العنوان الأسرة (العدد 52)
الكاتب سامية محمد الصالح
تاريخ النشر الثلاثاء 23-مارس-1971
مشاهدات 14
نشر في العدد 52
نشر في الصفحة 28
الثلاثاء 23-مارس-1971
تقدمها سامية محمد الصالح
قرأت لك
موقف حازم للنساء المسلمات
موقف رائع للمرأة المسلمة ذلك هو موقف النساء المسلمات الأول مما حرم الله عليهن من تبرج الجاهلية، وما أوجب عليهن من الاحتشام والتستر فقد كانت المرأة في الجاهلية تمر بين الرجال كاشفة صدرها، لا يواريه شيء، وكثيرًا ما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وقراط آذانها، فحرم الله على المؤمنات تبرج الجاهلية الأولى، وأمرهن أن يتميزن عن نساء الجاهلية ويخالفن شعارهن ويلزمن الستر والأدب في هيئاتهن وأحوالهن، بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن، أي يشددن أغطية رؤوسهم بحيث تغطي فتحة الثوب من الصدر، فتواري النحر والعنق والأذن.
وهنا تروى لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف استقبل نساء المهاجرين والأنصار في المجتمع الإسلامي الأول، هذا التشريع الإلهي الذي يتعلق بتغيير شيء هام في حياة النساء، وهو الهيئة والزينة والثياب.
قالت عائشة: يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله
﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ﴾ (النور: 31)
شققن مروطهن (أكسية من صوف اوخر) فاختمرن بها.
وجلس إليها بعض النساء يومًا، فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن لنساء قريش لفضلًا، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، ولا أشد تصديقًا لكتاب الله، ولا إيمانًا بالتنزيل، لقد انزلت سورة النور
﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ﴾ (النور: 31)
فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته وكل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل «المزخرف الذي فيه تصاوير» فاعتجزت به «شدته على رأسها» تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله من كتابه.
هذا هو موقف النساء المؤمنات مما شرع الله لهن، موقف المسارعة إلى تنفيذ ما أمر الله واجتذاب ما نهى عنه بلا تردد ولا توقف ولا انتظار أجل لم ينتظرن يومًا أو يومين أو أكثر حتى يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلائم غطاء الرؤوس، وتتسع لتضرب على الجيوب، بل أي كساء وجد، وأي لون تيسر، فهو الملائم والموافق فإن لم يوجد شققن من ثيابهن ومروطهن وشددنها على رؤوسهن.
من كتاب «الحلال والحرام في الإسلام»
شاعرات مسلمات
صفية بنت عبدالمطلب
هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخوها حمزة بن عبد المطلب لأبيها وأمها، سيدة جليلة وشاعرة باسلة، أسلمت قديمًا وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة، وتزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية، وبعد وفاته تزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير والسائب.
وشهدت صفية غزوة أحد فعلمت بمصرع أخيها الحمزة، ورأت المسلمين يتراجعون، فتقدمت وبيدها رمح، تضرب في وجوه الناس وتقول: أانهزمتم عن رسول الله، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ولدها الزبير بن العوام أن يبعدها عن أخيها الحمزة «وكان قد بقر بطنه فكره الرسول صلى الله عليه وسلم أن تراه» فناداها الزبير أن تتنحى، فزجرته وأقبلت حتى رأت أخاها، فوجدت عليه وجدًا شديدًا، ولكنها صبرت صبرًا عظيمًا.
