; الأسرة (212) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (212)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-أغسطس-1974

مشاهدات 25

نشر في العدد 212

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 06-أغسطس-1974

السعادة السعادة هي جنة الأحلام التي ينشدها كل بشر من الفيلسوف في قمة تفكيره إلى العامي في قاع سذاجته ومن الملك في قصره إلى الصعلوك في كوخه، ولا نحب أحدا يبحث عن الشقاء لنفسه ولكن السؤال الذي حير الناس من قديم هو أين السعادة؟ هل السعادة في النعيم المادي أم في الأولاد أم في العلم نرى أن السعادة ليست في هذا كله ولكنها شيء معنوي لا يرى بالعين ولا يقاس بالكم ولا تحتويه الخزائن ولا يشترى بالدينار السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه صفاء نفس وطمأنينة قلب وانشراح صدر وراحة ضمير. السعادة تنبع من داخل الإنسان ولا تستورد من خارجه. السعادة التي شعر بنشوتها أحد المؤمنين الصالحين. «فقال إنا نعيش في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونـا عليهــــا بالسيوف» وإذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية والقلب الإنساني فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها وغذاؤها وهواؤهــا وضياؤها. أم أبرار إلى السيد رئيس تحرير مجلة المجتمع تحية إعجاب صادقة ملؤها الثقة والإيمان برسالتكم ولجميع العاملين على رفع مستوى هذه المجلة التي تحمل بين طياتها توجيهات ومعاني إسلامية سامية ترشدنا نحن الفتيات إلى الطريق الذي نكسب من الدنيا والآخرة، وما أحوجنا إلى مثل هذه التوجيهات والنداءات والموعظات الدينية حيث ما هي إلا تنبيه إلى الحياة السعيدة والسير في الطريق المستقيم. أخي المحترم الرجاء نشر موضوعي هذا ولكم مني جزيل الشكر وإلى الأمام والله يوفقكم إلى ما فيه الخير لأمتنا الإسلامية. نداء إلى أختي المسلمة أختي المسلمة دعيني أحدثك قليلًا في موضوعي المتواضع هذا لأذكرك بدينك الذي نسيته أو تناسيته واستهوتك بدلا منه دور الأزياء والسينما ومباهج الحياة الزائلة وقشور الحضارة ومفاسدها أختي أنا لا أقصد بندائي هذا أن تزهدي الدنيا وتعتصمي بدارك وتغلقي على نفسك أبواب الحياة بل اخرجي واعملي والبسي ما يحلو لك وساعدي في بناء مجتمعك ولكن بما نص عليه الله تعالى من قوانين.. فديننا يسر وليس عسرا كما يخيل لضعاف النفوس دعيك من نظرات الناس وانتقاداتهم فإن حساب الله أعظم وأشد لو كنت تعلمين.. عودي يا أختي إلى حظيرة الإسلام واروي نفسك بمبادئه الطاهرة وخذي القدوة من أمهات المؤمنين. قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ (سورة الأحزاب: 33) وقوله تعالى: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أو آبَائِهِنَّ أو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أو أَبْنَائِهِنَّ أو أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أو إِخْوَانِهِنَّ أو بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أو بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أو نِسَائِهِنَّ أو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أو التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أو الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ( سورة النور: 31 ). والله تعالى: أمرنا بأن نحجب أنفسنا وجمالنا عن الغرباء ليس من أجل تقييدنا - كما يصور البعض أن الحجاب قيد - بل حفاظا على عفاف الرجل والمرأة وحماية للمجتمع من الانحلال.. كوني يا أختي المفكرة متحررة عقليا وفكريا وليس مظهرا ولا تكوني آلة يحركك الآخرون وإنما المؤمنون هم الذين يرتفعون إلى درجة الأهداف لأنهم يفكرون في تحقيق مرضاة الله التي لا تنال إلا بروح العمل وليس بإطاره الفارغ إن روح الإيمان هي تذليل النفس وتهذيبها حتى تنفذ التوجيهات الإلهية واعلمي يا أختي المسلمة أن الشعور بالقلق والتمزق النفسي والضياع والانطواء والانهيار هي ناشئة من افتقاد البشر إلى شخصية دينية واستسلامه للتيارات الخارجية وعجزه التام عن التصرف في حياته.. وقوة المؤمن كرسوخ الجبل لا تهزه الأحداث لأنه يستمد القوة من الله خالق هذا الكون. فعودي يا أختي المؤمنة إلى دوحة دينك وهذبي هذه النفس الأمارة بالسوء وحاربي البدع الدخيلة على الإسلام. فأنت مسؤولة أمام الله ونفسك عن إصلاح مجتمعك، فعلى يديك تصنع الأجيال. وأنا لا أقصد بأن تحملي السلاح وتقتلي الأعداء وإنما أقصد أن علينا أن نحمل الأفكار والمبادئ الدينية لنخلق به أنفسنا أولًا ونهدى به الآخرين ثانيًا.. وإذا لم نقم بما أوجبه علينا ديننا الحنيف فتأكدي يا أختي المسلمـــة وصدقي بأننا سنخسر أنفسنا قبل أن نخسر أي شيء. «مريم» الفتاة المسلمة في ثوب الاحتشام صورتي رمز احتشامي وهي تدعو لاحترامي أكسبت شخصي وقارا واعتزازا بالتزامي وثيابي ستر جسمي زانه أرقى وسام إنما العري حرام كيف أرضى بالحرام عن مجلة «البريد الإسلامي» مع كتابي «نساء النبي وَبنات النبي» صلى الله عليه وسلم من الخطر بمكان على التاريخ أو على الفكر أن يعتقد الأنسان رأيا ما ثم يحاول أن يلوي عنق الأحداث أو النصوص ليساير هذا الرأي. أو أن تكون تصوراته خاضعة لواقع المجتمع الذي يعيش فيه ثم يسحب هذه التصورات على مجتمع قبل ألف وأربعمائة سنة مثلا. أقول هذا الكلام وفي ذهني ما كتبته الدكتورة عائشة عبد الرحمن عن نساء النبي وبنات النبي صلى الله عليه وسلم. ونحن هنا لا ننقص من قيمة الدكتورة كباحثة أو كأديبة ولكن أعتقد أنه كان عندها بعض التصورات الخاطئة عندما كتبت هذين الكتابين ولنضرب الأمثلة. في كتاب نساء النبي حاولت أن تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب زينب بنت جحش عندما كانت زوجة لزيد بن حارثة وكان إثباتها التي تلح عليه هو أن الرسول بشر ولا أحد ينكر عليها هذا القول فالقرآن الكريم سجل هذا ﴿قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا﴾ ( سورة الإسراء: 93 ) ولا أريد هنا أن أناقش الموضوع من ناحية تاريخية فهناك كثير من رد على الدكتورة وأولهم محمد حسين هيكل باشا. ولكن الشيء الذي أريد أن أقوله أن محمدا صلى الله عليه وسلم فوق هذه الأشياء وأنه في مثل هذه المواضيع معصوم. نعم معصوم وإن قال «أنتم أدرى بأمور دنياكم » فهذا في الأشياء المهنية البحتة مثل الزراعة والصناعة. وصحيح أنه أشير عليه في بدر وفي الخندق ولكن أن يحب زوجة غيره فهذا لا يقوله من له أدنى فهم للإسلام ولشخصية محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرسل وسيد البشر. وكأن الدكتورة تتصور المجتمع في المدينة كمجتمع القاهرة يعيش في أجواء الحب؟!! وكأن الدكتورة تريد أن تشجـع موضوع تدخل المرأة في السياسة فتذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها «عاشت لتصحح رأي الناس في المرأة العربية». «عاشت لتشارك في حياة الإسلام أعنف مشاركة. فتخوض معركة الفتنة الكبرى التي صنعت التاريخ الإسلامي» كذا!! مع أنه من الثابت أن عائشة رضى الله عنها ندمت آخر حياتها عن اشتراكها في معركة الجمل في كتاب بنات النبي صلى الله عليه وسلم لم تتأدب الدكتورة مع الصحابي الجليل علي بن أبي طالب فتصفه بالغلظة في معاملة فاطمـة رضي الله عنها. ألا يقف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حاجزا بيننا وبين أن نتكلم على الصحابة فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ من أحدهم ولا نصيفه» والأشد من هذا تقول الدكتورة إنه بعد بيعة أبي بكر رضي الله عنه ذهب علي وفاطمة إلى دور الأنصار وكانت فاطمة تطلب البيعة لعلي فلم يجيبوها لأنهم بايعوا أبا بكر. ما أدري من أين نقلت هذا مع أنه من غير المعقول أن يفعل علي هذا ففي حاشية كتاب العواصم من القواصم يقول في صفحة «38» بعد أن ذكر مبايعة علي لأبي بكر بعد وفاة فاطمة «وبيعة على هذه هي الثانية بعد بيعته الأولى» وبيعته الأولى هنا أي البيعة العامة بعد بيعة السقيفة. وأخيرا فأني أعتقد أننا أذا أردنا أن نكتب عن الفترة الوضيئة من تاريخ البشرية فيجـب أن نعيش تصورات القوم لا أن نعيش تصورات هذا العصر ثم نظن أن الصحابة كانوا على هذه الشاكلة. وأما قصة الرجوع إلى مصادر موثوقة مثل الطبري. فمعلوم أن الطبري يأتي بالروايات ولا يمحصها يأتي بها على ذمة أصحابها. وإن كان تاريخه من الكتب المعتمدة في التاريخ ولكن هذه هي طريقته فالقول بأننا نأخذ من مصادر موثوقة هي حجة باطلة. والله أعلم. أم أنس
الرابط المختصر :