العنوان اخترت لك.. (العدد 52)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-مارس-1971
مشاهدات 12
نشر في العدد 52
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 23-مارس-1971
كيف انتصر المسلمون على أعدائهم؟
وكيف عاملوا من تحت يدهم من اليهود والنصارى؟
هذه الأسطر مختارة من رسالة أرسلها شيخ الإسلام ابن تيمية إلى سرجواس ملك قبرص النصراني الذي أراد أن يحالف ملك التتار المقاتل للمسلمين والكتاب -وهو مطبوع باسم الرسالة القبرصية- يدل على أن علماء المسلمين كانوا واعين على الأحداث في عصرهم وكان لهم باع طويل في تصريف الأمور بل كانوا القادة والمستشارين فعرفوا كيف يسوسون العباد والبلاد -ينظر في الرسالة فإذا بها تجمع بين الدعوة بالترغيب والترهيب وتشرح لذلك الملك دين الإسلام وتبصره به، بل وتلمح من خلالها ذلك الاطلاع الواسع الجم بالديانة النصرانية.
وبينما هو في الرسالة ماء سلسبيل إذ به نار هائجة مائجة ولا عجب فهو ابن تيمية العلم الشامخ في تاريخ الفكر الإسلامي الذي حمل القـلم والسيف وجاهد بلسانه ويده.
وما أخترته يمثل صورة مشرقة لبعض ما جرى بين المسلمين والتتار يقول:
«ولما قدم مقدم المغول غازان وأتباعه إلى دمشق، وكان قد انتسب إلى الإسلام، لكن لم يرض الله ورسوله والمؤمنون بما فعلوه، حيث لم يلتزموا دين الله، وقد اجتمعت به و بأمرائه وجرى لي معهم فصول يطول شرحها لا بد أن تكون بلغت الملك، فأذله الله وجنوده لنا حتى بقينا نضربهم بأيدينا ونصرخ فيهم بأصواتنا، وكان معهم صاحب سيس مثل أصغر غلام يكون، حتى كان بعض المؤذنين الذين معنا يصرخ عليه ويشتمه وهو لا يجترئ أن يجاوبه حتى أن وزراء غازان ذكروا ما ينم عليه من فساد النية، وكنت حاضرًا لما جاءت رسلكم من ناحية الساحل، وأخبرني التتار بالأمر الذي أراد صاحب سيس أن يدخل دينكم وبينه فيه حيث مناكم بالغرور، وكان التتار من أعظم الناس شتيمة لصاحب سيس وإهانة له ومع هذا كنا نعامل أهل ملتكم بالإحسان إليهم والذب عنهم.
وقد عرف النصاري كلهم أني لما خاطبت التتار في إطلاق الأسرى وأطلقهم غازان وقطلوشاه وخاطبت مولاي فسمح بإطلاق المسلمين قال لي لكن معنا نصارى أخذناهم من القدس فهؤلاء لا يطلقون فقلت له، بل جميع من معك من اليهود والنصارى الذين هم أهل ذمتنا فإنا نفتكهم ولا ندع أسيرًا لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة.
وأطلقنا النصارى من شاء الله فهذا عملنا وإحساننا والجزاء على الله.
وكذلك السبي الذي بأيدينا من النصارى يعلم كل أحد إحساننا ورحمتنا ورأفتنا بهم كما أوصانا خاتم المرسلين حيث قال في آخر حياته «الصلاة وما ملكت أيمانكم».
ومع خضوع التتار لهذا الملة وانتسابهم إلى هذه الملة فلم نخادعهم ولم ننافقهم بل بينا لهم ما هم عليه من الفساد والخروج عن الإسلام الموجب لجهادهم، وأن جنود الله المؤيدة وعساكره المنصورة المستقرة بالديار الشامية والمصرية ما زالت منصورة على من ناوأها، مظفرة على من عاداها وفي هذه المدة لما شاع عند العامة أن التتار مسلمون أمسك العسكر عن قتالهم فقتل منهم بضعة عشر ألفًا ولم يقتل من المسلمين مائتان، فلما انصرف العسكر إلى مصر وبلغه ما عليه هذه الطائفة الملعونة من الفساد وعدم الدين خرجت جنود الله للأرض منها وئيد قد ملأت السهل والجبل في كثرة وقوة وعدة و إيمان وصدق قد بهرت العقول والألباب محفوفة بملائكة الله التي ما زال يمد بها الأمة الحنيفية المخلصة لبارئها فانهزم العدو بين أيديها ولم يقف لمقابلتها ثم أقبل العدو ثانية فأرسل عليه من العذاب ما أهلك النفوس والخيل، وانصرف خاسئًا وهو حسير، وصدق الله وعده ونصر عبده وهو الآن في البلاء الشديد والتعكيس العظيم والبلاء الذي أحاط به، والإسلام في عز متزايد وخير مترافد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال «إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها».
قالوا عن.. المتكبر!
نسي الطين ساعة أنه طين
حقير فصال تيها وعربد
وكسا الخز جسمه فتباهى
وحوى المال كيسه فتمرد
يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحمة ولا أنت فرقد
أأماني كلها من تراب
وأمانيك كلها من عسجد
أنت مثلي من الثرى وإليه
فلماذا يا صاحبي التيه والصد؟
أيها الشاكي الليالي
إنما الغبطة فكرة
أيها العابس لن تعطي
على التقطيب أجرة
لا تكن مرا ولا تجعل
حياة الناس مرة
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
29
الخميس 01-يونيو-2023