العنوان بين محن الماضي وتحديات المستقبل: أول اجتماع علني لمجلس شورى الإخوان منذ نصف قرن
الكاتب مراسلو المجتمع
تاريخ النشر السبت 07-مايو-2011
مشاهدات 25
نشر في العدد 1951
نشر في الصفحة 32
السبت 07-مايو-2011
القاهرة: إسماعيل الفخراني
د. محمد مرسي أولويتنا تحقيق الديمقراطية الحقيقية.. و الحرية والعدالة حزب كل المصريين
د. عصام العريان: عدم الترشح للرئاسة ليس استعلاء بل مراعاة للواقع
في حالة جمعت بين الإيمان والحب والأخوة، وفي جو من الحراك السياسي الدؤوب، وفي علانية غير مسبوقة منذ نصف قرن، دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى عقد مجلس الشورى العام يوم الجمعة ٢٩ أبريل الماضي، وفي دورة طارئة لمناقشة عدة قضايا ملحة، أبرزها الإعلان عن تأسيس حزب الحرية والعدالة، وعلاقة الجماعة به، ومناقشة برنامج الحزب ولائحته وكذلك موقف الجماعة من انتخابات مجلسي الشعب والشورى بمصر قبل نهاية العام.
وكان أبرز قرارات المجلس انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيساً للحزب والدكتور عصام العريان نائبا للرئيس، والدكتور سعد الكتاتني أمينا عاما.. كما قرر المجلس عدم خوض الجماعة انتخابات رئاسة الجمهورية، وعدم تأييد أي من أعضائها إذا قام بالترشح للرئاسة.
وحول انتخابات مجلس الشعب، حدد المجلس نسبة المشاركة بـ ٤٥ إلى ٥٠٪. وفي تصريحات خاصة لــ المجتمع قال د. محمد مرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة»: إن أولويتنا هي تحقيق الديمقراطية الحقيقية، وإن الحزب هو حزب كل المصريين مسلمين ومسيحيين، وأكد أن الحزب لن يكون منفصلاً تماماً عن الجماعة، بل مستقلا عنها، مع التنسيق الدائم معها: لأنه خرج من رحم الجماعة.
ومن جانبه أكد د. عصام العريان أن عدم الترشح لرئاسة الجمهورية ليس استعلاء ولا منا على أحد، وإنما مراعاة لملابسات الواقع العام في مصر وخارجها، وتأكيدا على أن الشعب هو مصدر الشرعية وليس رئيس الجمهورية وهذا ما يتجه إليه كل العالم الآن.
تحديات كبيرة
هذا الاجتماع في هذه الدورة يكتسب أهمية بالغة لعدة أسباب، أهمها التحدي الكبير الذي يواجه جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة ٢٥ يناير، وما منحته لكل القوى السياسية من حرية مطلقة للعمل السياسي العام الأمر الذي يحمل الجماعة المزيد من أعباء المسؤولية الكبرى التي فوجئت بها الجماعة.
فبعد أن كانت تعمل في مساحة محدودة وفي إطار المحظورة، وفي ظروف أمنية قاسية.. وجدت نفسها تعمل في مساحة واسعة لا محدودة.. مساحة الحكم، ورئاسة الجمهورية، وأعضاء مجلسي الشعب والشورى، وهذا في إطار «المسموحة وليست «المحظورة، بل والمدعوة للعمل السياسي الوطني العام، بل وأكثر من هذا في إطار حظر بل سجن بل حل الحزب الحاكم سابقا (الحزب الوطني الديمقراطي)
يسود هذا المناخ العام غياب بل حل جهاز أمن الدولة الذي كان العثرة الكؤود والعدو اللدود للإخوان المسلمين. هذا بالنسبة للشأن المحلي، أما التحديات الخارجية، فتتمثل في ضرورة مراعاة الجماعة للمؤمرات السياسية الخارجية والعالمية وكذلك مراعاة ثقافة الإسلاموفوبيا، التي تعشش في عقول الغرب وساستهم وقادتهم.
مجلس الشورى
هذه الظروف وتلك التحديات وغيرها.. فرضت نفسها على مجلس الشورى في جلسته الطارئة يومي الجمعة والسبت (۲۹-۳۰ أبريل ۲۰۱۱م)، وحتى نتبين ونستحضر أهمية مجلس الشورى عند الإخوان، فإننا لا نبالغ إذا قلنا: إن واحدا من قراراته كان سببا - وإن كان غير مباشر - في قيام ثورة ٢٥ يناير.
وكان المجلس قد انعقد أثناء انتخابات مجلس الشعب المصري السابقة، وقرر مقاطعة جولة الإعادة في الانتخابات، بعد التزوير الفاضح الذي جرى في الجولة الأولى مما كان لهذا القرار أثره المربك للنظام الحاكم. .
إذا.. ما مجلس الشورى؟ وماسلطاته؟ وما شروط عضويته؟
تنص المادة (۱۲) من لائحة الإخوان المسلمين على أن مجلس الشورى هو السلطة التشريعية لجماعة الإخوان في مصر، ويكون مختصا بمناقشة السياسات العامة التي تتبعها وإقرارها، والخطة العامة والوسائل التنفيذية اللازمة لها، ويشترط في عضو مجلس الشورى المنتخب أن يكون مصرياً، ولا يقل عمره عن ٣٠ عاماً، وأن يكون قد مضى على قبوله عضواً عاملاً بالجماعة ٥ سنوات، وأن يكون عضواً بمجلس شورى المحافظة، وأن يتصف بالصفات العلمية والخلقية الراقية التي تؤهله لعضوية المجلس.
مدة عضوية مجلس الشورى ٤ سنوات، ويجتمع المجلس بدعوة من المرشد دورتين كل عام، عدا الاجتماعات الطارئة، ويصح اجتماع المجلس بحضور أكثر من النصف، وتصدر القرارات بأغلبية الحضور.
الانعقاد الرابع
الدورة الحالية هي دورة الانعقاد الرابع لمجلس شورى الإخوان.
وبسبب المحاكمات والحملات المستمرة ضد الإخوان لم يدع مجلس الشورى إلى الانعقاد بكامل هيئته حتى العام الماضي، وكان مكتب الإرشاد يتولى وفقا للائحة القيام بأعمال مجلس الشورى.. وبالرغم من تلك الظروف القاسية، فقد تمت عملية انتخاب المجلس أعوام ۱۹۹۵ و ۲۰۰۰ و ۲۰۰۵م وكان يجري الحصول على رأي المجلس في القضايا المهمة بالتمرير.
وفي العام الماضي تم انتخاب مجلس جديد، وكان أبرز قراراته كما سبق مقاطعة الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب وما كان لها من تداعيات وآثار كبيرة وخطيرة أما أول اجتماع لمجلس شورى الجماعة بشكل كامل فكان في 10 فبراير ٢٠١١م، في أوج أيام الثورة وقبل تنحي «مبارك، بيوم واحد .
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل