العنوان الأسرة.. العدد 662
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 13-مارس-1984
مشاهدات 34
نشر في العدد 662
نشر في الصفحة 46
الثلاثاء 13-مارس-1984
- الترابط في الأسرة
الأسرة، هذه الخلية الحية والتي يتكون من مجموعها المجتمع، كانت وما زالت محط أنظار الاستعمار، إذ بانفكاكها وانقسامها يهدم كل شيء في الفرد المسلم ابتداء بتكوين شخصيته وانتهاء بعقيدته، فيصبح إنسانًا فارغًا خواء لا يملك من أمر الدنيا إلا أن يأكل ويشرب ويشبع نزواته ورغباته، لذا فقد اهتم وانصب اهتمام الإسلام على الأسرة وترابطها فجعل كل فرد فيها راعيًا ومسؤولًا عن رعيته، ليعرف كل فرد واجبه فيؤديه كاملًا دون نقصان فتكتمل أركان الأسرة بالتعاون والمودة والرحمة، وبهذه الأسس تستطيع الأسرة أن تواصل الطريق وتنتج جيلًا صالحًا يقدر المسؤولية، وتكون أهلًا لتكوين أسرة صغيرة أكثر ترابطًا وتراحمًا.
ولو أدرك المسلمون المخططات التي تدبَّر لتفكيك الأسرة ومحاولة شق صفوفها وزرع الأنانية والبغضاء بين أفرادها فما تلبث أن تتكوَّن حتى تتفكك. أقول: لو أدركوا هذا وما ينتج عن تفكيكها لعرفوا لماذا اهتم الإسلام بالأسرة ولركزوا اهتمامهم على الحفاظ عليها.
أم عمر
- يا أيتها الأمهات، احفظوا بناتكن
ماذا عساني أسمي ذلك؟ أهو غفلة؟ أم تهاون؟ أم إهمال وانشغال في أمور مادية ذاتية بحتة؟
كنت في زيارة للمستوصف، وهناك أخذت الدكتورة تحدث زميلتها باللغة العربية ولكن حين شعرت بالإحراج استخدمت اللغة الإنجليزية، ولكن شاء الله أن يجعلها تستخدم بعض الألفاظ الإنجليزية التي أفهم معناها، فما شعرت إلا وأنا أردد سبحان الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وهنا أدركت الدكتورة أنني فهمت ما قالت فأعادت عبارتها باللغة العربية وقالت: نعم يقول للصيدلاني أعطني الدواء وإلا قتلتك!
فعلت إلى هذه الدرجة! قالت: نعم. هنا سألتها: هل تواجهون المشكلة نفسها في هذا المستوصف؟ فقالت: لا... والحمد لله لأنني لا يمكن أن أنفذ رغبة أي إنسان مهما كان، وتابعت حديثها بأن قالت: جاءت إليَّ إحدى الفتيات وطلبت مني نوعًا من المخدر وهو من النوع القوي -ذكرت لي اسمه ومقداره ولكن لا أذكره الآن- وأصرت على تسليمها هذا المخدر بأي طريقة، ولكني -أي الدكتورة- رفضت. فقالت لي: إن أخي يعتلي المنصب الفلاني. فقلت لها: اذهبي إلى أخيك وقولي له إن هناك في المستوصف الفلاني دكتورة ترفض تسليمي مثل ذلك الدواء، وذهبت دون أن أسلمها ما أرادت. قلت: أكانت تطلب المخدر لها أم لأخيها؟ فقالت: إنها تطلبه لها! فضاق صدري لما سمعت وأخذت أردد: لا حول ولا قوة إلا بالله. وهنا استدركت الدكتورة بقولها: ليس هذا فحسب مع أن المقام لا يسمح لمثل ذلك، ولكن استمعي إلي: جاءتني فتاة أخرى في شهرها التاسع وهي تلبس ملابس فضفاضة، وحين دار الحديث بيني وبينها اكتشفت أنها حامل سفاحًا ودون زواج، وقالت الفتاة لي -أي للدكتورة- لا تقولي لأمي فإنها سوف تقتلني. فقالت: أنا أريد أمك تأتي إليَّ الآن لأقطعها إربًا!
كيف تصلين إلى هذه المرحلة من الحمل ولا تشعر بك؟! أي أم هذه؟ وأي إنسانة هي؟!
يا أيتها الأمهات، عدن إلى رشدكن والتفتن إلى بناتكن، فإنهن أمانة بين أيديكن سيسألكن الله عنها يوم القيامة فلا تضيعوها.