لها مراث رقيقة وفي شعرها جودة
توفيت صفية بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقيل في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة عشرين هجرية وهي بنت ثلاث وسبعين سنة ودفنت بالبقيع، ومن شعرها قولها في رثاء الرسول عليه الصلاة والسلام:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا
وكنت بنا برا ولم تك جافيا
وكنت رحيما هاديا ومعلما
ليبك عليك اليوم من كان باكيا
فدى لرسول الله أمي وخالتي
وعمي وخالي ثم نفسي وماليا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا
سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله سلاما تحية
فأدخلت جنات من العدن راضيا
ومن قولها في رثاء أخيها حمزة:
دعاه إله الحق ذو العرش دعوة
إلى جنة يحيا بها وسرور
فذلك ما كنا نرجى ونرتجي
لحمزة يوم الحشر خير مصير
على أسد الله الذي كان مدرها
يذود عن الإسلام كل كفور
الصمت والكلام
فأصبحت مصغيا أتسمع كنت قبلا أقول كي يسمع الغير
تنتشي الروح والجوارح أجمع حبذا لذة لسماع ففيها
يرقص القلب بينما العين تدمع نشوة تجمع النقيضين شجوا
من ماله كمن راح يجمع فأنا رابح وليس الذي يطرح
وإن لم. كأنني لم أسمع وإذا راقني الكلام تهللت
غيري باهي بما يقول وشنع لا أباهي ولا أشنع أن
ولكم بات نادما من تسرع من تأتى نال الذي يتمنى
يروي وهذا بقوله جاء ينفع وأرى الناس ذا يضر بما
إذا ظل صامتًا كان أبدع بعضهم بالكلام والبعض
شذرات وقطوف
«ضياع»
في أكثر الأحيان نمر في الشوارع الرئيسية في الساعة الحادية عشرة أو الثانية عشرة ظهرًا ونجد أن المصابيح الكهربائية لا تزال مضاءة ألا يوجد من يراقب وقت إطفائها؟! حرام أن تبدد هذه الطاقة فيما لا تفيد بينما نجد مساكن لم يصل إليها التيار الكهربائي ولا تجد هذا النور ليلًا مع حاجتها الماسة إليه.
مواقف مخجلة
إن ما يعرضه التلفزيون من مواقف ومشاهد مخجلة للغاية في بعض الأفلام والتمثيليات حتى إننا أحيانًا عندما نكون جالسين بين ذوينا وأقاربنا نخجل من مواقف كثيرة يعرضها التلفزيون وهي بعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد العربية الإسلامية.
ونحن بدورنا نود لو تحذف هذه المشاهد.
«دنيا الأسرة»
ألا يكون من الأفضل لو قام برنامج دنيا الأسرة بتخصيص وقت منه في تعليم الصلاة للمرأة بدل التمرينات الرياضية التي تظهر فيها المرأة وهي تعرض جسمها والملابس التي ترتديها تفصل جميع أجزاء جسمها ألا يكون من الأفضل أن تعلم النساء اللواتي يجهلن كيف يؤدين الصلاة وأمور الدين الكثيرة؟ بصراحة إننا عندما نشاهد التي تعلمنا كيف نؤدي التمرينات الرياضية نخجل من الأوضاع التي تعملها على الشاشة التي يشاهدها جميع الناس.
خواطر
من أهم النعم أن يرزق الإنسان صديقًا يفضي إليه بمكامن نفسه ثم يشجعه هذا الصديق أن يقول كل شيء من غير أن يظهر له شيئًا من الاحتقار فيترك نفسه على سجيتها تتحدث بما يخطر لها من غير رقيب ولا منطق، لا شك أن ذلك يعين على ظهور الصورة المخزونة على حقيقتها وأمكنة معرفة كوامن الداء فيها وقولهم: «اعرف نفسك» من أصعب الأمور وأعقدها.
دعاء
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول، كما نعوذ بك من فتنة العمل، ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن، كما نعوذ بك من العجب بما نحسن، ونعوذ بك من السلاطة والهذر كما نعوذ بك من العي والحقد.
وقال النمر بن تولب:
أعذني رب من حقد وعي
ومن نفس أعالجها علاجًا
قيل قديمًا أي شيء أستر للصبي؟
قال: عقل يحمله قالوا: فإن لم يكن له عقل قال: فمال يستره قالوا فإن لم يكن له مال. قال: فإخوان يعبرون عنه، قالوا: فإن لم يكن له إخوان يعبرون عنه، قال: فيكون عبيًا صامتًا، قالوا: فإن لم يكن ذا صمت قال: فموت وحي خير له من أن يكون في دار الحياة.
