; أول تجمع إسلامي للمسلمين في فرنسا | مجلة المجتمع

العنوان أول تجمع إسلامي للمسلمين في فرنسا

الكاتب الداعية الأستاذ فيصل مولوي

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1981

مشاهدات 15

نشر في العدد 547

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 20-أكتوبر-1981

 

  • ثلاثة ملايين مسلم في فرنسا.. طاقاتهم مهدرة موزعة
  •  التجمع يعد لإنشاء مركز للدعوة لإسلامية
  • وقف إسلامي عام تسجل باسمه جميع ممتلكات الجمعيات الإسلامية

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد..

فإن المسلمين في فرنسا الذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين من مختلف البلدان الإسلامية، وأكثرهم من بلاد المغرب العربي وأفريقيا السوداء، وهم موزعون على كافة المدن الفرنسية، وإن كانوا يتركزون بأعداد كبيرة في باريس ومرسيليا وليون، هؤلاء المسلمون ليس لهم حتى الآن مؤسسة ترعى شؤونهم الدينية، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله والتوعية الإسلامية الرشيدة في صفوفهم، فضلا عن أن تقوم باسمهم بدعوة الشعب الفرنسي للإسلام..  إن عدم وجود مثل هذه المؤسسة جعل مئات الألوف من أبناء المسلمين لا يعرفون شيئا من تعاليم الإسلام، بل ويجهلون اللغة العربية جهلا تاما، ولا يستطيعون بالتالي قراءة القرآن، مما يهدد في المدى القريب بأن يفقدوا انتماءهم للإسلام والتزامهم به.

ثم إن فرنسا تعتبر مفتاحًا ومدخلًا طبيعيًا لكثير من بلاد وشعوب أفريقيا السوداء، حيث يجد النشاط التبشيري أرضًا خصبة بدون منافس، بينما لا توجد أمامه حركة منظمة في مجال الدعوة الإسلامية.

إن هذا الواقع هو الذي دفع التجمع الإسلامي في فرنسا إلى التفكير بإنشاء مركز للدعوة الإسلامية في باريس ينطلق منه الدعاة والعلماء للقيام بواجب التوعية والتعليم بين المسلمين في فرنسا أولًا، ثم الشعب الفرنسي ثانيًا، ثم شعوب أفريقيا السوداء ثالثًا، وبمقدار ما تتوفر الظروف والإمكانيات، وتوفيق الله قبل كل شيء.

وقد باشر التجمع الإسلامي عمله فورا باستئجار مركز متواضع في المنطقة العربية في باريس، حيث ستبدأ إن شاء الله في الأشهر القريبة دورة أولية لإعداد مجموعة من الدعاة، ريثما يتمكن التجمع من استقدام عدد من الدعاة من سائر البلاد الإسلامية، وريثما يستطيع شراء أو بناء مركز مناسب لتنظيم وانطلاق هذا العمل.

الأهداف:

۱ - حماية أبناء الجاليات الإسلامية في فرنسا من الانحراف والردة.

٢ - تعليم اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي في أوسع نطاق ممكن. 

3- تأهيل أبناء الجاليات للقيام بدورهم في دعوة الشعب الفرنسي للإسلام، وكذلك شعوب أفريقيا السوداء.

4 - القيام بحملة شاملة واعية لنشر الكتب الإسلامية الصغيرة والكبيرة وطباعة وتوزيع ما تفرضه الحاجة من النشرات الصغيرة.

 5 - استقدام مجموعات من الدعاة والعلماء لفترات قصيرة أو طويلة للمساهمة في إعداد الدعاة من أبناء الجاليات الموجودة في فرنسا، والمشاركة في جهود الدعوة الإسلامية مباشرة. 

٦ - تهيئة مركز مناسب في باريس لتنظيم هذا العمل.

مركز الدعوة الإسلامية:

إن هذا المركز يجب أن يتألف بإذن الله مما يلي:

۱ - مسجد يتسع لألف من المصلين على الأقل « ۱۰۰۰ متر».

٢ - مكتبة فيها قسم لبيع الكتب الإسلامية بأقل سعر ممكن، وقسم آخر لإعارة الكتب والمطالعة «۲۰۰ متر». 

