العنوان الأسرة العدد 448
الكاتب بدرية العزاز
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يونيو-1979
مشاهدات 21
نشر في العدد 448
نشر في الصفحة 46

الثلاثاء 05-يونيو-1979
- رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخت الفاضلة بدرية العزاز وفقها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
أشكرك على جهودك الطيبة في إعداد زاوية الأسرة في مجلة المجتمع، والتي نأمل أن تكون في المستقبل مجلة مستقلة لسان حال الأسرة المسلمة، في غمرة المجلات التي غمرت الأسواق بقصد تغريب الأسرة المسلمة، والغمز واللمز للصحوة التي بدأت تعم كثيرًا من الفتيات المسلمات اللاتي عرفن ربهن وعدن إليه، بعد أن ظللن سنوات عجافًا طوالًا لا يعرفن التحجب والاعتزاز بدينهن.
أختي الفاضلة..
آمل أن يكون في هذه الزاوية عناية أكثر بالطفل المسلم والفتاة المسلمة، والحديث إليهما بأسلوب مناسب مع إعطائهما مزيدًا من التسلية بالقصة والألغاز والمسابقات، لأن ذلك هو الطريق الذي سلكه أعداء الله من المشرفين على المجلات التي تتحدث للطفل والمرأة.
مع تحيات/
نورة عبد الله الصالح العبيد
الرياض
- كونوا أبناء الآخرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن ولاه إلى يوم الدين.. أما بعد:
لقد كانت لي وقفة تأمل قصيرة مع إحدى كلمات الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: «ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».
قفي معي يا أيتها الأخت المؤمنة وقفة تأمل مع تلك العبارة المعبرة والموصية بفناء الدنيا ورحيلها، وخلود الآخرة وبقائها، ويا ليت القوم يخلوا النوم جانبًا ويستيقظوا من غفلتهم الطويلة ليعلموا برحيل الدنيا.
ويعملون على أن يكونوا من أبناء الدار الباقية وهي الدار الخالدة.. ولكن هناك أعمال يقوم بها الإنسان حتى يكون من أبناء تلك الدار.. وهذه الأعمال موضحة في السورة الكريمة ﴿وَالْعَصْرِإِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (العصر: 1 - 3).
لقد حدد رب العالمين الأعمال التي يجب أن يتحلى بها المؤمن الصادق الإيمان، ألا وهي الإيمان وعمل الصالحات، ولا يخفى عليك يا أختي أن المرأة سواء كانت ربة بيت أو مدرسة أو موظفة، معرضة لارتكاب بعض الهفوات والوقوع بالزلات التي تؤدي إلى الهاوية والعياذ بالله.. ولكن متى احتسبت تلك الأخت أن لهذا بمثابة الابتلاء والامتحان من الله وصبرت، ووصت نفسها بالحق والصبر الجميل، حفظت نفسها من الخسران المبين ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾.( النور: 39)
فاعتصمي يا أختي المؤمنة بآداب الإسلام والتخلق بخلق قدوتنا ورسولنا الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-.. فلا يكون همك هو إرضاء الناس.. بل إرضاء رب العالمين الذي له الحاكمية ومنه الشرع وله السلطان في الأرض.
وكوني من الزهرات في هذه الدنيا وابتعدي عن زخرفها وزينتها ومناهجها، فلا تنخدعي بها فإنها زائلة فانية.
ولكن ربما قيل، إننا فعلنا الكثير وتقربنا إلى الله بالكثير من الأعمال الصالحة من صلاة، وزكاة... إلى آخره مما فرضه الله علينا، ولكن لم يثبنا الله على ذلك، بل زدنا ابتلاءً وأذًى.. حسبك الله يا أختي أن تقولي ذلك لأن هذه الحياة إنما هي دار ابتلاء واختبار ليعلم الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.. وتذكري دائمًا أن الله يبتلي عبده حسب وقدر إيمانه وهذا مصداق قوله تعالى: ﴿الٓمٓ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت: 1 - 3).
بالصبر والتواصي بالحق يكون طريقنا إلى أن نكون من أبناء الآخرة، وليس من أبناء الدنيا.
