; إرهاصات التشريعيات.. هل يسعى أحمد أويحيى لرئاسة الجزائر؟ | مجلة المجتمع

العنوان إرهاصات التشريعيات.. هل يسعى أحمد أويحيى لرئاسة الجزائر؟

الكاتب فريد بغداد

تاريخ النشر الاثنين 01-مايو-2017

مشاهدات 710

نشر في العدد 2107

نشر في الصفحة 34

الاثنين 01-مايو-2017

المؤشرات تدل على أن الخارطة البرلمانية لن تشهد تغيرات مفاجئة بعد الانتخابات

هناك حالة من التململ الشعبي من العملية السياسية أدت إلى العزوف عن الانتخابات

أويحيى بنى تصوراً حول شكل علاقته بالانتخابات الرئاسية بالنسبة إلى حزبه وإليه هو كذلك

من باب الاهتمام بأمر المسلمين، تنفيذاً للهدي النبوي؛ نلقي الضوء على الحالة السياسية في بلد المليون شهيد «الجزائر»، خاصة ما يتعلق منها باستحقاقات الانتخابات التشريعية، وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية القادمة.. مع بلوغ الحملة الانتخابية لتشريعيات الرابع من مايو الجاري منتصفها، وما يرافق ذلك من برود شعبي ولا مبالاة من قبل شرائح واسعة من مختلف النخب الجزائرية، شهدت منصات إلقاء الخطب التي يعتليها مسؤولو الأحزاب حالة من الاحتقان والانفعال المفضي إلى التنابز وكيل التهم والاستفزاز وتبادل الردود اللفظية الحادة، ولعل ما دار بين زعيمي حزبي السلطة أحمد أويحيى، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، وجمال ولد عباس، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، شكّل أبرز تلك الملاسنات.

يبدو أن السجال الكلامي الذي دارت رحاه بين حليفي السلطة وغريمي الانتخابات يجد مبرراته المنطقية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المكاسب المترتبة عما ستؤول إليه نتائج التشريعيات، حيث إن جميع المؤشرات تدل على أن الخارطة البرلمانية في الجزائر لن تشهد تغيرات مفاجئة وذات أهمية.

فمن المتوقع أن يحتل الحزبان مركزي الصدارة داخل المؤسسة التشريعية، فإذا ظلت الأوضاع السياسية على حالها فإن التجمع الوطني الديمقراطي سيحل ثانياً وبفارق كبير عن جبهة التحرير الوطني؛ مما يعني أن منصب الوزير الأول سيكون من نصيب جبهة التحرير الوطني، وكذلك هو الشأن بالنسبة لأغلب الوزارات السيادية والمهمة التي يبدو أنها ستؤول إلى حزب ولد عباس.

وتأخذ مبررات إفراز نتائج مشابهة لما كانت عليه التشريعيات السابقة من ظاهرة العزوف الانتخابي التي باتت تطبع الانتخابات في الجزائر، حيث إن الأساليب التي اتبعتها السلطة وفق تحليلات صحفية خلال عهود بوتفليقة الأربعة أنتجت حالة من التململ الشعبي والسآمة من العملية السياسية برمتها، أدخلت قطاعات واسعة من الشعب وعلى رأسه نخب من المثقفين وذوي التحصيل العلمي العالي في سبات سياسي عميق، كان من أبرز مظاهره عزوف هذه الفئات المؤثرة والفعالة عن العملية الانتخابية.

ولا تقتصر المكاسب السياسية المنجزة عن تشريعيات مايو الجاري على الـ462 مقعداً هي مجموع مقاعد البرلمان على أهمية هذا المكسب كونه يفضي بصاحبه إلى الاستئثار بالوزارة الأولى وأغلب الوزارات السيادية والمهمة في الحكومة، غير أن الصلاحية الحصرية في تشكيل الحكومة وتعيين أعضائها التي تعود لرئيس الجمهورية تجعل من مكاسب التشريعيات منقوصة الأهمية.

