; استراحة المجتمع [عدد 1704] | مجلة المجتمع

العنوان استراحة المجتمع [عدد 1704]

الكاتب د. سعيد الأصبحي

تاريخ النشر السبت 03-يونيو-2006

مشاهدات 45

نشر في العدد 1704

نشر في الصفحة 64

السبت 03-يونيو-2006

الإخوة القراء

نأمل أن تأتينا اختياراتكم موثقة بحيث يُذكر المصدر الذي نُقِلت عنه، واسم صاحبه.

لا إله إلا الله

قال الفضل يومًا: ربما سمعت رجلًا يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وخفت أن يدخله النار وبئس القرار، فقال له أحد الحاضرين: كيف يوحد الله ويدخله النار؟ قال الفضل: إذا كان أحد الناس يغتاب غيره أمام هذا الرجل، وأعجبته هذه الغيبة والحديث عن الناس بما يكرهون فأخذ يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، مع أن الواجب أن ينهى عن الغيبة أولًا وينصح المخطئ، ويمنعه من قول السوء، فهو -برغم التسبيح- شريك في الجريمة.

 حِكَم

كتب ابن خلدون في مقدمته:

إن الملك -السلطة- لا يتم عزه إلا بالشريعة. 

- ولا قوام للشريعة لا بالملك. 

- ولا عز للملك إلا بالرجال. 

- ولا قوام للرجال إلا بالمال. 

- ولا سبيل إلى المال إلا بالعمارة . 

- ولا سبيل للعمارة إلا بالعدل.. والعدل بإصلاح العمال.. وصلاح العمال باستقامة الوزراء. 

- وقال حكيم: خد من أربع لأربع: من عافيتك لسقمك، ومن صباك لهرمك، ومن غناك لفقرك، ومن دنياك لآخرتك. 

عاق يحتج لعقوقه

ضرب رجل أباه فقيل له: أما عرفت حقه؟ قال: لا، لأنه لم يعرف حقي، قيل: فما حق الولد على الوالد؟ قال : أن يتخير أمه، ويحسن اسمه، ويختنه، ويعلمه القرآن، ثم كشف عن عورته فإذا هو أقلف وقال: اسمي «برغوث» ولا أعلم حرفًا من القرآن، وقد أستولدني من زنجية، فقيل للوالد: احتمله فإنك تستاهل.

الراغب الأصبهاني في محاضراته

أنفقوا مما تحبون

رأی رجل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ضي الله عنه يشتري كميات كبيرة من السكر، فتعجب أشد العجب، وقرر في نفسه أن يسأله عن سبب ذلك لأنه يعرف تمامًا زهد أمير المؤمنين وصلاحه، ولما سأله عن السبب قال رضي الله عنه: لأتصدق به على الفقراء. قال الرجل: ولماذا لا تتصدق بثمنه فربما كان المال أنفع لهم، فأجابه رضي الله عنه: لأني أحب السكر وأردت أن أطعم الفقراء، من أحب شيء إلى نفسي، فقد قال الله تعالى: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (آل عمران: 92).

أمهات المؤمنين زوجات النبي ﷺ

- السيدة خديجة بنت خويلد.

- السيدة سودة بنت زمعة بن قيس.

- السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق. 

- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب.

- السيدة زينب بنت جحش الأسدية. 

- السيدة هند أم سلمة بنت أبي أمية المخزومية.

- السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.

- السيدة صفية بنت حيي بن أخطب.

- السيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموية.

- السيدة زينب بنت عبد الله.

- السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالي.

رضي الله عنهن جميعًا.

الأصمعي يتعلم من طفلة

قال الأصمعي: خرجت ذات ليلة إلى الصحراء، وكان الليل قرًا والريح صرًا، وفيما أنا سائر إذ بصرت بطفلة لم تتعد التاسعة من عمرها تغني وتقول:

أستغفرُ الله لذنبي كله *** قتلتُ إنسانًا بغير حلّه 

مثل غزال ناعم في دله *** أنتصف الليل ولم أصله 

فقلت لها: يا هذه، قاتلك الله! ما أبلغك على صغرك فأجابت: ويحك يا رجل، وهل هذه بلاغة بجانب قول الله: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (القصص: 7)، فقد جمع -سبحانه- بين أمرين، ونهيين، وبشارتين في آية واحدة!

قال الأصمعي: فانصرفت طربًا جزلًا، من شدة إعجابي بهذه الصغيرة التي نبهتني إلى بلاغة القرآن الكريم.

الغرور منبع الشقاوة

مفتاح السعادة التيقظ والفطنة، ومنبع الشقاوة الغرور والغفلة، فلا نعمة لله على عباده أعظم من الإيمان والمعرفة، ولا وسيلة إليه سوى انشراح الصدر بنور البصيرة، ولا نقمة أعظم من الكفر والمعصية، ولا داعي إليهما سوى عمى القلب بظلمة الجهالة.

ويكفي في دم الغرور قوله تعالى: ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ (لقمان: ۳۳)

وقوله تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ﴾ ( الحديد: 14).

فالغرور هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى، ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان. 

