العنوان أين مخافة الله وتقواه أيها المسؤولون؟
الكاتب العم عبد الله المطوع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-نوفمبر-1970
مشاهدات 27
نشر في العدد 34
نشر في الصفحة 7
الثلاثاء 03-نوفمبر-1970
أين مخافة الله وتقواه أيها المسؤولون؟
بقلم عبد الله العلي المطوع
همسة مخلصة في آذان المسؤولين عن هذا البلد، في أيام نورانية مباركة تتوجب فيها النصيحة المخلصة، وواجبًا على كل مسلم يخشى ربه، وحقًا على من أوتي السمع أن يتبصرها ويعيها، عملًا بالقاعدة الإسلامية التي قررها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
لقد عاشت الكويت في ماضيها حريصة على التمسك بتراثها ومثلها وأخلاقها النابعة عن وعي بمبادئ شريعة الله المحكمة في إسلامه الخالد، ذلك الدين القيم، فلم تعرف الانحلال ولا التفسخ ولا صنوف المآسي التي يعانيها مجتمعها الحاضر، كما لم تعرف الخروج على أحكام الله ولا نقض مبادئ شريعته. كانت أسرة واحدة متماسكة، تصون عرضها وتحمي شرفها وتتعاون فيما بينها على البر والتقوى، فعاشت هانئة وادعة أمينة، يشعر الكل فيها بالمودة والمحبة والأمان.
ولقد أفاء الله -تعالى- على الكويت بالخير العميم، فكان المنتظر أن تؤدي الشكر لله على نعمائه بالمزيد من التمسك بصراطه المستقيم، غير أن هذا الخير اجتذب معه من التيارات الغريبة والاتجاهات المنحرفة ما قوض به الكثير من فضائل وقيم وأخلاق هذا البلد، حتى رأينا التقاضي بعيدًا عن شرع الله، وحتى رأينا مدارسنا بدل أن تربي الأجيال تربية إسلامية حقة تكاد تخلو برامجها من التوجيه الإسلامي وحتى رأينا الفنادق والمزارع تتحول إلى مواخير تعج بكل مفسدة ورذيلة وشر، ناهيك بما يشاهد في الشوارع وما تسرب إلى المدارس من عري فاحش في أوساط التلميذات والمدرسات. ومن المؤسف أن وسائل الإعلام بدل أن تنهج نهج المرشد الموجه، نراها تروج لهذه التيارات بما تذيعه وتنشره.
والذي لا يمكن السكوت عليه أيضًا هو أن يصير الدعوة إلى الرذيلة في العلن، تتولاها كبريات الفنادق وتدعو إليها بكل وسيلة، داعية إلى الرقص الفاجر والفحش السافر، فنرى الحمامات المختلطة وما يسمى مسابقات الجمال مع ما يدور خلال ذلك من أعمال يأباها الدين والخلق وكان الكويت قد تحولت إلى حارة من حارات الحي البوهيمي في باريس أو لندن أو برلين.
فيا رعاة هذا البلد... وكل راعٍ مسؤول عن رعيته إنكم لمسؤولون ومحاسبون بين يدي الله -جل جلاله- عن صيانة أخلاق هذه الأمة وسلامة دينها وعن أي تفريط أو تهاون في ذلك...
وإن دوام الحكم واستمراره وسلامته لا يتم إلا برضاء الله تعالى والعمل بما جاء به رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.
إن أملنا، أن ينتهز المسؤولون مناسبة حلول شهر الخير والفضيلة والرضوان رمضان المبارك، فيأخذوا المبادرة إلى وضع حد لكل هذه الأعمال لكي يكسبوا رضاء الله، ويجنبوا أنفسهم وأمتهم الوعيد الإلهي المتمثل في قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ﴾ (سورة النحل: 112).
وكذلك قوله تعالى:
﴿ولَوْ أنَّ أهْلَ القُرى آمَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والأرْضِ ولَكِنْ كَذَّبُوا فَأخَذْناهم بِما كانُوا يَكْسِبُونَ، أفَأمِنَ أهْلُ القُرى أنْ يَأْتِيَهم بَأْسُنا بَياتًا وهم نائِمُونَ، أوَأمِنَ أهْلُ القُرى أنْ يَأْتِيَهم بَأْسُنا ضُحًى وهم يَلْعَبُونَ، أفَأمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلّا القَوْمُ الخاسِرُونَ﴾. صدق الله العظيم. (سورة الأعراف: 96 - 99).
عبد الله العلي المطوع
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970