3- مطعم إسلامي يجد فيه المسلمون الضيوف الطعام الحلال، كما يمكن أن يشتري منه المسلمون بعض حاجاتهم من أنواع الأطعمة الإسلامية كاللحوم والأجبان وسواها « ۲۰۰ متر».

4- غرف للتدريس تستعمل لتعليم أبناء المسلمين، كما تستعمل لإعداد الدعاة « ٦٠٠ متر».

5-جناح للضيوف لتأمين راحتهم، يأتي بعض العلماء أو الدعاة ولا يجدون فندقا مناسبًا أو مطعمًا إسلاميًا، ويمكن استعمال بعض غرف هذا الجناح وتأجيرها مؤقتًا المسلمين الوافدين للدراسة للطلاب ريثما يجدون مساكنهم المناسبة فتحل مشكلتهم ويعطى دخل مناسب للمركز«۲۰۰ متر».

التكاليف والخطوات الأولية:

إن الأمور المذكورة أعلاه تحتاج إلى مساحة من الأرض لا تقل عن ألف متر، وإذا وضعنا أمامنا احتمال التوسع وهو ضروري وممكن في المستقبل، فيجب ألا تقل المساحة عن ألفي متر. 

إن سعر المتر الواحد في باريس في المناطق المناسبة يتراوح بين ۱۰۰۰ إلی ۲۰۰۰ فرنك فرنسي، فيكون الثمن التقديري للأرض على الحد الأدنى ۱۰۰۰ متر × ۱۰۰۰ فرنك ۱- مليون فرنك فرنسي.

وإن تكاليف بناء المتر المربع الواحد تتراوح بين ٢٥٠٠ إلى ۳۰۰۰ فرنك حسب دراسات الإخصائيين فيكون التكليف العام للبناء:

۲۲۰۰ متر بناء × ۲۵۰۰ - ۵,۵۰۰,۰۰۰خمس ملايين ونصف مليون فرنك.

لقد باشر المجلس الإداري للتجمع الإسلامي في فرنسا عملية البحث عن الأرض المناسبة، وعملية جمع التبرعات من المسلمين في فرنسا، وكذلك إرسال وفد لجمع التبرعات من البلاد الإسلامية لهذه الغاية، ويأمل أن يتمكن من شراء الأرض ووضع الخرائط والدراسات خلال السنة المقبلة ١٤٠٢هـ الموافقة ۱۹۸۲ م وأمام المجلس الآن عروض يجري دراستها من قبل الإخوة المختصين.

التسجيل والإدارة:

إن هذا المركز سيسجل بإذن الله باسم التجمع الإسلامي في فرنسا، وهو جمعية إسلامية رسمية مرخصة من قبل السلطات الفرنسية المختصة، وسيسعى التجمع مع سائر الجمعيات والمؤسسات الإسلامية إلى إنشاء «وقف إسلامي عام» تسجل باسمه جميع الممتلكات حتى لا يؤدي حل إحدى هذه الجمعيات إلى تحويل أملاكها إلى السلطات الفرنسية.

 أما بالنسبة للتجمع الإسلامي فأن نظامه يفرض انتقال أملاكه - في حال الحل لا سمح الله - إلى جمعية إسلامية أخرى لها نفس الهدف، وهذا ما يجعلنا مطمئنين تمام الاطمئنان إن شاء الله. 

وسيقوم التجمع الإسلامي بكل ما يتعلق بإدارة هذا المركز، ولا نظن أنه يحتاج إلى مساعدة مالية بعد قيامه، لأن ما ألحق به من المطعم والمكتبة يمكن أن يغطي مصاريفه الإدارية، أما برامج الدعوة وتوسيعها فتحتاج إلى مساعدة دورية، وهذا ما يدفعنا لإنشاء وقف مساعد.

نداء:

إن التجمع الإسلامي في فرنسا يتوجه أخيرا بهذا النبأ إلى جميع المسلمين القادرين ، وإلى الحكومات القادرة من أجل مساعدته على القيام بهذا العمل الكبير، وكلنا أمل أن نجد التجاوب المناسب لنقيم معا صرحًا للإسلام في فرنسا. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (فصلت: 33)

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 433

44

الثلاثاء 20-فبراير-1979

نشر في العدد 1404

18

الثلاثاء 13-يونيو-2000