ويبدو أن طموح أويحيى يتجه بأنظاره صوب قصر المرادية الجمهوري حيث يقبع بوتفليقة في حالة صحية تتأرجح بين المتوسطة والصعبة، ويشوبها الكثير من الغموض حول طبيعتها ودرجة خطورتها، وعلى بعد أقل من عامين عن الانتخابات الرئاسية التي تعتبر أهم انتخابات في الجزائر على الإطلاق، نظراً للصلاحيات الدستورية الواسعة التي يحظى بها رئيس الجمهورية، يبدو أن أويحيى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذي استفاد من عطلة تمكنه من إدارة حملته الانتخابية، قد توصل إلى تصور حول شكل علاقته بالانتخابات الرئاسية القادمة بالنسبة إلى حزبه وإليه كذلك، بصفته شخصية سياسية لها حضورها ووزنها ورصيدها السياسي، وتقلب في المناصب السياسية والحزبية، والتي قد يكون لها دورها المحوري مستقبلاً في صناعة القرار السياسي الذي يمر عبر الظفر بمنصب رئيس الجمهورية. 

كما أنه قد أيقن على ما يبدو بضرورة تغيير معادلة التشريعيات لصالحه في هذه المرة التي ظل متغيرها الأساسي حزب جبهة التحرير الوطني على مدار الاستحقاقات الثلاثة المتوالية والأخيرة، وأن هذه التشريعيات ستصنع المشهد السياسي للسنوات الخمس القادمة، بما في ذلك رسمها لملامح الشخصية التي ستحكم الجزائر ابتداءً من عام 2019م، وأن بوتفليقة بوضعه الصحي المعقد تتضاءل احتمالات إقدامه على ترشيح نفسه لعهدة خامسة بكل ما يصاحب تلك العهدة من مشاق ومتاعب قد لا يتحملها جسد الرئيس المتعب.

تحريك الراكد

وتوضح الطريقة التي يدير من خلالها أويحيى تجمعاته الانتخابية بشكل واضح إدراكه الراسخ وسعيه الحثيث لتحريك البيئة السياسية الراكدة، والعمل على الدفع بقطاعات واسعة من الناخبين الممتنعين لحد اللحظة عن الذهاب إلى مكاتب الاقتراع، فإصراره على الحضور بشكل يومي للتجمعات الشعبية التي يقيمها حزبه في أغلب ولايات الوطن، وقطعه لمسافات طويلة، وإلقاؤه لخطابات يمتد بعضها لأكثر من ساعة من الزمن، وحرصه على الظهور بهندام بسيط ظل ملازماً له طوال الحملة الانتخابية مكتفياً بارتداء قميص أبيض وسروال أسود إلى جانب أخذه لصور «سيلفي» وسط جموع الشباب، والتحامه بحشود الحاضرين على اختلاف مكانتهم الاجتماعية؛ يؤكد مثابرة الرجل وعزمه على احتلال المرتبة الأولى في الانتخابات القادمة.

سعي للرئاسة

وتشير عدة قرائن إلى سعي أويحيى إلى منصب رئيس الجمهورية، فعندما سئل في حوار تلفزيوني عن نيته في الترشح للرئاسيات؛ أجاب أن الرئاسة موعد بين الرجل والقدر، ومثلت إجابته تلك تغيراً في خطابه؛ حيث إنه قال هذا الكلام خلال ظرف صحي صعب لبوتفليقة، فقد ظل أويحيى قبل مرض بوتفليقة محافظاً على ولائه لبوتفليقة، فكلما سئل عن مدى إمكانية تقدمه للترشح عند كل استحقاق رئاسي لم يخنه طبعه في وزن كلامه مجيباً بأنه مرتبط بعقد مع بوتفليقة الذي يرى فيه رجل المرحلة الأجدر بحكم الجزائر.

ويبدو أن الحالة الصحية لبوتفليقة شكلت منعطفاً حاسماً في تغير نظرة أويحيى للأمور، فرصيده السياسي المتسم بالوفاء والولاء لبوتفليقة طوال حكمه مكنته من تعزيز موقعه داخل دائرة صنع القرار الضيقة التي عكف بوتفليقة على تشييدها وتحصينها منذ مجيئه إلى الحكم، حينما تمكن من تحييد مدير جهاز المخابرات محمد مدين المعروف بالجنرال توفيق الذي كان له دوره الحاسم في تحديد معالم السياسة داخلياً وخارجياً خلال ربع قرن، بما في ذلك وقوفه وراء مجيء بوتفليقة للحكم، وانجلى غبار الصراع بين الرجلين على تشكل دائرة سلطوية تحيط ببوتفليقة تتكون من ثلاث حلقات؛ الأولى ممثلة في قائد أركان الجيش ونائب وزير الدفاع اللواء أحمد قايد صالح، والثانية أخوه ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة، والثالثة أحمد أويحيى، مدير ديوان الرئيس.>

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل