; احترام الإنسان والتعارف والمواطنة.. أولويات خطابنا الديني. | مجلة المجتمع

العنوان احترام الإنسان والتعارف والمواطنة.. أولويات خطابنا الديني.

الكاتب هاني صلاح

تاريخ النشر الجمعة 01-سبتمبر-2017

مشاهدات 19

نشر في العدد 2111

نشر في الصفحة 38

الجمعة 01-سبتمبر-2017

المدير العام للمركز الإسلامي للصلاة بشيكاغو لـ«المجتمع»:

لولا الأربعون سنة قبل البعثة بصفة «الصادق الأمين» لما قَبِل الناس النبوة

على المسلمين بالغرب مراعاة احترام الإنسان والتعارف والمواطنة

على الدعاة التواصل مع المؤسسات التعليمية والدينية والحكومية

شدد الشيخ كفاح مصطفى، الإمام والمدير العام للمركز الإسلامي للصلاة بشيكاغو، ورئيس تجمع الأئمة في ولاية إلينوي، وممثل دار الفتوى اللبنانية في أمريكا؛ شدد على أهمية أن يتضمن الخطاب الديني العام للمسلمين بالدول غير المسلمة الأسس الإنسانية التي تضمنتها الشريعة الإسلامية التي تحث على التعارف والتواصل والتعاون بين الشعوب الإنسانية، على أسس الاحترام المتبادل والتعاون على تحقيق المنفعة لجميع أبناء المجتمع الواحد من مختلف أتباع الديانات.

جاء ذلك خلال حواره مع «المجتمع»، حول أولويات الخطاب الديني العام للمسلمين بالدول غير المسلمة (أمريكا نموذجاً).

< بداية؛ ما الأسس العامة الأساسية التي ينبغي أن يُبنى عليها أي خطاب ديني إسلامي عام في كل زمان ومكان؟

- ينبغي أن يراعي الخطاب الديني العام محورين رئيسين:

أولاً: تعظيم الله لا الإنسان:

وهذا كان واضحاً في الخطاب لأهل الكتاب: (تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ) (آل عمران:64)، حتى إن استخدام لفظ «تعالوا» ليس فيه معنى الإتيان فقط، إنما معنى التعالي فوق ربوبية الناس بعضهم لبعض؛ إذ لا تتحقق إلا بإعلان أن الجميع عباد لله. 

ومن هنا نفهم ما قاله ربعي بن عامر: «لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد».

ثانياً: الدعوة إلى مكارم الأخلاق:

يغفل الكثيرون عند دراسة السيرة أنه لولا الأربعون سنة قبل البعثة بصفة «الصادق الأمين» (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4}) (القلم)؛ لما قَبِل الناس نبوة محمد [. 

وهذه خديجة رضي الله عنها تثبّت قلب [ وتجعله أهلاً لاستلام مشعل النبوة بوصف أخلاقه: «إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحياة». 

ثم هذا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يشرح ما قبل وبعد الإسلام بمنظومة الأخلاق: «كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، دعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام». 

< برأيكم، وفي هذا العصر، ما أولويات الخطاب الديني للمسلمين بالدول غير الإسلامية (الأقليات المسلمة) حول العالم؟

- في المجتمعات التي يعيش فيها المسلمون كأقلية، يلزمهم مراعاة ثلاثة محاور رئيسة في خطابهم الديني العام؛ وهي:

أ- احترام الإنسان: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) (الإسراء:70)، والملاحظ أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت دعوة خدماتية لحاجات البشر، وذلكم كان روح الشريعة رفع الضرر وجلب المصالح.

ب- التعارف: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) (الحجرات:13)؛ فالتعارف يولد الثقة، والثقة تحصد الأمان بين الناس.

جـ- المواطنة الواحدة: (وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ) (الأعراف:24)؛ وذلك من خلال تبني قضايا المجتمع الواحد، والوقوف أمام المفاسد كالجريمة، والدعوة إلى الحقوق المدنية للناس عامة؛ كفرص العمل والسكن والعلاج وغيرها من متطلبات الناس الأساسية.

< وهل تعتقدون أنه ربما يكون لكل منطقة جغرافية أولويات خاصة (إضافية) لخطابهم الديني في منطقتهم؟

- نعم هذا صحيح، ومجرد الإشارة إلى دائرة المصالح الخاصة المشتركة في المنطقة الواحدة يفي بالغرض، ويوصل رسالة الإسلام إلى الناس التي تحث على التعارف والتعاون لما فيه خير الناس جميعاً.

< بحسب تجربتكم الخاصة، كيف يمكن للأئمة والدعاة توصيل هذا الخطاب الديني للآخر بكل وضوح؟

- هناك مستويات متعددة للتواصل مع الآخر بهدف توصيل رسالة الإسلام صافية واضحة صحيحة وفق هذا الخطاب؛ وأهمها: 

أ- التواصل مع المؤسسات التعليمية: من خلال فتح أبواب المساجد لغير المسلمين للتعرف على الإسلام ولو من خلال العادات والتقاليد، والاهتمام بدعم الأنشطة التعريفية بالإسلام في الجامعات من قبل مؤسسات الطلبة المسلمين، وتفريغ الوقت لزيارة المدارس والجامعات وإعطاء ندوات عن الإسلام الصحيح.

ب- التواصل مع الهيئات الدينية: من خلال حوار الأديان الخدماتي للمجتمع لا المناظراتي لإثبات ما الديانة الصحيحة، وبهذا تتحقق رسالة الإسلام في التعاون في المشتركات الإنسانية التي تراعي مصالح الناس من مختلف أتباع الديانات.

جـ- التواصل مع المؤسسات الحكومية: لتفعيل دور المسلم في الحفاظ على أمن البلد، والارتقاء بالمجتمع في كافة المجالات الحياتية.>

الرابط المختصر :