; الأسرة (47) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (47)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-فبراير-1971

مشاهدات 19

نشر في العدد 47

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 16-فبراير-1971

فلنكن صرحاء

من كتاب معركة التقاليد لمحمد قطب

الفتاة التي تذهب إلى البحر عارية إلا من المايوه، تكشف في حركاتها المتقصعة كل ما استتر وتثير كل ما يمكن أن يثور، تقول إنها تذهب للرياضة! «يا ناس»! هل تصل بكم القسوة أو الأنانية إلى حد حرمانها من حقها الطبيعي في الرياضة؟

هل البحر لكم أنتم وحدكم أيها الرجال؟ هل خلقت الطبيعة لاستمتاع الرجل

وحده؟ وهل الرياضة في ذاتها حرام أيها الناس؟ كلا! من حقها أن تمارس الرياضة، من حقها أن تذهب إلى البحر، من حقها أن تسبح فيه، عارية إلا من المايوه، وتأخذ حمام شمس بعد ذلك على الرمال. أليس هذا مقصدها؟ أم شيء آخر؟ سنتيح لها هذه الرياضة، وكل رياضة، سنجعل حمامًا خاصًا للرجال، وحمامًا خاصًا للسيدات.

 الله! ماذا جرى؟ ولماذا تثور هذه الفتاة؟ وتثور معها ألف فتاة؟ ألم تكن تطلب الرياضة، فأتحنا لها الرياضة؟

فلنكن صرحاء، إنها لا تريد الرياضة في ذاتها، أو لا تريد الرياضة الخالصة، إنما تريد الاستعراض، والتلذذ بالاستعراض، وإثارة الشهوات في الشباب.


هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام

هي أم سيدنا إسماعیل وكانت جارية لسارة. كانت سارة عاقرًا فخشیت أن يهجرها زوجها فدفعت إليه بجاريتها هاجر التي حملت منه وأنجبت إسماعيل.

 أكلت الغيرة قلب سارة بعد أن أصبحت هاجر أمًا فطلبت من زوجها إبراهیم أن يتخلص من هاجر فاصطحبها إلى ربوة حمراء قريبة من البيت العتيق في مكة وتركها في هذا المكان المقفر هي ووليدها إسماعيل بعد أن ترك لها مؤونة ضئيلة.

نفدت مؤونتها واشتد العطش بصغيرها إسماعيل فكاد قلبها يتمزق إشفاقًا عليه وصعدت إلى قمة الربوة فخُيّل إليها أنها رأت منبع ماء فهرولت إلى «الصفا» ثم عادت إلى «المروة» ولبثت هكذا سبعة أشواط حتى سقطت منهكة وهي تحتضن إسماعيل بين ذراعيها. رفعت هاجر يديها إلى السماء تطلب من الله الرحمة بولدها فإذا بطائر يهبط من السماء ويضرب الأرض بمنقاره فانبثق الماء من عين «زمزم» وكتبت لها النجاة هي وابنها.

 

سلة البيض

فلاح معه سلة بها عدد من البيض حضر إليه ثلاثة زبائن فقال الأول: أشتري نصف ما معك من البيض ونصف بيضة زيادة. وقال الثاني: وأنا أشتري نصف الباقي ونصف بيضة زيادة. وقال الثالث: وأنا أشتري نصف بقية البيض ونصف بيضة زيادة ووافق الفلاح وباع لهم من غير أن يكسر بيضة ما فكم بيضة كان معه أولًا؟

الحل

كان معه ٧ بيضات

الأول نصف البيض + نصف بيضة المجموع 4 بيضات

الثاني نصف الباقي + نصف بيضة المجموع ٢ بيضة

الثالث نص الباقي + نصف بيضة المجموع 1 بيضة

 

بلاش عقد

لقد كان العرب قديمًا هم مشاعل العلم وهم النور الذي يستقى منه الغرب حضارته. وقد اتسعت الدولة الإسلامية حتى شملت الإمبراطورية الرومانية والفارسية بأرجائها الواسعة ولم تكن متأخرة في يوم من الأيام وكانت نساؤها مع ذلك متحجبات وأعني بذلك متسترات تخرج المرأة من بينها محتشمة غير متبرجة، ولا تظهر زينتها إلا لزوجها وتطبق قول الله تعالى لنساء النبي: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ  ﴾ ونستطيع أن نتساءل الآن ما هي الأشياء التي كانت سببًا في تقدمهم؟ فالشيء الوحيد أولًا وأخيرًا هو تمسكهم بالدين الإسلامي الحنيف. وحينما بدأ المسلمون يبتعدون عن الدين بدأت تضعف دولتهم وتدول بدورة الزمان، وأصبحت نساؤنا تابعات لنساء الغرب ترى ما تلبس المرأة الغربية فتقلدها بدون روية أو تفكير وغدا المسلم مسلمًا فقط بالوراثة وليس مسلمًا حقًا وأصبحنا نرى المرأة المسلمة عارية متبرجة في الشارع تتباهى بتقليد الغربيات حتى وصل الأمر إلى تعرية نفسها من ملابسها إلا القليل فنشاهدهن على البحر تارة، وفي الأسواق تارة أخرى يجرين وراء آخر صرعات الغرب. لقد استطاعت دور الأزياء أن تجتذب نساءنا وتسيطر عليهن وتبتز كل ثرواتهن، ولكن المرأة الأوربية ترفض هذا الانسياق الأعمى. وتلبس ما يلائمها فقط وترفض التقليد الأعمى، الذي وقعت فيه المرأة العربية.

 

ولنضرب مثلًا

دعنا الآن قليلًا وتعال معي إلى مدارس الكويت وبالأحرى مدارس البنات، فمدرسة الدين طلبت من إحدى الطالبات في المدرسة أن تتزيا بالزي المدرسي المحتشم لأن للمدرسة حرمتها، فردت التلميذة قائلة للمدرسة: كيف تطلبين مني ذلك ومدرسة المادة كذا أو كذا تلبس أقصر من ملابسي؟ فسكتت المدرسة على مضض، وبعد تفكير وترو قالت لتلميذتها: يجب أن تكوني شخصية مستقلة بنفسك وألا تقلدي أحدًا، وارتدي ما يناسب دينك من أزياء محتشمة، وكان أن اقتنعت الطالبة إلا أن زميلتها المدرسة عاتبتها على ذلك، قائلة لها: «يا أختي اتركي البنات يلبسوا على الموضة حرام عليك، بلاش عقد».

هذا كان الرد وقد أصبحت أخيرًا بعد أن اشتهر عني بالتحدث مع زميلاتي بإطالة ملابسهن لأن البنات يقلدن مدرساتهن وأصبحت منبوذة لا يكلمني أحد، وذلك لأنني طبقت قول الرسول صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان».

«أهكذا يكون الإسلام»؟ فمن يصلح ما أفسدته الأفكار الغربية الدخيلة علينا.
نرجو من وزارة التربية النظر في هذه الأمور أن تمنع لبس القصير على مدرساتها جميعًا وتمنع كذلك التبرج في المدرسة لأن المدرسة ساحة عمل وعلم وليست لعرض سيقان مدرساتها ولا لعرض آخر صيحات من تسريحات الشعر ولا لإظهار تفننهن بالتبرج وإنما هي مكان مقدس للعلم وينبغي أن يكون له حرمته.            وشكرًا

أم هريرة

ملك حفني ناصف

إن ملك اشتهرت باسم باحثة البادية كانت شاعرة سهلة الأسلوب من القطر المصري كتبت هذه القصيد لبنات جنسها:

إن الفتاة حديقة وحياؤها
       كالماء موقوفًا عليه بقاؤها
إیمانها بالله أحسن حلية
      فيها فإن ضاع ضاع بهاؤها.
لا خير في علم الفتاة وعلمها
      إن كان في غير الصلاح وضاؤها
فجمالها وقف عليها إنما
       للناس فيها دينها ووفاؤها

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 21

نشر في العدد 21

19

الثلاثاء 04-أغسطس-1970

لا تحاربوا

نشر في العدد 240

18

الثلاثاء 11-مارس-1975

الجيل الجديد حديث المدرس

نشر في العدد 241

15

الثلاثاء 18-مارس-1975