; الأسرة.. خاطرة : ومن الأزياء ما يهب الطمأنينة | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة.. خاطرة : ومن الأزياء ما يهب الطمأنينة

الكاتب الكوكبي

تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1971

مشاهدات 11

نشر في العدد 74

نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 24-أغسطس-1971

 الأسرة

خاطرة

ومن الأزياء ما يهب الطمأنينة

 

كانت المجتمع قد تحدثت في هذه الصفحة عن الزي الإسلامي وأشارت إلى ضرورة صدوره عن إيمان عمیق بأنه أمر فرضه الله –سبحانه- على المسلمات ثم جاءها تعقيب من الأخت/ خديجة أحمد، فنشرته المجتمع في عدد لاحق في مثل هذه الصفحة، وهذا تعقيب آخـر يأتي من أخت مسلمة في لبنان، ونحن ننشره هنا عسى أن يكون في هذا التجاوب حافزًا إلى الخير ولباس التقوى ذلك خير.

 

رئيس تحرير مجلة المجتمع الموقر. 

تصفحت المجتمع واطلعت على صفحة الأسرة التي تتناول: لماذا تلبسين العباءة؟ في العدد ٦٧ من المجتمع، وقرأت أيضًا رد الأخت خديجة أحمد وقد أعجبت بالخاطرة ورد الأخت عليها. وأطرح هنا رأيي.

فإلى اللواتي يرتدين العباءة كزي وطني. سيأتي يوم يلقينها فيه جانبًا لأنها حتمًا ستتطور مع كل زمان ومكان وهذا ما نشاهده عندنا في لبنان إذ أن أكثر نساء الكويت يلقين العباءة جانبًا. وهذا دليل على أنهن يرتدينها بحكم العادات والتقاليد. ونحن لا نعتز بتلك النساء لأنه سيأتي يوم يطرحن فيه العباءة جانبًا.

إن النصوص القرآنية تفرض على المرأة المسلمة لباسًا ساترًا محتشمًا عند خروجها

من بيتها.

﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ﴾ (الأحزاب: 59).

أي أن هذا أقرب إلى تمييزهن عن غيرهن ومعرفة أنهن مسلمات بسبب حشمة ملابسهن وسترها كي لا يتعرض لهن الفساق ظانين بهن السوء لمظاهرهن المريبة. إننا نعتز بالأخت المسلمة التي ترتدي العباءة عن إيمان ومبدأ وعقيدة تلك الأخت ستظل محافظة على لباسها الشرعي حتى لو سكنت باريس أو لندن أو جنيف.

فالأخت المسلمة يجب أن تكون ملابسها من الحشمة وستر المفاتن بحيث تعرف منها بأنها مسلمة. لأنها مستترة محتشمة غير مثيرة للأنظار والشهوات. وعلى الأخت أن تختار في الوقت نفسه اللباس الأنيق. لأنه لو لم يكن أنيقًا ومحتشمًا في الوقت نفسه فإن واحدة لن ترتدي العباءة وخاصة في بلدنا. فالحمد لله عدد غير قليل من اللواتي يرتدين الزي الإسلامي. وأؤيد هنا رأي الأخت خديجة أحمد بأنه لا مانع من ارتداء الأزياء المحتشمة تحت العباءة. وأما ما في ملبس الأخت المسلمة مما يجعلها عرضة لاستهزاء الطبقة الغنية الراقية إلخ...

فهذا لا يقام له وزن لأن الفضيلة فضيلة ولو استهزأ بها الجاهلون الجاحدون المستهترون.

والإسلام دين دعوة إلى الخير والكمال، يفرض حدوده التي يحمدها العقل والحكمة والحشمة في سائر الأحوال. ولا يتنازل عنها أو عن أي شيء منها بحسب استعداد أهل الفساد، ويوجب على أهله أن يبقوا في مستواهم الرفيع ويسعوا إلى رفع مستواهم.

فالأخت المسلمة التي تلبس العباءة خوفًا من أهلها أو المحيط الذي تعيش فيه فهي والله ستضعه جانبًا في يوم من الأيام.

فمن الواجب أيتها الأخت الوقوف عند حدود الشرع الواضحة الصريحة ولا أقول للأخت المسلمة أن تتبع كل متزمت متشدد بل أناشدها بأن تتمسك بحدود القرآن والسنة الإسلامية الواضحة فهي الحجة.

ولتكن نفس كل أخت مطمئنة بأنها على هدى في محيط فاسد وأنها من الغرباء الذين قال فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء».                                        

   الأخت عائشة عليان

 

والمجتمع مغتبطة بما يكتب إليها في هذا الموضوع تشكر الأخت عائشة على هذه الرسالة الإيجابية التي أكدت فيها ضرورة الاقتناع العميق المستند إلى العقيدة بما ترتديه المرأة المسلمة حتى لا يتغير هذا الزي بتغير الزمان أو المكان.. لأن ما يستند إلى العقيدة ثابت لا يتبدل، وما يستند إلى عادة أو تقليد أو غيره.. متغير لا يثبت على حال.

إننا نرى أزياء النساء في هذه الأيام متشكلة متلونة حسب ما يخطر ببال أصحاب دور الأزياء الكبرى في أوروبا وأمريكا، فتارةً تقصر حتى تكشف كل شيء وتارة تطول حتى تستر كل شيء.. فلماذا تخشى النساء المسلمات من الظهور بالأزياء الإسلامية وسط هذا الخليط المتنافر من الأزياء؟ وإذا كان أصحاب الأزياء العجيبة لا يستندون في أزيائهم لغير الهوى فإن للمسلمات أن يستندن في زيهن إلى العقيدة الكامنة في قلوبهن التي تهب لهن الطمأنينة في النفس والراحة في الضمير ثم أن أزياءهن الإسلامية إذا روعي فيها الذوق والأناقة كما أشارت الأخت عائشة فإنها تقف شامخة وسط كل أزياء النساء في الدنيا تعلن عن شخصية المرأة المسلمة المتميزة التي تتحدى بكرامتها وعفتها وعقلها كل السطحيات الهزيلات.

إن الاحترام والتقدير لا يمكن أن تناله امرأة من الناس كما تناله المرأة المسلمة بزيها السابغ واحتشامها المهيب وتصرفها المتزن وخطواتها الثابتة إذا تحلت المسلمة مــع هذا الزي بفكر مستنير وثقافة واسعة وعلم غزير.

لقد رأيت في هذا البلد وغير هذا البلد الطبيبة المسلمة بزيها الإسلامي الكامل والمدرسة المسلمة والعالمة المسلمة والداعية المسلمة تبز كل قريناتها من مدعيات التفرنج والتغريب.

فلهن مجتمعات احترام «المجتمع» وتقديرها وليمضين على هذا الدرب الثابت يمهدن الطريق لجيلٍ مسلم رشید.

                                                                                      الكوكبي

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1044

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

936

الثلاثاء 24-مارس-1970