; الأدب.. غزيل: الطاقات المكبلة ستجد مسارها بإذن الله | مجلة المجتمع

العنوان الأدب.. غزيل: الطاقات المكبلة ستجد مسارها بإذن الله

الكاتب محمد رشيد العويد

تاريخ النشر الثلاثاء 13-ديسمبر-1977

مشاهدات 11

نشر في العدد 378

نشر في الصفحة 16

الثلاثاء 13-ديسمبر-1977

▪    الحسناوي: الأدب الإسلامي لا يعاني أزمة قارئ بل أزمة رقيب

▪    كلمة

أخي القارئ بسم الله نبدأ معك على هذه الصفحة رحلة جديدة مع الأدب، ننقل لك أخباره وندرس معك قضاياه، نبحث مشاكله، نحاول- مع غيرنا- دفعه وإغناءه.

وللأدب الإسلامي في هذه الصفحة النصيب الأوفى، من قصيدة أو قصة أو حتى لمحة صغيرة، قد لا تكون قصة أو قصيدة أو مقالة.

وما نقدمه في هذه الصفحة هو لك أخي القارئ، فلا تسكت عما لا ترتاح إليه، وقل لنا ما يسرك، ويريحك وتميل إليه.

والصفحة بابها مفتوح لك، فلا تضن بالكتابة إلينا، فيما شئت، فرسالتك ستكون لدينا محل عناية واهتمام.

نحن في انتظار رسائلك ونتاجك وأهلًا ومرحبًا بك.

▪    هل يعقد مؤتمر للأدباء المسلمين؟

▪    هل هناك أدب إسلامي؟

أين يقف الأدب الإسلامي بين غيره من الآداب اليوم؟ هل يجد مكانًا له بينها؟ أم أنه تجاوز هذه المرحلة وصار له كيان مستقل، متميز، له معالمه؟

هل يعاني الأدب الإسلامي أزمة ما وإذا كانت هناك أزمة، فهل هي أزمة قارئ لا نجده، أم أديب نفتقده أم رقيب يحول دون انتشار هذا الأدب؟

وهل استطاع الأدب الإسلامي أن يحدد موقفه من الالتزام بالقديم والسير عليه؟ أم أنه لا بأس في التحرر من أشكاله وأطره، والتعبير عن العقيدة بأية صورة كانت ما دام الالتزام بها قائمًا؟

وهل ينمو الأدب الإسلامي في مناخ الحرية أكثر، ويكون عطاؤه أفضل أم أن الضغط والحصار يفجران ينابيع الإبداع في نفوس الأدباء المسلمين؟

أسئلة كثيرة تدور حول الأدب الإسلامي في حاجة إلى من يجيب عنها، فهل نسمع ذات يوم عن دعوة إلى مؤتمر للأدباء المسلمين، تناقش فيه هذه القضايا أو غيرها، كما أشار إلى هذا وحث عليه، كثير من الأدباء المسلمين، وفي مقدمتهم نجيب الكيلاني ومحمد الحسناوي؟ آمل أن يتحقق هذا.

ونحن في صفحة الأدب من مجلة المجتمع، سنحاول رسم خطوط لهذه القضايا، قد لا تظهر هذه الخطوط ملامح الصورة تمامًا، لكنها- على الأقل- ستزيل من غموضها إن شاء الله.

وكنت قد طرحت أسئلة مختلفة حول الأدب الإسلامي على اثنين من الشعراء المسلمين، في أماكن متفرقة وأزمان متباعدة بعض الشيء.

وقد أشار كل واحد من هؤلاء الشعراء إلى معوق، أراه هامًا من معوقات الأدب الإسلامي، الشاعران هما:

محمد الحسناوي- محمد غزيل، غزيل أشار إلى مناخ الأدب الإسلامي الذي يفتقد الحرية، الحسناوي أشار إلى افتقاد الجهود النقدية، وأزمة الناشر أو الرقيب مع تعرضه لقضيتي التقليد والمناخ.