أم عدي
- مقتطفات
هذه مقالة مقتطفة من كتاب «همسة في أذن حواء» للأستاذ إبراهيم عاصي، اقتطفتها الأخت أم عبد الله وبعثت بها إلينا، وتلبية لرغبة الأخت الفاضلة نقوم بنشر المقالة:
«لقد كان يخيل إليَّ في كل مرة أجوز فيها طريقي أنني في معرض للحوم البشرية، إن لم أتوهم أنني في مسلخ كبير! أكوام من اللحوم، أعمدة من اللحوم، تتحرك بكاملها على امتداد الشارع غدوًا أو رواحًا!
لم تكن تلك اللحوم محمولة على عربات البلدية ولا على أكتاف القصابين، إنها محمولة على سوق الغواني، وتتحرك على أقدامهن.
إنها معروفة للجميع دون استثناء وبلا ثمن، فليس عليها «تسعيرة»، فجميع الأعين تلتهمها مجانًا بلا حساب!
ولم أتمالك لساني ذات مرة عندما أخذ يردد: «يا بلاش» ما هذا الرخص؟ ما هذا الهبوط في الأسعار؟ ما هذه المضاربة المسعورة الهائلة في العرض؟ من ذا يقول أسعار اللحوم في ارتفاع؟! من ذا يدَّعي ذلك؟ إنه إذًا جاهل، أو إنه يعني لحوم الحيوانات والبهائم من أمثال الأبقار والأغنام والخنازير، أما لحومهن، أما لحوم بنات حواء، فأسعارها في هبوط منقطع النظير!
ماذا أبقت حواء لفتاها المنتظر؟
أنا لا أحسب أنها ستفاجئه بشيء ولا أحسبه يخالفني في الخطيب والعريس وبائع الفول والحمال وماسح الأحذية، جميعًا أصبحوا شركاء في أية امرأة تطرح مفاتنها هذا الطرح الرخيص، وتعرض جسدها هذا العرض الصارخ، لكل قائم وقاعد، أو برّ أو فاجر، يمشي في شارع أو يتنقل في حي، أو يبيع في حانوت، أو يجلس على قارعة طريق.
إلى أين يا حواء؟ أمَا لهذا الانحدار من آخر؟! أما لهذا التبذل من نهاية؟ أعبثٌ والأمر جد؟ ألهوٌ والعدو متربص؟! مزيدًا من العري والتهتك والانفساخ برخص وأنت تدفعين الثمن بالخطأ غاليًا!!
في تصوري: إن أرقى مستوى تحلمين به أو تتوقين إليه، أن المجتمع الأمثل الذي تدغدغك الآمال في بلوغه هو مجتمع باريس مثلًا أو لندن، أليس كذلك؟!
اسمعي إذًا ما كتبته واحدة من بنات جنسك -وهي محررة في مجلة بيروتية واسعة الانتشار- لقد كتبت من فرنسا إلى مجلتها ذات مرة تقول فيها: إن ثمن حبة الدراق في لندن، أو عنقود العنب في باريس، يفوق ثمن امرأة... يا للرخاء!
مع جزيل الشكر!
- معًا في طريق الدعوة!! الحلقة الثالثة
أخي في الله، إذا لم تكن قد قرأت حلقتنا السابقة فلا تقرأ هذه الحلقة حتى لا تتهمنا بأننا نخاطب الرجال وننسى بنات جنسنا.
أخي في الله
لست صادق الإسلام إذا تركت تربية أبنائك لزوجتك وحدها واتخذت جانب الصمت والحياد تجاه تربيتهم، وهذا ما نراه في كثير من البيوت أو نسمعه من كثير من الأمهات.
أخي، عرفنا أنك تتعب في الخارج لتعول من في الداخل، ولكنها مقولة مردود عليها؛ فالتعب في أيامنا هذه ليس تعبًا، فأنت تأكل مما لذ وطاب في وجبة الإفطار وتركب سيارتك الفارهة المريحة لتذهب إلى عملك، وتجلس على مكتبك لتؤدي عملك أيًّا كان نوع هذا العمل، وإذا لم يكن عملك حرًّا وتعود في الظهيرة لتلتقي بسفرة حافلة، فأين التعب بالله عليك حتى تتخلى عن تربية أبنائك وتتركهم إما لزوجة صغيرة أو جاهلة أو تعبة أو حاقدة عليك توغر صدورهم ضدك؟
أنت لست صادق الإسلام إذا أكلت من سفرتك الحافلة وقت الظهيرة ودخلت غرفتك لتنام ثم تصحو لتشرب الشاي وتخرج إلى ما بعد العشاء وقت نوم أبنائك، وربما حضرت إلى بيتك أو لم تحضر فتذهب إلى الديوانية بادعاء أنك تعمل أو تدعو في سبيل الإسلام وكان أولى بك أن تعمل في بيتك، فأنت راع لهذا البيت مسؤول عن رعيتك تحاسب عليها يوم القيامة وتسأل عنها.
أنت مسؤول عن انحراف أبنائك، أنت مسؤول عن إسراف زوجتك، أنت مسؤول عن ترك المرأة مهمتها في البيت للخدم، أنت المسؤول الأول، فلا تقل زوجتي مسلمة مؤمنة تعرف واجبها تجاه بيتها وأبنائها، فما هي إلا إنسان يخطئ ويصيب فإن أصابت فبتوفيق من الله، وإن أخطأت فبسببك أنت عندما تركتها وحيدة تتحمل هذا العبء الثقيل.
أخي في الله، العبء الملقى على عاتقك عندما عزمت وتوكلت على الله لتكون أسرتك ثقيل والأمانة ثقيلة، فما دمت قد عزمت على تحملها فاتق الله بها، لأنك عندما تسلم الأمانة لخالقها يريدها خالقها كاملة سليمة وإلا ستسأل عنها سؤالًا ثقيلًا.
فاتق هذا اليوم ﴿قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (المنافقون: 10).
والله الهادي لما فيه الخير للجميع.
أم مهند
- خواطر
يلاحظ على المرأة الكويتية أنها تعتمد على أكثر من خادمة، ولا يعني ذلك حاجتها إليها وإنما هو في الحقيقة اليسر المادي الذي تعيشه، والمجاملات الاجتماعية التي تريد أن توفيها حقها، ويا ليت كان ذلك موجهًا إلى تثقيف نفسها أو تبصير غيرها بأحكام دينها وشؤون مجتمعها الإسلامي.
ثم لماذا لا نترك مهنة الكنس والغسيل وتحضير الطعام وكوي الملابس للخادمة ونتفرع نحن لأمومتنا؟
ألم يخطر ببالك هذا السؤال؟ لقد خطر ببالي كثيرًا ووجدتني أسأل نفسي: لماذا أحضرت الخادمة؟ هل من أجل راحتي؟ وهل أرضى ابتعاد أطفالي عني؟
أحمل أحدهم في أحشائي تسعة أشهر ثم ألقي به إلى الدنيا حتى يتصارع مع نفسه تارة ومع مجتمعه تارة أخرى!
فما تنقله له المربية من عادات لا ترضي الوالدين، وما تعتقده المربية لا يعتقده الوالدان، وماذا في النهاية.. قدمنا له أمًّا تمزق شخصيته وتجرها نحو الازدواجية؟! أمَا يكفينا رواد العيادات النفسية؟
ما أرى في تفرغ الأم لأطفالها أية قيود، إذا ما عرفت الأم كيف تنظم وقتها، وكيف تؤدبهم وتعلمهم الخلق الصالح، وكيف توصل إليهم ما تؤمن به من قضايا، وكيف تشرح لهم كيف سلبت أرض فلسطين، ولماذا شعبها مشرد؟ وكيف وصل الأمر بلبنان إلى هذا الدرك الأسفل، وكيف إذا قدمنا مزيدًا من التنازلات فسوف تسلب أراض جديدة وسيشرد شعب جديد.
بالله عليك كيف ستقول السيلانية له ذلك؟ وكيف ستشرح الفلبينية هذا الأمر؟ وكيف ستعلمه النصرانية كيفية الصلاة؟ وكيفية الوضوء وكيفية قراءة القرآن؟
أم مغتربة
- نداء إلى المرأة بالعودة إلى الله
في كل عصر من العصور نجد أنصارًا للمرأة، ففي الجاهلية رغم كل ما حدث للمرأة من ذل وهوان ودفن ووأد نجد لها نصيرًا من الرجال، فقد كان زيد بن عمرو بن نفيل نصيرًا للمرأة في الجاهلية وكان يحول دون الوأد، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: «مهلًا لا تقتلها، أنا أكفيك مؤونتها، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: إذا شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها». وبقيت المرأة على هذه الحال حتى جاء الإسلام فأكرمها ونصرها وأيدها بآيات من القرآن الكريم، فقال عز وجل: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ (التكوير: 8-9)، ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: 31) «ويقصد بالأولاد البنات»، وقال: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ (النساء: 32). فانظري يا أختي المسلمة واعتبري وتأملي في آيات القرآن الكريم التي نصرتك وأيدتك وفتحت لك الطريق للنور والهداية إلى الطريق المستقيم، فعليك أختي المسلمة بالعودة إلى الله، إلى القرآن الكريم، إلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، عودي أختي المسلمة إلى الله بقراءة القرآن وتطبيق أحكامه في خاصة نفسك وآل بيتك حتى ينصرنا الله على أعدائنا، فلا تخرجي كاسية عارية بحجة أن ظروف العمل تتطلب ذلك، وأنت تقولين أنا أعلم أن خروجي هكذا حرام ولكني لا أستطيع ارتداء الزي الإسلامي!
أم علاء
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل