العنوان الأسرة (320)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
مشاهدات 21
نشر في العدد 320
نشر في الصفحة 44
الثلاثاء 12-أكتوبر-1976
التربية الإسلامية للطفل
الطفل الناقِص
ونقصد بالطفل الناقص الولد الذي يعتقد به أبواه ومربوه أنه لا يصلح لشيء فهو فاقد الشخصية ضعيف الثقة بنفسه، أينما يوجهونه لا يأتي بخير نراه على الغالب قلقًا مشوش الفكر غير متزن الحركات وفي لسانه تأتأة وفي نفسه ثورة على الناس.
وللأسف نجد أن كثيرًا من الآباء ينسبون فساد هذا الطفل لأسباب كثيرة كلها خاطئة واهية فإن السبب الوحيد لفساد هذا الطفل أبواه والمشرفون على تربيته. إنهم يوبخونه دائمًا ويوجهون له سيل الانتقادات والملاحظات والويل له إذا أخطأ فإنهم سرعان ما يشتمونه أو يضربونه كأنهم معصومون من الخطأ أو كان الطفل جاء هذا العالم وهو عالم بكل شيء.
وهؤلاء الآباء الذين يوحون إليه النقص غالبًا يقولون له على الدوام: أنت لا تصلح لشيء ولا يمكن أن تنجح في هذه الحياة نهايتك وخيمة إخوتك أحسن منك وغيرها من الانتقادات الباطلة والتوجيهات السيئة التي تولد لدى الطفل فقدان الثقة بالنفس كل ذلك يقتل الطفل وهو في قيد الحياة لأنه يتأثر بهذه الأقوال التي تدفعه إلى الشر.
لذلك لو رجع هؤلاء إلى دينهم وعقيدتهم الإسلامية لأحسنوا تربية أطفالهم ولذلك على الأب أو الأم أن يكونا ذوا صدر رحب لهفوات طفلهما يصلحانه إذا أخطأ ولذلك عليهما دائمًا أن يشجعا طفلهما على عمل الخير وإذا ما أخطأ فيجب غض البصر عن
هفواته لأن نتيجة الخطأ هو الوصول إلى الحقيقة والصواب وعليهما أن يسبغا عليه كثيرًا من الحنان والحب حتى إذا كبر ونشأ أصبح بارًا لهما محبًا ومشفقًا عليهما..
اختاري الاسم المعبر
أختي المسلمة:
كثير من أخواتنا المسلمات ينتظرن خلال عدة أسابيع أو عدة شهور أو عدة أيام حدثًا سعيدًا وينتظرن بفارغ الصبر أن يرزقهم الله الذرية الصالحة سواء كانت ذكورًا أو إناثًا وكثير منهن الآن يبحثن عن أسماء لأطفالهن لذلك أختي المسلمة: عليك قبل البحث عن اسم تختارينه للمولود المنتظر أن تجعلي هذه الكلمة معك دائمًا ألا وهي إن رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- حرص حرصًا شديدًا على أن يتسمى أبناء المسلمين بأسماء جميلة بعيدة كل البعد عن القبح فعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يغير الأسماء والقبيحة»
لماذا؟
لئلا يؤذي هذا الاسم القبيح أسماع الناس الذين يتعاملون مع حامله فيزدرونه ويعيرونه ويجعلون من اسمه مجال سخريتهم واستهزائهم فيصاب صاحبه في المستقبل بالعقد النفسية فيكره أمه وأباه اللذين أطلقا عليه هذا الاسم المؤذي ولذلك احرصي يا أختي على أن تطلقي على اسم المولود ذكرًا أو أنثى الاسم المناسب وأعتقد أنه لا داعى لأن تحتاري باسمه لأن أمامك سجلًا ذهبيًا يحتوي على أسماء جميلة ومعبرة ولها معنى وتذكرك وتذكر طفلك في المستقبل بما يرمز إليه هذا الاسم والتاريخ الإسلامي ملييء بهذه الأسماء ونتمنى أخيرًا بأن يجعل طفلك من الذرية الصالحة التي تسير على نهج رسولنا الكريم وسلفة الصالحين...
أختي المسلمة
يا من هداك الله إلى طريق النور واليقين.. يا من أعزك الله وأكرمك حين جعلك تختارين السير في طريق التقوى والإيمان أهديك هذه العبارات لعلها تكون دائمًا نصب عينيك ويكون لها في نفسك أعمق الأثر.
إن كلمة الحق هي العليا فلا تخفضيها وصرحي بها دائمًا ولا تأخذك لومة لائم.. وليكن قولها في مكانه.. وليكن طرحك لهذه الكلمة بأسلوب جميل وسهل يفهم فيقرب إليك وواضح يفسر ما قبلها وما بعدها من أمور غامضة وليكن أسلوبك لينًا مقتدية بالآية الكريمة قال تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ (آل عمران:159) هذا الأسلوب هو المقبول أكثر من غيره. خصوصًا إذا كان هذا الأسلوب مشبعًا بالمرونة والسلاسة واللباقة والأدب حتى يعلق بالنفوس ويغور في القلب ويصدقه العقل.. واتخذي أختي المؤمنة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدعامة التي ينبغي أن ترتكزي عليها في قول الحق كما لا يفوتني أن أنبهك إلى شيء قد يغفل البعض عنه وهو أن تكوني أنت القدوة فيما تقولين حتى يكون لقولك صداه في نفوس الآخرين وأثره في سلوكهم.
أختي الكريمة.
إن الجرأة مستحبة في العمل عندما تكون مبنية على أسس سليمة وحين تكون في مكانها وزمانها أي في ظروفها الملائمة.. فكوني جريئة في القول فإن الشجاعة الأدبية صفة يجب أن تتصف بها الأخت المؤمنة معتمدة في ذلك على الله- عز وجل- وكتابه العزيز وقول نبيه الحبيب.. ولا تنسي أن يكون كلامك مشبعًا بالعبر من الكتاب والسنة منبهة ليوم الحساب والتحذير منه موضحة لمعنى الحياة الذي لا يعدو محطة مرور لعابر سبيل ومنها إلى دار القرار والمقام الدائم والذي أرجوه أن يكون دار النعيم للجميع.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل