; إرتريا في الصراع الاستراتيجي | مجلة المجتمع

العنوان إرتريا في الصراع الاستراتيجي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-فبراير-1975

مشاهدات 27

نشر في العدد 237

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 18-فبراير-1975

نحن مع استقلال إرتريا.. ومع إرادة شعبها في تقرير مصيره.. ولقد وقفنا مع الإخوة الإرتريين وقفة المهتم بقضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان. ولكن هذا الموقف لم يمنعنا من إبداء آراء مبكرة في ضرورة الحصول على استقلال حقيقي لا استقلال مزيف. ففي يوم الثلاثاء ١٠ سبتمبر ١٩٧٤ طرحت «المجتمع» هذه الآراء وكتبت تقول: «مجموعة من المؤشرات- صاحبت تطور الأحداث في إثيوبيا- تبرز مدى الاهتمام المفاجئ أو المدروس بالقضية الإرتيرية، فماذا هناك؟ وما صلة هذا الاهتمام بالاستراتيجية الدولية.. والأمريكية بصفة خاصة؟ وهذا الحجم الذي أعطي لقضية إرتريا في الشهور الأخيرة يتجاوز مقدرة أبناء إرتريا.. مرة أخرى ماذا هناك؟». «الحل الأمريكي.. للقضية» ومضت «المجتمع» منذ خمسة شهور تقول: «وتريد أمريكا أن تسبق الأحداث فتقدم حلًّا لقضية إرتريا يجهض الحل الحقيقي والاستقلال الأصيل. فما هو الحل الأمريكي؟ هو حل يشبه حل القضية الفلسطينية في بعض الجوانب يخير الإرتريون بين خيارين قاتلين. • الحكم الذاتي تحت الوصاية الحبشية. • أو الاستقلال المزيف تحت المظلة الأمريكية. وهذا الحل تطويق للبديل المحتمل وهو الاستقلال الحقيقي الذي يصفي النفوذ الحبشي واليهودي والأمريكي من إرتريا. وبطبيعة الحال سيرفض الإرتريون الخيار الأول لأنهم جربوه طويلًا وكثيرًا. ولكن لعل بعضهم يقع تحت ضغط اليأس.. أو بهرج الخداع.. في شباك الاستقلال المزيف. دولة من ورق على المعونات الأمريكية.. وفي إطار النفوذ الأمريكي. يتسلط عليها أشخاص يخونون شعبهـم وقضيتهم جريًا وراء السلطة والجاه. يا إخوة إرتريا لقد أريق على ثرى إرتريا دم مسلم عزيز. فلا تضيعوا الغرس في لحظة خداع، أو لحظة يأس.. أو لحظة طمع». • هذا ما كتبته هذه المجلة منذ خمسة شهور.. ووراء هذا التحليل باعث ورؤية. • أما الباعث فهو الحرص الشديد على أصالة إرتريا.. وسلامة كيانها ومستقبلها. ولئن كان الكلام واضحًا ومحددًا وصريحًا فذلك لكي يطلع الإخوة على النصح.. ومعه دفيء باعثه.. وصراحة نيته.. بلا لف ولا مراوغة. وأحيانًا يضطر الإنسان إلى شد ملابس قريب له أو صديق وتمزيقها؛ ابتغاء منعه من اقتحام النار أو قذف نفسه من شاهق. • أما الرؤية فهي أن التجارب القديمة والحديثة علمتنا أن ثمرات الكفاح كثيرًا ما قطفها أناس غير أصلاء. دخلوا إلى الساحة عندما عرفوا بطريقة ما أن موسم الحصاد قد دنا، ووقت توزيع الغنائم قد حان. وتاريخيًّا- وعمليًّا بالتالي- فإن الذين تحملوا عناء تأسيس
الرابط المختصر :