▪    طاقات معطلة في مناخ غير حر

يقول محمد غزيل: قضية الأدب الإسلامي المعاصر ذات شقين كما يلوح لي، الشق الأول يتصل بدوره الريادي الطليعي في سبيل التغيير المنشود في صورته الكاملة الشاملة بإذن الله، والشق الثاني يتصل بالمناخ الذي نتطلع إليه، ويملك فيه المسلم أن يعبر فيه عن إيمانه، وأن يدعو إلى الله في هذه الحرية التي نتطلع إليها.

في هذه الرؤية المستقبلية يمكن أن نقول: إن كثيرًا من الطاقات المعطلة أو المكبلة ستجد مسارها بإذن الله لتغطي الساحة وتقدم عطاءها.

▪    البقاء للأفضل

ويقول محمد الحسناوي: الأدب الإسلامي تيار في الأدب العربي، تجاذبه تيارات غير إسلامية متباينة يسبقها في أقطار، وتسبقه في أخرى يغالبها في فنون ويغلبها في فنون أخرى، وهذا ما لا يسرني وما لا يجوز.

الأدب الإسلامي مطلوب منه التفوق عليها جميعها، وفي الأدب العربي بخاصة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

صحيح أن الأوضاع السياسية رفعت على السطح التيارات الجاهلية لكن الساحة الأدبية هي الحكم، والنقد الموضوعي هو الفيصل، والبقاء للأفضل، ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ﴾ (الرعد: 17).

▪    الأدب الإسلامي مضطهد

التيارات غير الإسلامية غريبة، والتيار الإسلامي أصيل، أصيل لأنه أدب الفطرة، وروح هذه الأمة، وتلك التيارات غريبة، لأنها مستوردة ومنافية للفطرة.

الأدب الإسلامي مضطهد، لكنه موجود، استشهد سيد، واغتيل الزبيري، ووئد علي أحمد باكثير، وكبت عبد الحميد جودة السحار، وشرد عمر بهاء الدين الأميري، وشغل علال الفاسي، وأسدل الستار على محمد المجذوب وعلى الطنطاوي، لكن القارئ اليوم ينتقم من جلادي الأدب والنقد، فينهل من معين هؤلاء بنهم، ويقبل على الجيل الرافد أمثال: نجيب الكيلاني، ويوسف العظم، وهاشم الرفاعي.

الأدب والنقد الإسلامي موجودان يتنفسان، ويتطوران، ويزحفان عمقًا وامتدادًا بعون الله لهما.

هذا ما يخطر لي حول مسائل الأدب العامة، أما الفروع والفنون فما يحتاج إلى استرسال لسنا بصدده، لكن ذلك لا يعفيني من بعض الإشارات الموحية:

أولها: تعريفات الأدب الإسلامي صارت معروفة، تستبعد الوعظ والعامية والانحلال وكل ما يناقض الفطرة.

ثانيها: سوف ينجلي للمعنيين وللناس أجمعين أن الالتزام في الأدب الإسلامي هو الالتزام الصحيح من غير إكراه، ولا تكلف.

ثالثها: الشعر الإسلامي غير مستعبد لشكل معين كالشكل الخليلي، وليس عدوًا للشكل الخليلي، لأنه نتاج التراث.

رابعها: قد يتفاوت خط أديب في الاقتراب أو البعد من الأدب الإسلامي، وهذا لا يمنعنا من أن نعطي جهده حقه، الكمال هدف وهو لله وحده.

خامسها: الأدب الإسلامي اليوم، وفي كل يوم، بحاجة إلى جهود نقدية ذكية ودائبة، تعرف به، وتقومه، وتصنفه وترود له من المعروف أن النصوص سابقة على النقد، لكن صار من المعروف أيضًا أن النقد والفكر النقدي بوسعهما مجتمعين ومنفردين أن يسهما في إحياء اتجاهات واستبعاد غيرها.

سادسها: الأدب الإسلامي لا يعاني أزمة قارئ، بل أزمة ناشر أو رقيب باعتراف خصومه.
 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

دعوة الحق: اللَّه أكبر (شعر)

نشر في العدد 9

32

الثلاثاء 12-مايو-1970

في رثاء الشهيد باعبّاد

نشر في العدد 11

23

الثلاثاء 26-مايو-1970