; الأسرة (359) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (359)

الكاتب بدرية العزاز

تاريخ النشر الثلاثاء 19-يوليو-1977

مشاهدات 19

نشر في العدد 359

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 19-يوليو-1977

كلمة الأسرة 

الطلاق حل لمشكلة وليس مشكلة

 تتعالى بين الحين والآخر أصوات نسائية موجهة نحو الطلاق مطالبة بالحد منه أو التخلص منه. 

مهلًا سيدتي! إنكِ تطالبين بشيء لا تعرفين عواقبه وتدافعين عنه ولا تعلمين نتائجه، لذلك أقول لكِ: مهلًا..! تريثي قليلًا قبل اقتحام مثل هذا الطريق.. كل ما أطالبك به هو أن تفترشي أمام تجارب الغير في هذا المجال، ثم تمعني النظر فيها، ومن بعد هذا وذاك، تحاولين استخلاص رأيك من خلال تجارب الآخرين وبهذا يمكنك أن تحصلي على رأي يتصف بالموضوعية العلمية التي هي أساس علمنا الحديث، كما أنك لن تتهمي بالتهور والسلبيات. 

إنك سيدتي تطالبين بتحريم الطلاق هذا في اعتقادك رأي صائب هل زرت بعض البلاد التي تحرم الطلاق؟ وهل كانت لك زيارة لمحاكم هذه البلاد؟ هل ناقشت هذا الموضوع مع أصحابه؟ هل علمت وجهة نظرهم؟ هذه هي بعض أدران تحريم الطلاق. 

كنت في لبنان وكانت هناك خادمة في الفندق؟ وبعد مدة توطدت العلاقة بيني وبين تلك المرأة، أفرغت في جعبتي كل ما كان يجيش في صدرها، ويختلج  في نفسها، ذلك أنها تعيش في مأساة. مشكلتها أنها زوجة لرجل يحوي كل الصفات الرذيلة فهو مدمن، خمر، ومتعاطٍ للمخدرات، لا بل يعتبر هذا الرجل من أكبر مجرمي لبنان يقضي يومًا حرًا وعشرة داخل السجن، وإذا ما خرج سلط جام غضبه عليها فتحصل منه على ما لا يعد ولايحصى من الكلمات والضربات، كانت تذكر ذلك وتبكي. 

قد يقول البعض: لم لم ترفض الزواج منه مسبقًا؟ أعود فأقول إنها خدعت به لأنه مثل عليها دورالغني المرفه الذي لا يخلو جيبه ولا ينضب ماله، وكانت في سن صغيرة يسهل استدراجها وعلمت الحقيقة بعد زواجها وهي تتمنى الطلاق، ولكن ذلك مستحيل لأن الطلاق محرم في معتقدها وعلمت منها أنها تفكر جادة في الإسلام للتخلص من هذا الزوج. 

فما رأيك سيدتي؟ ألا نأخذ عبرة من غيرنا حتى لا نقع فيما لا نقع فيما وقعوا فيه ثم نندب حظنا؟

أم عدي

 

نساء خالدات.. عاتكة بنت زيد (الحلقة الثانية)

  • التلاقي 

مرت به أيام سود، يأرق الليل الطويل، ويندم الندم الكثير، ويناجي ربه ونفسه وزوجته، ويعاهد الله – تعالى - أن لا يعود إلى ما كان عليه من إهمال وتقصير، ويقسم على الطاعة والعمل. 

وكانت «عاتكة» من ناحيتها أيضًا، قد أدركت أنها قد شغلت زوجها عن واجباته الأساسية، وندمت على ما فعلت، فكانت تقرع نفسها، وتلوم ذاتها. لقد كان كلا الزوجين يدرك أنه قد أخطأ. 

وأدرك «أبو بكر»- رضي الله عنه- ما يجيش في نفس ابنه وما يتأجج في فؤاده، كلما أحس بعاطفة الندم ظاهرة جلية في كلماته فقام- وقد رق له- وقال: يا «عبد الله» راجع «عاتكة» فقال «عبد الله»  فرحًا: أشهدك أني راجعتها.. ثم نادى غلامًا له اسمه «أيمن» وقال: يا «أيمن» أنت حر لوجه الله – تعالى - أشهدك أني راجعت «عاتكه»، فكانت هذه كرامة لها. 

وما زال يراجعها ويقنعها، حتى رضيت وعادت، ولم يكن ترددها تردد الحائر، بل كانت تريد أن تستوثق عن موقف«عبد الله» والله يعلم وحده أنها فيها من الشوق إليه ما فيه من الشوق إليها. 

ثم إن «عبد الله» وهبها حديقة له شرط ألا تتزوج أحدًا بعده.

  • الشهادة

وسارت بهما الأيام، وعاد إلى ما كانا عليه من الصفاء والهناء ولم ينسيا في خضم السعادة حق الله وحق العباد، فكانا مضرب المثل لكل بيت مسلم. 

وبينما «عاتكة» في بيتها منهمكة في إعداده وتدير شؤونه حمل إليها الناعي  خبر استشهاد «عبد الله» فبكت بكاء مرًا ولكن قضاء الله قد تم.

 أقامت «عاتكة» على وفائها «لعبد الله» مخلصة، وانطوت على نفسها تواسي شجونها وتضمد جراحها، وتذكر سالف أيامها. 

وقالت في رثاء زوجها «عبد الله»

فلله عينا من رأي مثله فتى 

أكر وأحمي في الهياج  وأصبرا 

إذا شرعت فيه الأسنة خاضها 

إلى الموت حتى يترك الرمح أحمرا

«يتبع»

 

لحظة من فضلك 

توقفي أختي المسلمة قليلًا في حياتك وصلاتك وعباداتك واحرصي دائمًا أن تقولي: «سبحان الله وبحمده» فهي أحب الكلام إلى الله - عز وجل. 

وتذكري دائمًا بأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لهذا أوصانا الرسول الكريم - صلوات الله عليه وسلامه - بالإكثار من الدعاء. 

وهل تعلمين أختي المسلمة: «أن لا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة».. وتذكري دائمًا قول الرسول الكريم - صلوات الله عليه وسلامه - حين يدعو ربه: «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار».

وتذكري أيضًا أن يوم الجمعة هو يوم مبارك وأن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه. 

لذلك لا تنسي الله في جلوسك وقيامك واذكريه كثيرًا واشكريه لحياتك ولآخرتك.

 

أضيفي إلى معلوماتك

  • الخيار المفروم مع الحليب أو اللبن يسكن المطش في الحميات ويخفف الاضطرابات العصبية.
  • حساء البندورة يعتبر غذاء مفيدًا جدًا للمصابين بأمراض القلب والكليتين وارتفاع الضغط.
  • الأناناس مغذ وسهل الهضم وينصح بتناوله عقب الوجبات الثقيلة التي تكثر فيها اللحوم

يفيد العسل في تنظيم حركة التنفس وخاصة للمصابين بأمراض الصدر.

 

 ركن الطفل 

لا يمكن فرض الكرم فرضًا على طفلك

 عندما يبدأ الأطفال باللعب معًا في سني العمر التي تتراوح بين سنة ونصف السنة وسنتين ونصف السنة، فإنهم يكونون معرضين لأن ينتزع الواحد منهم مقتنيات الآخر دون استئذان أو ملاحظة، فالطفل الصغير لا يسلم ما بين يديه بسهولة فهو إما أن يتعلق به بشراسة، أو يتخلى عنه وهو مذهول، والأمهات إذ يرين ذلك يبدو عليهن الخجل والاشمئزاز من تصرفات أطفالهن. 

فإذا كان طفلك وهو في نحو العام الثاني من عمره هو المغتصب دائمًا فإن ذلك لا يعني أنه سيصبح شرسًا عندما يكبر، فهو الآن أصغر سنًا من أن يكن مشاعر معينة تجاه الآخرين فليغتصب ما يشاء في بعض الأحيان ولكنه إذا كان يفعل ذلك  باستمرار فإن مما يساعد على حل هذه المشكلة أن تدعيه يلعب أحيانًا مع أطفال أكبر يستطيعون الدفاع عن حقوقهم، وإذا كان طفلك يعتدى على طفل آخر فلا تتردد في إبعاده وإلهائه بشيء آخر ولا داعي لتوبيخه بحيث يتراكم على نفسه الخجل والخزي فليس في ذلك ما يسبب سوى الشعور بأنك تخليت عنه وبالتالي يصبح أشد عدوانًا. 

وإذا لاحظت أن طفلك الذي يبلغ الثانية من عمره لا يتخلى عن مقتنياته لأحد فليس في ذلك ما يتنافى مع ماهو طبيعي فهو لا يمكن أن يتحول نحو الكرم  إلا على نحو تدريجي جدًا وذلك من خلال تطوره الروحي والنفسي وتعلمه كيف يحب الأطفال الآخرين ويستمتع بصحبتهم. أما إذا طلبت منه يتخلى عن عربته كلما طلبها منه طفل آخر فإنك بذلك إنما تسبغين عليه شعورًا بأن العالم كله يعتزم أخذ حاجاته ومن شأن ذلك الشعور أن يجعله أشد  تعلقًا بمقتنياته وليس العكس, وعندما يصل الطفل إلى المرحلة التي يبدأ فيها الاستمتاع بصعوبة الآخرين وذلك يكون عادة في نحو الثالثة من العمر فإن في وسعك أن تنظمي لطفلك وأصدقائه لعبة يشتركون كلهم فيها مثلًا: «فيكون لأحمد أولًا دور سحب العربة  في حين يركبها محمد ثم يتولى محمد سحب العربة بينما يركبها أحمد وهذا كله يحقق متعة في عملية المشاركة بالذات.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة.. وحزيران

نشر في العدد 3

838

الثلاثاء 31-مارس-1970

مجلس الوزراء يبحث إصلاح الأسرة

نشر في العدد 3

104

الثلاثاء 31-مارس-1970