أم صهيب
- دعوة مفتوحة
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
هذه دعوة مفتوحة مني إليك أختي المسلمة، لندرس معًا ونتدبر بعض وصايا صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فهذا أبو بكر الصديق -رضوان الله عليه- يوصي بتقليل الكلام فيقول: «أقلل الكلام فإنما لك ما وعي عنك».
وأكد الفاروق عمر -رضى الله عنه- بتقديم فضل العمل فقال: «رحم الله امرأ أمسك فضل القوم، وقدم فضل العمل».
فكلٌ منهما يدعونا إلى طول الصمت، وإذا نطقنا ننطق بالخير الواسع والمعنى الكبير والفقه المفيد في عبارة خفيفة موجزة.
ولكننا نحن عامة والنساء بصفة خاصة، نصر على الإكثار من القول رغم ما فيه من مظنة الوقوع في الخطأ، من غيبة أو تهمة بريء أو تملق.
ومن وجدت في نفسها بعد ذلك شوقًا إلى تحريك اللسان، فدونها القرآن ومزيد من التسبيح والحمد، ودونها مجالس الواهمين الدنيويين، فلتتصدع فيهما بحق الإسلام ما تشاء، فنحن أحوج ما نكون للدعوة إلى الحق.
وفي الختام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أم حمزة
- إنه الطريق إلى الله
هل أحنقك النسر يمرح على الأرض؟ هل أحسست بهزة الغضب وأنت ترين الظلم يقع عليك وعلى غيرك من بني البشر؟ هل رأيت أنه لا يجوز أن تسكتي وأنه ينبغي أن تتحركي وتتوري؟ فأين أنت؟؟ أنت قبل غيرك ينبغي أن تقولي لهذا الشر: مكانك! فقد جاوزت حدك! هل علمت أنك لا شك متعرضة للأذى حين لا تسكتي على الظلم.. وحين تأخذي على عاتقك أن تعاديه وتعترضي سبيله؟ وهل علمت أن الأذى قد يشتد عليك حتى يسلبك الراحة والأمن ورغد العيش.. وقد يسلبك الحياة.. ثم ظلت نفسك على غضبها وحنقها على عزيمتها في الوقوف للظلم وصد عدوانه؟
إنه الطريق إلى الله.
أم عبد الله
- تابع مسؤولية التربية العقلية
3- الصحة العقلية:
من المسئوليات التي جعلها الله أمانة في أعناق المربين، الاعتناء بصحة عقول أبنائهم حتى يبقى تفكيرهم سليمًا، وأذهانهم صافية، وتتركز مسئوليتهم في تجنيب أولادهم المفاسد المنتشرة في المجتمع، لما لها من تأثير العقل والذاكرة والجسم الإنساني بشكل عام، وتتلخص هذه المفاسد في:
1- تناول الخمور بكل أنواعها، مما يقتل الصحة ويورث الجنون.
٢- العادة السرية، مما يسبب الخمول الذهني والشرود العقلي.
3- التدخين الذي يؤثر إدمانه على الذاكرة، ويضعف التفكير.
4- الإثارات الجنسية كالأفلام والتمثيليات والصور الخليعة الماجنة، التي تسبب الشرود وتفسد ملكة التذكير والتركيز الذهني «يقول الدكتور -ألكيس كارليل- في كتابه «الإنسان ذلك المجهول» عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان، تفرز غدده نوعًا من المادة التي تتسرب بالدم إلى دماغه وتخدره، فلا يعود قادرًا على التفكير الصافي».
تلك هي أهم المفاسد التي تضر بعقول أولادنا، وقد تبين لنا مما سبق أن الواجب التعليمي والتوعية الفكرية والصحة العقلية، هي أبرز المسئوليات في تربية الأولاد العقلية، فإن قصر الآباء فيها وأهملوها، فهم محاسبون أمام الله عن نتائج إهمالهم، ويا خجلتهم إن كانوا من المفرطين، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل
فيما روى ابن حبان: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع»، اللهم اجعلنا ممن يطيعون الله ورسوله، وممن تبيض وجوههم بما أدوا من مسئولياتهم أمام أولادهم وأهلهم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

