; أيها الطغاة: «إن أخذه أليم شديد» | مجلة المجتمع

العنوان أيها الطغاة: «إن أخذه أليم شديد»

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أغسطس-1985

مشاهدات 15

نشر في العدد 730

نشر في الصفحة 49

الثلاثاء 20-أغسطس-1985

 

  • كل ما يجري الآن على ارض الكنانة في مصر وغيرها يذكرنا بما قاله موشى ديان فيمذكراته:

 إننا لا نخشى الجيوش العربية مجتمعة ولكننا لا نخشى إلا أولئك المتدينون المتعصبون الذين يواجهوننا دون خوف ويرمون بأنفسهم تحت الدبابات... ثم يعقب ديان قائلًا: ولكن حكومات الدول العربية تكفينا شرهم!

  • من هنا فليس بغريب أن تضرب الحركة الإسلامية من قبل بعض الحكام الذين فرضوا أنفسهم على شعوبهم بالحديد والنار كأنهم بعملهم هذا إنما يقدمون الخدمات للصهاينة المستعمرين. لقد ضربت الحركة الإسلامية في مصر في عهد الطاغية عبد الناصر الذي زج بالآلاف في السجون والمعتقلات يسومهم سوء العذاب وكانت تلك مكافأة المجاهدين الذين اقضوا مضاجع الإنكليز واليهود في بطاح فلسطين والقناة وبورسعيد في حين كانت الجيوش النظامية تفوح من قياداتها رائحة الخيانة والتآمر، وكانت تلك القيادات فيما بعد سببًا من أسباب هزيمة يونيو ١٩٦٧م.
  • وفي الشام بدأ ضرب الدعاة منذ أوائل الستينات وكانت قمة الخسة والنذالة تدمير مدينة بأكملها على رؤوس ساكنيها بحجة مطاردة الدعاة عام ١٩٨٢م.

وتقول آخر إحصائية أجرتها منظمة العفو الدولية إن في تلك الربوع أكثر من ٥٢ ألف سجين كلهم من خيرة أبناء الأمة منهم الأطباء والمهندسين والأساتذة والمحامون والأمهات الداعيات لا يزالون في سجون ذلك النظام منذ سنوات في ظل ظروف سيئة للغاية تفتقد أدنى درجات الإنسانية... 

  • واليوم يعاود النظام المصري الكرة ويعتقل العشرات من الدعاة وعلى رأسهم الشيخ حافظ سلامة بطل السويس الذي حقق ما عجز عنه الجيش المصري ومنع سقوط المدينة عام ۱۹۷۳ بيد الصهاينة. هذا البطل الشيخ الذي يطالب اليوم بتحكيم شرع الله يقول عنه وزير داخلية النظام المصري بأنه مجنون ومغرور وأنه مع اتباعه لا يمثلون شيئًا بالنسبة للشعب المصري!!

إلى وزير داخلية مصر وأمثاله من الذين يعيشون على فتات الطغاة نقول:

 حقًا حين تخلو الساحة من الأبطال الذين وضعوا في السجون والمعتقلات ليتمنطق بالسلاح كل جبان خوار وكل سفيه عزير وكل خوان حقير وكل جاهل مغرور وكل طاغية لئيم.

أما الشعوب التي تسلطتم عليها فباتت تعرف دجلكم ونفاقكم وتهريجكم وتستطيع تمييز الغث من السمين وتعرف من هم الممثلون الحقيقيون لأمانيها وتطلعاتها ومن هم الدخلاء عليها. وتعرف من الذين فرطوا بالأرض والمقدسات وسلموها لقمة سائغة للأعداء لكنها سنة الله في أرضه حيث الامتحان والابتلاء ليميز الخبيث من الطيب.. فلولا الطغاة لما عرفنا أدعياء الحرية من شهدائها ولا أصدقاء الشعب من أعدائه وأنتم أيها المفسدون الذين تؤذون جنود الحق المخلصين فعذابكم أليم شديد وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم

الرابط المختصر :