فمن أعتقد أنه على خير إما في العاجل أو في الأجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور، وأكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير وهم مخطئون.

وأشد الغرور غرور الكفار الذين غرتهم الحياة الدنيا وغرهم بالله الغرور فهم الذين قالوا: «النقد خير من النسيئة» (١) والدنيا نقد والآخرة نسيئة، فهي إذن خير فلابد من إيثارها!.

وعلاج هذا إما بالإيمان أو البرهان:

أما الإيمان فهو أن يصدق بقوله تعالى: ﴿مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ .(النحل: ٩٦)

وقوله: ﴿وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ (الأعلى: 17).

وقوله: ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ (آل عمران: 185).

أما المعرفة بالبرهان فهو أن يعرف وجه فساد هذا القياس: «النقد خير من النسيئة».

فإذا كان النقد مثل النسيئة في المقدار والمقصود فهو خير وإن كان أقل منها فالنسيئة خير.

فالكافر المغرور يبذل في تجارته درهمًا ليأخذ عشرة نسيئة، ولا يقول النقد خير من النسيئة فيتركه.

وإذا حذره الطبيب طعامًا ما ترك ذلك في الحال خوفًا من المرض في المستقبل.

فإن كان عشرة نسيئة خيرًا من واحد في الحال، فأنسب لذة الدنيا من حيث مدتها إلى مدة الآخرة، فإن أقصى عمر الإنسان مائة سنة، وليس هو عُشر عُشير من جزء من ألف ألف جزء من الآخرة، فكأنه ترك واحدًا ليأخذ ألف ألف بل ليأخذ ما لا نهاية له. 

وأما قولهم «اليقين خير لك من الشك»، فهذا القول أكثر فسادًا، لأن اليقين خير من الشك إذا كان مثله، وإلا: فالتاجر في تعبه على يقين وفي ربحه على شك، ولكنه يقول: إن لم أتجر بقيت جائعًا وعظم ضرري، وكذلك المريض يشرب الدواء الكريه وهو من الشفاء على شك، ومن مرارة الدواء على يقين ولكن يقول: مرارة الدواء قليل بالنسبة إلى ما أخافه من المرض والموت.

إن المؤمنين إذا ضيعوا أوامر الله وهجروا الأعمال الصالحة ولابسوا المعاصي فهم مشاركون للكفار هذا الغرور، لأنهم أثروا الحياة الدنيا على الآخرة، نعم أمرهم أخف لأن أصل الإيمان يعصمهم عن عقاب الأبد فيخرجون من النار ولو بعد حين، فمجرد الإيمان لا يكفي. 

﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ﴾ (طه: 82).

من أصناف المغترين أهل العلم، فمنهم الذين أحكموا العلوم الشرعية والعقلية، وتعمقوا فيها، واشتغلوا بها، وأهملوا تفقد الجوارح وحفظها عن المعاصي، وإلزامها الطاعات واغتروا بعلمهم، وظنوا أنهم عند الله بمكان، وأنهم بلغوا من العلم مبلغًا لا يعذب الله به مثلهم. 

إن كل علم يراد للعمل، فلا قيمة له دون العمل. 

والله تعالى يقول: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ (الشمس: 9)، ولم يقل: قد أفلح من تعلم كيفية تركيتها، وكتب ذلك وعلمه الناس. 

ونقول لمن لم يزكّ نفسه ولم يجتهد في أن يجعل قلبه سليمًا، بحجة أن أمراض القلوب لا يتخلص منها أحد، ولا يمكن الاحتراز عنها:

إن الإنسان إذا صح منه الهوى أهتدى للحيل فهو يخرج الحوت من أعماق البحر، ويستنزل الطير المحلق في السماء، ويستخرج الذهب والفضة من تحت الجبال، ويقتنص الوحوش المطلقة في الصحارى، ويستسخر السباع والفيلة، ويأخذ الحيات والأفاعي ويعبث بها، ويسخر الفرس للركوب والكلب للصيد، والشبكة لاصطياد السمك.. كل ذلك لأن أمر الدنيا أهم وما سبق معين له على دنياه، فلو أهمه أمر آخرته فليس عليه إلا شغل واحد هو تقويم قلبه، وهذا شيء لم يعجز عنه السلف فلا يعجز عنه من صدقت إرادته، وهذا لا يحتاج إلى عُشر تعب الخلق في استنباط الدنيا. (٢)

اختیار: سید جويل

الهوامش

(1) المقصود بالعبارة: «المال العاجل المقدم خير من المال المتأخر».

(2) ملخص من إحياء علوم الدين.

هل تعلم أن..؟

- قُطر القمر يعادل ربع قُطر الأرض.

- مساحة جلد الإنسان تبلغ ٢م٢.

- مكتشف رأس الرجاء الصالح هو فاسكو دي جاما.

- مخترع الآلة البخارية هو جيمس وات.

- عدد ألوان قوس قزح ۷ ألوان.

- طول قناة السويس ١٠٠ ميل.

- المغناطيس سمي بهذا الاسم لأنه أُكتشف في منطقة مغنيسيا.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 8

60

الثلاثاء 05-مايو-1970