العنوان حبيب المعلا المطيري يتحدث عن: أثر القصة في حياة الطفل وتوجيهه
الكاتب عبدالعزيز الجبرين
تاريخ النشر الثلاثاء 09-مارس-1993
مشاهدات 14
نشر في لعدد 1041
نشر في الصفحة 31
الثلاثاء 09-مارس-1993
الرياض-
وعن الأثر والدور والأهمية المرتقبة من القصة وما يمكن أن تساهم به في توجيه الطفل يقول الأستاذ حبيب المعلا المطيري المحاضر في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
الاهتمام بقصص الأطفال وقراءاتهم سمة حضارية ظاهرة لأن الأدب يعني بتلبية احتياجات الأطفال في مختلف مجالات النمو الجسدي والاجتماعي والإدراكي والعاطفي وتوجيه الناشئة من خلال القصة التربوية الهادفة له أثر قوي في تفكيرهم على مختلف حاجاتهم وميولهم، ودوافعهم في مراحل النمو المختلف فهم بحاجة إلى القصة وإعمال الخيال اللذين يشكلان دعامة قوية في تكوين شخصياتهم عقليًا ونفسيًا واجتماعيًا وعاطفيًا ولغويًا.
والقصة في صورتها البدائية الإلقائية أو في صورتها المتطورة المكتوبة والمصورة قناة رئيسية توصل إلى ذهن الطفل مفاهيم وأفكارًا تكون مع القنوات الأخرى في النهاية عالم الطفل الثقافي والفكري.
وحين نبحث عن الفوائد التي يجتنيها الطفل من القصة نجد أنه يعيش معها تسلية ومتعة لا تعدلها متعة في نظر وقد لاحظ المربون سوق الطفل إلى القصة ومحاولته تقمص شخصيات أبطالها وما ذلك إلا لما تتضمنه من مقدرة على الاستجابة لحاجات الطفل ورغباته.
وحول أثر المتعة في التلفاز وهل ستؤثر على تلقي الطفل وصرفه عن القصة يقول:
هذا الرائي- التلفاز لم يستطع على الرغم من إغرائه أن يبرد من العلاقة الحميمة بين الطفل والقصة، ولا شك أن القصة توفر من فرص الترفيه مثل ما قد يوفره الرائي حيث تشترك فيه الجماعة بالمتعة والفرح ومن هذه المتعة أن الطفل القارئ أو المستمع يكتشف عالمًا جديدًا يخرجه من واقعه إلى العيش مع شخصيات القصة وأحداثها. بل إن الطفل يجد هذه المتعة منذ سنيه الأولى من خلال ما يستمع من والديه ومجتمعه من قصص حقيقية أو مفتعلة.
ولعل من أبرز فوائدها الواضحة التعليم وهو باب واسع يندرج تحته كل ما يكتسبه الطفل علميًا بصورة من الصور ولو كانت غير مباشرة من المكتسبات العلمية التي تتناسب وعقليته، وإننا نستطيع أن نوصل الطفل عبر قناة القصة بعض الحقائق والمعلومات الضرورية التي ينبغي عليه تعلمها في مراحله الأولى فنروي له مثلًا قصة بأحداث جذابة حول ضرورة وكيفية الصلاة أو اللجوء إلى الله.
ومن فوائد القصة بكافة صورها زيادة مفردات الخطاب عند الطفل وتقوية لغته من خلال العرض السليم الثري بالمفردات السهلة الواضحة، فالقراءة بالنسبة للطفل أعمق من أن تكون ضم حرف إلى حرف ليتكون من ذلك كلمة إنها عملية مركبة يفهم من خلالها الطفل ما ينصرف إليه هذا اللفظ بأن يربط فيه بين الرمز والحقيقة ولذلك فلا بد أن تكون القصة الهادفة ثرية من الناحية اللفظية بالنسبة للطفل دون تعقيد فيعرف من خلالها معان جديدة لكلمات قديمة أو حتى مفردات وكلمات جديدة بمعانيها.
ومن فوائد القصة كذلك غرس المعتقد الصحيح في عقل الطفل وتكوين الحقائق الأساسية لديه تأكيدًا للعملية التعليمية وتثبيتًا للحق في صدره، فالقصة في المراحل الأولية لحياة الطفل تعتبر فيما أرى من أقوى الوسائل لتكوين عقيدة راسخة بحب الله واللجوء إليه والاستعانة بالبدء به ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم وحبه والتلقي عنه ومعرفة عالم الغيب..
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل