العنوان الأسرة (199)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-مايو-1974
مشاهدات 45
نشر في العدد 199
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 07-مايو-1974
إعداد: الأخت فاطمة زكريا
ركن الطفل
الحلقة الرابعة
لأهمية الموضوع الذي تفضل بالكتابة عنه الدكتور مصطفى علي- المختص بأمراض الأطفال- فيسر المجتمع أن تتلقى أسئلة صحية من قراء المجلة في هذا الموضوع، وبذلك نساهم- إن شاء الله- في تكوين الأسرة القوية والطفل القوي، والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
الديدان المعوية
يقدمه: الدكتور مصطفى علي
من المشكلات الصحية التي يعاني منها كثير من العائلات، هي الديدان المعوية في الأطفال، حيث يكون سببًا لشكاوي مختلفة ومتنوعة، وإن كثيرًا من الأطفال تنتابه نوبات من المغص المعوي، الأمر الذي يراجع له الطبيب في أحيان كثيرة وقد يكون ذلك في منتصف الليل، كما أن كثيرين يصابون بفقدان الشهية للطعام وإحساس بالدوخة أو ضعف عـام أو شحوب بالوجه، كما قد يشكو بعضهم من الحكة الشرجية وخاصة الليلية، التي يمكن أن تكون من النوع المعاند المزعج لجميع الأسرة.
هذا غير شكاوي أخرى مثل الصراع عند بعض الأطفال أو التظاهرات الحساسية، وقد يزداد اللعاب عند بعضهم ولكن هذه الظاهرة لا يعتمد عليها لتشخيص الحالة.
إن هذه المشكلة الكثيرة الانتشار أكثر ما تشاهد في البيئات المزدحمة التي لا تتمكن الأسر فيها من رعاية أبنائها بشكل جيد؛ لأن الموضوع يتعلق قبل كل شيء بأساليب النظافة والأكل والشراب، فالطفل الذي تعود أن يمد يده إلى كل فاكهة يراها لأكلها قبل غسلها هو نموذج لمن يعانون من الديدان، والطفل الذي يسقط من يده قرص الحلوى إلى الأرض فيتناوله ثانية إلى فمه نموذج آخر.
وهكذا فالأمر بهذه البساطة ولكن كبير الأهمية للإزعاجات الكبيرة التي يسببها لصحة الطفل وراحة الأسرة، والسبب في ذلك هو أن هذه الديدان تنتشر بواسطة بويضاتها بدخولها جسم الإنسان عن طريق الفم مع المأكولات والمشروبات وخاصة الخضروات الأرضية مثل الخس والملفوف والبقدونس والخيار.. إلخ وتدخل هذه البويضات جسم الإنسان لتستقر في جهازه الهضمي، حيث تتحول إلى ديدان بحجمها العادي وتبدأ بالتغذي والتكاثر على حساب غذاء الطفل.
ومن أكثر أنواع الديدان شيوعًا بالكويت: هي الديدان الشعرية أو المسماة ديدان الحرقص وهي صفراء طولها بين نصف إلى واحد سم، بيضاء اللون رفيعة الشكل، وهي أكثر الأنواع سببًا للحكة الشرجية الليلية، وغالبًا ما تكون منتشرة بعدة أطفال بالعائلة الواحدة، وهي قابلة للعدوى من طفل إلى طفل بالملامسة المباشرة أو ملامسة أدوات الطعام أو لعب الأطفال مثلا، والطفل يمكن أن يكون سببًا لعدوى نفسه حين يحك بأظافره منطقة الشرج وبعد مدة يضع إصبعه في فمه، فينقل البويضات ثانية إلى فمه وتبدأ دورة جديدة للدودة في أمعائه.
والنوع الثاني المنتشر: هو ديدان الاسكارس، حيات البطن، وطولها يتراوح بين ١٥- ٢٥ سم مبرومة مدببة الطرفين لونها وردي تنزل أحيانًا مع البراز، وأحيانًا من نفسها في غير وقت البراز.
أما النوع الثالث المنتشر: فهو الديدان الشريطية، وكثيرًا ما تشاهد على شكل قطع مستطيلة الشكل مثل قطع الورق الصغيرة حافتيها مقطوعتان، تكون بشكل قطع طويلة أو قصيرة وتنزل أحيانًا من نفسها وكثيرًا ما توجد عند من تعودوا أكل الكبدة النيئة المصنوعة من لحم البقر، وهي التي تمر بالدودة الوحيدة، كما أنها تنتشر عن طريق الفم بواسطة الخضروات أيضًا.
وهنا أنواع أخرى منها الديدان الشوكية: وهي أكثر الديدان إفقارًا لدم الإنسان، حيث تعيش على امتصاصه من جدران الأمعاء، وهي أقل انتشارًا من غيرها. وهناك أنواع أخرى من الطفيليات مما قد يسبب نوبات متكررة من الإسهالات والمغص المعوي مثل الجيارديا، وهذه لا ترى بالعين المجردة.
نستنتج مما ذكرنا أن الالتزام بآداب الإسلام في غسل اليدين قبل الطعام وبعده وعدم تناول أية فاكهة إلا بعد غسلها، خير ضامن للوقاية من مثل هذه المشكلة الصحية المزعجة، وإذا أردنا تلخيص ذلك لقلنا:
١- عدم تناول أي طعام قبل غسل اليدين بالماء والصابون.
۲- عدم أكل الفواكه والخضروات قبل غسلها جيدًا بالماء، إلا ما كان مطبوخًا فهو بطبيعة الحال معقم.
٣ - عدم إطالة أظافر اليدين.
٤ - غسل اليدين بعد كل أكل.
٥ - معالجة جميع أفراد الأسرة المصابين بهذا المرض.
أما علاج ذلك فيكون بمراجعة الطبيب؛ لإجراء الفحص المخبري للتأكد من نوعية الدود وإعطاء العلاج المناسب له إلا إذا كان أحد الوالدين رأى الدودة بنفسه ووصفها للطبيب، فيمكن إعطاء العلاج بناء على ذلك، وهكذا فإن النجاح في العلاج ومنع تكرار المرض يعتمد أولًا وأخيرًا على أسلوب الحياة بالمأكل والمشرب.
د. مصطفى علي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل