; إلى الأبناء..صرخة ألم | مجلة المجتمع

العنوان إلى الأبناء..صرخة ألم

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-أكتوبر-1970

مشاهدات 28

نشر في العدد 30

نشر في الصفحة 29

الثلاثاء 06-أكتوبر-1970

إلى الأبناء..صرخة ألم

الرجاء نشر هذه الرسالة في مجلتنا الغراء «المجتمع»، مع دعائي لكم بالتوفيق من عند الله.

أيها الأبناء، هذا النداء أصرخ به من أعماقي، أصرخ به ولعلي أجد من يجيب على ندائي، أهي الضمائر عُدِمَت، والشفقة سُحِقَت، والرحمة رُفِعَت، والحقد استولى، والكراهية تربعت على عرش قلوبكم، إلى أين أنتم سائرون، وإلى أي نتيجة تصلون، بعد أن دمرتم القلوب التي عمرتكم وجعلتكم رجالًا، فماذا فعلتم لآخرتكم، ليواجهوا رب العزة والجلال.

ماذا فعلتم، لمن حرموا النور ليهدوكم، وجاعوا لتشبعوا، والتحفوا السماء وافترشوا الأرض وكانوا لكم خير معين بعد الله سبحانه وتعالى، كنتم أطفالًا ثم أصبحتم شبابًا، ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. (لقمان: ١٤).

لا ولن أعتقد أن مستوى شبابنا المسلم وصل إلى هذا الحد من الدناءة وحب الذات، وستصبح أبًا الغد يا ابن اليوم، ولقد ورد في الحديث «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم».

انظر إلى أبيك الشيخ الهرم المسكين، الذي كان يشقى طوال يومه ويكد ليحصل على لقمة العيش، وأمك جاهدت لكي توفر لكم سبل الحياة الكريمة، وأخيرًا يجدون أنفسهم محط ذل ومهانة، من إنسانة زوجة لابنهم وقوبلت بالترحيب والزغاريد، والفرحة تملأ أرجاء البيت، وبعد قليل نجد أن هذه الضيفة الجديدة قد احتلت المكان وأرادت أن تكون هي الآمرة الناهية في البيت وليس لهذا الحد فحسب، بل تعدت الحدود وكأنه لم يوجد لها أب ولا أم، أو كأنها تحسب رجلها هذا قد بنى نفسه بنفسه يوم مولده.

ألا تعلمين أن أمه جاهدت من أجله كما جاهدت أمك من أجلك، والآن.. نجد التي تعبت وسهرت الليالي تطرد من البيت، لا أتصور هذا كله وأكاد أجن، فما دفعني لكتابة هذا المقال، ما حدث بالأمس القريب حقيقة، فيا حسرة على أم هذا الشاب، ورثائي وحزني الشديد عليه وعلى ما آل إليه حاله؛ إنه يعيش في دوامة، في صراع مع حياته الجديدة ومع ضميره الذي يذكره بالكنف الذي عاش تحت ظله سنين طويلة، لقد زحف إليه المرض رويدًا، رويدًا حتى أصابه؛ فما إن بلغ أشده حتى انتشر في جسده وسيطر على عقله وقلبه، لقد فتك المرض به، فما هو الدواء؟؟ نحن نعرف الدواء جيدًا، وما علينا إلا التطبيق.. ارجعوا إلى الدين الحنيف يا شباب.. عودوا إلى رشدكم، اتركوا هذه التقاليد وتذكروا أن من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله عقوق الوالدين، عاق الوالدين لا يدخل الجنة، اتركوا هذه التقاليد البالية يا أمهات المستقبل، حتى لا تروج في بلادنا.. فالأمراض جميعها تأتينا من الغرب.. فتجد الرواج والازدهار، وهيهات أن تخرج من أجسادنا.. احترموا والديكم وارعوهم حق رعاية.. واذكروا دائمًا قول الله تعالى: ﴿وقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا صدق الله العظيم . (الإسراء: ٢٣ - ٢٤)

الكويت . المسلمة . س . ص

نساء في التاريخ الإسلامي:

"أُمُّ عِمارَة"

شهد لنا التاريخ الإسلامي وسجل في صفحاته الخالدة مآثر وأمجادًا رائعة؛ لبطلات مسلمات دخلن التاريخ من أوسع أبوابه، وكن في بعض المواقف في الصبر والصمود فوق الرجال؛ في يوم كان الناس فيه يتنافسون في الإيمان والجهاد والبذل والفداء في سبيل الله، يوم كان الرجال والنساء يتنافسون لرفع راية الإسلام والشهادة في سبيل دعوة الله الخالدة، لا من أجل مال أو جاه أو زعامة دنيوية زائلة.

