر عزه، مصدر رقيه، ومصدر تقدمه.

·       إن القوى المعادية للإسلام تعمل وتحاول أن تربي وتوجه «أجيال المسلمين» تربية منحرفة، بعيدة عن الدين والخلق، ليصبح الشباب المسلم «لقمة سائغة» لهم، لمبادئهم الهدامة لأفكارهم، لعاداتهم المدمرة، ومجونهم الفاحش البغيض.

·       إننا نهيب بأبنائنا وإخواننا من الطلبة والطالبات:

·       أن يكونوا على مستوى المسئولية، وأن يدركوا الحقيقة، وما يدبر لهم في الظلام بإبعادهم عما في منابع الإسلام من خير وقوة وسؤدد وعز.

·       وأن يتنبهوا مما ينصب لهم من حبائل وما يطرح بينهم من أفكار وشعارات واتجاهات منحرفة، تقودنا وأجيالنا للهاوية.

والواجب يدعونا أن نصرف الجهود والطاقات للعلم النافع والتحصيل المثمر.

·       وإننا نهيب بالمسئولين في الجامعة:

·       رئيسها

·       مديرها

·       أساتذتها

أن يعملوا ويركزوا جهودهم لتربية الأجيال تربية إسلامية حقة وهم أكثر ومن غيرهم إدراكًا لما يتهددنا وما يرسمه الأعداء لنا، وأننا نأمل ألا يتكرر في الجامعة التي نريدها منبرًا للعلم ومنطلقًا للإشعاع تلك الحفلات واللقاءات التي لا يقرها الإسلام، والتي لا تلتقي «برسالة الجامعة العلمية» في شيء.

الجامعة التي ينبغي أن تكون أداة بناء لا أداة هدم الكويت.

ليس في الإسلام أن تختص فئة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون غيرها من الفئات، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالنهي عن المنكر إنما هو للكافة «من رأى منكم منكرًا فليغيره... إلخ».

وعلى ذلك «فالنهي عن المنكر» في الكويت لا تختص به وزارة بعينها كالأوقاف مثلًا أو الجمعيات الإسلامية، كل في مجالها.

بل إن النهي عن المنكر من صميم اختصاص كافة الوزارات كل في حدود ولايتها؛ فوزارة التربية مثلًا تنهى عن المنكر في مجالها وفي حدود سلطانها يتمثل ذلك في رعاية النشء من الانحراف لمهاوي التقليد الأعمى الوافد إلينا من الحضارات الساقطة، سواء في هذه الرعاية المدرسة والجامعة، ووزارة الدفاع تنهى عن المنكر حين تربي جنودها وضباطها على الإخلاص لله ومعرفته فيتفانون في الدفاع عن عقيدتهم والذود عن أوطانهم، ووزارة الداخلية تنهى عن المنكر في حدود سلطانها، وسلطانها هذا مترامي الأطراف يمتد إلى رعاية أمن الوطن والمواطن.

ومن رعاية أمن الوطن أن تمنع تسلل العناصر اللاأخلاقية المفسدة التي يمكن أن تنخر في جسم الدولة وتطعنها من داخلها.

وهذه العناصر تفد لبلادنا في صورة حفلات الرقص العابثة.

وتقدم علينا في آلاف من زجاجات الخمور.

·       ونحن الآن نشاهد بأعيننا كيف تبذر بذور الفساد في هذا البلد المسلم ذي الأعراق المؤمنة.

ونحن نراقب كيف تتم رعاية هذا الفساد، ومن ذلك أن الفساد يعد عدته بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية «الكريسماس»، وأخذت الفنادق تكرس جهودها له.

والصفحات تفرد له في الصحف، وتستقدم فرق الموسيقى والرقص والمجون من الدول الشرقية والغربية شبانا مخنثين وفتيات ساقطات.

ووزارة الداخلية مدعوة لإصدار قرار حاسم يعجل بإيقاف هذا البلاء، ومنع هذه الحفلات الخليعة التي تقام في مناسبات أبعد ما تكون عن تقاليدنا وحياتنا وأعرافنا.

·       ونحن ما زلنا بعد في الطريق، ووزارة الداخلية هي التي تمتلك قوة النهي عن المنكر، متمثلة في قوانين حماية الآداب العامة، وما عليها إلا أن تنفض عنها الغبار وتطبيقها على مراكز تصدير الفساد لبلدنا المسلم الكويت، بلدنا وأبنائنا وبناتنا وصميم بيوتنا التي نعيش فيها.

وزارة الداخلية تملك غلقه، تملك أن تعطيه أو ألا تعطيه «تأشيرة الدخول» للكويت.

وزارة الداخلية تقف على بوابة الكويت.

وهي تستطيع من خلالها أن تغلق الباب في وجه كل فساد.

ونحن نملك أيضًا الكلمة المخلصة من القلب.

نرددها ويرددها كل مخلص.

مشفق على مستقبل بلدنا المسلم كلمات هي عصارة أماني الجماهير المسلمة التي عاشت في الكويت ورافقتها في بأسائها ونعمائها.

وهي تستجلب بهذه الكلمات رضاء الله بعد أن أفاء علينا من نعمه.

وصدق الله العظيم ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ﴾ (الأنبياء: 35).

الرابط المختصر :