; الأسرة: نحو بناء.. أسرة جديدة | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة: نحو بناء.. أسرة جديدة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 14-سبتمبر-1971

مشاهدات 16

نشر في العدد 77

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 14-سبتمبر-1971

الأسرة

نحو بناء.. أسرة جديدة

 

هذه كلمة طيبة جاءتنا بالبريد من إحدى القارئات، التي لم تشأ أن تذكر اسمها واكتفت بتذيل رسالتها بعبارة «قارئة للمجتمع» ولما كانت كلماتها تحمل أهمية كبيرة في بناء الأسرة المسلمة؛ رأينا نشرها وإن كنا نود من الأخت الكريمة لو ذكرت اسمها الصريح، نظرًا لما يضفيه ذلك على المقال من الواقعية والاهتمام، ونحن دائمًا على ثقة من حرص كاتباتنا المسلمات على الإرشاد والتوجيه والوصول بهذه الصحيفة إلى ما تهدف إليه من خير وإصلاح.

إلى السيد رئيس تحرير جريدة المجتمع المحترم

لقد ترددت كثيرًا في أن أبعث بهذه الرسالة، ولكني توكلت على الله وبعثتها ولا أعلم لها هدفًا؛ إلا أن تكون تعبيرًا عما يجول في نفسي.

الظاهرة الانسانية التي ظهرت في أواخر القرن ۱۹ هي اتباع الملذات الدنيوية المادية، والابتعاد عن الملذات النفسية الآتية: من شكر نعمة الله على عباده، هذه الظاهرة تشبه وضع الإنسان أيام الجاهلية، حينما كان الإنسان كحيوان يتبع الملذات المادية. هذه هي الجاهلية بعينها نراها في عصرنا.. نراها بزي جديد، نراها بزي الحضارة المادية والعلم التجريبي الواقعي الذي تنادي به كافة الجامعات ودور العلم.

إننا في جاهلية.. لأن الجانب المادي هو الجانب الأكبر والأكثر انتشارًا من الجانب الروحي.. إن للجانب المادي إناسًا يدعون إليه بكل وسائل الإعلام الحديثة، وإناسًا يتبعونهم ولا يعلمون ما هي النتيجة، وهؤلاء يتبعونهم لأنهم ليس لديهم جانب روحي ثابت قوی قائم على تعاليم دينهم الإسلامي.

ومع ذلك.. فإن الجانب الروحي موجود في كل نفس إنسانية، ويطلب هذا الجانب البيئة الاجتماعية السليمة؛ حتى تظهر ويكون لها آثارها في سلوك الفرد.. والبيئة

الاجتماعية السليمة تكون في أسرة مؤمنة بربها، ترد شكر الله وتحمد الله على فضله في كل خطوة وفي كل سلوك.

والأسرة ترتكز على الأم والأب؛ لذلك وجب أن يكون كل منهما مؤمنًا بربه، ويعرف تعاليم دينه الإسلامي؛ حتى يلقنه لأبنائه، أما اذا كان الوالدان غير ذلك؛ فتكون النتيجة الحصول على الشقاء في وسط الملذات المادية.

لذلك أتمنى أن تعرف كل أم كيف تربي أبناءها، فليس الأم هي من تنجب الأولاد وتطعمهم وتسهر على راحتهم وتكسيهم وتسليهم فقط، وإنما عليها واجب كبير، وهو: تلقين أولادها تعاليم دينها الإسلامي، وتوضحه لهم منذ نعومة أظفارهم؛ حتى يكونوا أقوياء العقيدة، ولا يتأثروا بالماديات.

وبذلك يصبح الجانب الروحي هو الأعلى، والجانب المادي هو الأسفل، وبذلك يسعد الإنسان بحياته الدنيوية، ويفوز برضا الله سبحانه وتعالى، ولديّ بعض الاقتراحات حول الإصلاح للرجوع إلى ديننا الإسلامي:

· بالنسبة للمدارس؛ وذلك لأن لها أثر التوجيه.. وكلامي موجه نحو مدارس البنات.. حيث تقوم إدارة المدرسة بدعوة أمهات الطالبات، لا من أجل بناتهن فقط، بل ومن أجل أنفسهن كأمهات، ولهن مسؤولية بناء جيل، فحين يتم اجتماع الأمهات تقدم محاضرة دينية توضح لهن أهمية الدين الإسلامي في الدنيا والآخرة، وأن لا يسرفن وقتهن في الزيارات، أو التسوق، أو الاتجاه نحو الشغل في المنزل وترتيبه؛ وإنما يخصصن وقتًا يجلسن فيه مع أولادهن للحديث حول ديننا الإسلامي، أما مدارس البنين فتدعو الآباء، وتوضح لهم أن لا يسرفوا وقتهم في العمل للحصول على المال وترك أمور أبنائهم لأنفسهم، لأنهم سيضيعون في هذه الدنيا بدون توجهات سليمة.

· بالنسبة لوسائل الإعلام وخاصة التلفزيون..

أ- حين موعد الصلاة.. نسمع في التلفزيون إعلانًا بالموعد، ثم دعاء، ثم يستمر البرنامج، الأفضل أن يقف التلفزيون عن البث والإرسال مدة أداء الصلاة.

ب- أما برنامج المرأة.. فإن مقدمة البرنامج تقدم لنـا الأزياء، والمكياج، والديكور، والرياضة، ولا نسمع حديثًا دينيًا حول الأسرة في الإسلام، والمرأة في الإسلام، وتنظيم النسل من الناحية الإسلامية، هذه الموضوعات ما أحوجنا إلى معرفتها؛ لإننا سنحاسب عليها يوم الحساب، ولن نحاسب عن الأزياء والمكياج.

ج- نريد أن نسمع خطبة أحد الشيوخ في التلفزيون بعد صلاة المغرب، حيث تنقل الشاشة إلى إذاعة خارجية إلى أحد المساجد، وكذلك نقل صلاة الجمعة في التلفزيون.

والله الموفق إلى كل خير لمجتمعنا الإسلامي.

                                                                           «قارئة للمجتمع»

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة.. وحزيران

نشر في العدد 3

838

الثلاثاء 31-مارس-1970

مجلس الوزراء يبحث إصلاح الأسرة

نشر في العدد 3

103

الثلاثاء 31-مارس-1970