اعتراف
قال بعض الخطباء: أشهد أن السماوات والأرض آيات وآلات وشواهد قائمات كل يؤدي عنك الحجة ويشهد لك بالربوبية، موسومة بآثار قدرتك ومعالم تدبيرك التي تجليت بها لخلقك فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر ورجم الظنون فهي على اعترافها لك وافتقارها إليك شاهدة بأنك لا تحيط بك الصفات ولا تحدك الأوهام وأن حظ الفكر فيك الاعتراف لك.
سل الأرض فقل: من شق أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك فإن لم تجبك حوارًا أجابتك اعتبارًا.
الأيام أربعة
قيل إن الأيام أربعة: يوم مفقود وهو ما فاتك وقد فرطت فيه ويوم معدود وهو ما مضى وقد ملئ بعمل الخير ويوم مشهود وهو يومك الحاضر فاجتهد أن تتزود فيه ويوم معدود وهو غدك الذي لا تدري هل هو من أيامك أم لا.
قد أفلح من ذكر هذا اليوم وخاب من نسيه.
من قصص الأطفال..
من فطنة الحكماء
يحكى أن رجلًا ذكيًا يدعى «قني» قد اشتهر باكتشاف الجرائم وخصوصًا السرقات فمن ذلك ما روى أن رجلًا قدم من الكويت بعد ما أمضى فيها مدة يعمل وبالطبع عاد ومعه نقود كثيرة وبعد فترات قصيرة افتقد نقوده وشك في شخص من أهل القرية ولم يستطع أن يكاشفه بالأمر فذهب إلى «قني» يستشيره ويطلب منه العون على حل مشكلته مع العلم أن «قني» رئيس للبلدة وكانت متقاربة الأطراف ويعرف بعض رجالها بعضًا والحال على العموم متوسطة وكان أغلى شيء هو اللحم فكان الفرد يرتب وضعه على جعل أدامة من اللحم بالأسبوع مرة أو مرتين والبعض الآخر تطول المدة وبهذا أخذ «قني» من تلك السوق التي أعدت لبيع اللحوم مكانًا يراقب فيه ذلك الشخص وهو يعرف حالته المادية وضعفها فلمح منه كثرة اشترائه للحم يوميًا ومن النوع الثمين ولما استلفت انتباهه لحق به مرة وهو يجعل أدامه وطلب منه فورًا أن يسلمه النقود التي لفلان وتعهد له بأن لا يخبر أحدًا بذلك وظل معه حتى اعترف بالنقود واشترط في اعترافه أن لا يطالب بما صرف منها لعدم مقدرته على تسديده وهكذا حصل هذا الداهية «قني» على ما سرقه هذا الرجل من دون تقرير ولا تعزيز بحنكته، ودراسته بتغير وضع الرجال المالي فرحمه الله رحمة واسعة على الذكاء الخارق
«أبيات أعجبتني»
العين تبدي الذي في نفس صاحبها من المحبة أو بغض إذا كانا
والعين تنطق والأفواه صامتة حتى ترى من ضمير القلب تبيانا
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه
وفي الناس من الناس مقاييس وأشباه
وفي العين غنى للمرء أن تنطق أفواه
الدنيا بأسرها لا تسع متباغضين وشبر في شبر يسع متحابين.
قصة حمالة الحطب
لما أنزل الله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ (الشعراء: 214)
خرج رسول الله حتى أتى الصفا فصعد عليه وهتف: واصباحاه فلما اجتمعوا إليه قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبًا قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فانبرى له أبو لهب قائلًا:
(تبًا لك، ألهذا جمعتنا؟) فأنزل الله تعالى:
﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۢ﴾ (المسد).
ذلك لأنها كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يمر.
فذكر أن أم جميل حمالة الحطب حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن أتت رسول الله وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبوبكر الصديق رضي الله عنه وفي يدها فهر من حجارة – قطعة تملأ الكف فلما وقفت عليها أخذ الله ببصرها عن رسول الله فلا ترى إلا أبا بكر فقالت: أبا بكر، أين صاحبك فقد بلغني أنه يهجوني والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه، أما والله إني لشاعرة ثم قالت:
مذمما عصينا
وأمره أبينا
ودينه قلينا.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
حبيب المعلا المطيري يتحدث عن: أثر القصة في حياة الطفل وتوجيهه
نشر في لعدد 1041
13
الثلاثاء 09-مارس-1993