هذا موقف قصير لبطلة مسلمة مجاهدة نستخلصه من التاريخ للعبرة والتذكير، موقف من مواقف البطولات النادرة الغالية في تاريخنا العريق.. بطلة من بطلات المعارك الإسلامية هي نسيبة بنت كعب الأنصارية- أم عمارة- رضي الله عنها أول امرأة بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم مع الرجال، وأول امرأة حاربت دونه، حاربت مع زوجها وأولادها؛ لإعلاء كلمة الله ونصرة هذا الدين، وكان هذا الموقف العظيم الرائع في موقعة أُحد مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في أخطر الأوقات، فكانت تصول وتجول بسيفها تدافع في حمى الإسلام، حتى قال عنها عليه الصلاة والسلام: «ما التفت يمينًا وشمالًا إلا ورأيتها دوني».

لقد ثبتت أم عمارة- رضي الله عنها- في يوم أُحد وهي تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد فر من حوله بعض الرجال المحاربين من رجال الجهاد، وصحب النبوة وثبتت أم عمارة و رآها النبي- عليه السلام- وبها ثلاثة عشر جرحًا والدماء تنزف منها، فقال: من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة، وصاح بابنها: أمك أعصب جرحها بارك الله عليكم أهل بيت.. واستبشرت أم عمارة بدعوة الرسول الكريم وطمعت بالمزيد من دعوته المباركة المستجابة فقالت: يا رسول الله ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال- عليه الصلاة والسلام-: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة، فقالت أم عمارة: ما أبالي ما أصابني من الدنيا، هكذا كانت المرأة المسلمة التي تخرجت في مدرسة النبوة يعمر قلبها الإيمان، معتزة بدينها، عالية الرأس بكتابها، تعيش في مستوى روحاني طاهر يرتفع بها عن مهبط الأهواء والشهوات المادية التافهة.

«بهيرة الخوجة»

===================

فلنكن صرحاء ..

من كتاب معركة التقاليد  لمحمد قطب 

الفتاة التي تلبس فستانا عاري الصدر عاري الابطين «جابونيز» وتسير في الطريق أو تجلس في السيارة أو تجلس في «الكازينو» وسط الرجال والشبان .. تقول: إنها تمارس «حريتها» في انتقاء ما تريد من الملابس ، أنها فتاة متحررة تحقق كيانها المتحرر . ما لكم بها أيها الناس؟ من أنتم بالنسبة إليها؟ ما دخلكم في شئونها؟ ما علاقتكم بها وما وصايتكم عليها؟ إنها حرة في نفسها تصنع بها ما تشاء ... هل تحجرون على حرية المرأة؟ هل تلغون كيانها المستقل؟ هل تستعبدونها؟ هل تجعلونها تابعة للرجل تلبس ما يفرضه عليها ولا تختار ما تريد.                                          

كلا .لا نستعبد المرأة ولا نلحقها بالرجل تابعة له.                 

لها كيانها «المتحرر» ولكن ... هل الحرية حقا هي مقصد الفتاة؟ هل هي «قضية» نفسية وروحية وفكرية تؤمن بها وتحققها ؟              

فلننظر..

هذا الشاب أثار صدرها العاري نزوة الحيوان فيه ... الذي يحملق كالمسعورفي ما بدا وما استتر...الذي يلتهمها التهاما بعينيه المنهومتين ...أو لیست تراه؟

ما رأيها فيه؟ وما رأيها في نظراته وإن أبدت في الظاهر الاستياء؟ أما عملت حسابه؟ أما عملت حساب إن صدرها العاري وحركتها المثيرة ونظراتها الخليعة تثير فيه كوامن الحيوان؟ أو ليست متأكدة من ذلك تأكيد اليقين، منذ اللحظة التي اختارت فيها الفستان، ومنذ اللحظة التي لبسته فيها عند الخروج؟ ما رأيها فيه؟ هل لبست الفستان لنفسها؟ أم لهذا الفتى المنهوم – أي فتى منهوم – تقع عيناه على هذا المنظر المثير؟ ولماذا؟ لماذا عملت حسابه وهي تجلس قبالته تنتظر اللحظة التي تقع عيناه عليها؟ هل عملت حسابه لأنها متحررة ؟ أم لأنها مستعبدة من الداخل لدفعة الجنس، مستعبدة للحيوان الذي فيها والحيوان الذي فيه؟

فلنكن صرحاء.. إنها لا تمارس «التحرر» وإنما تمارس العبودية الكاملة لدفعة الحيوان .                                               

 

 

الرابط المختصر :