العنوان لا تحاربوا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 11-مارس-1975
مشاهدات 18
نشر في العدد 240
نشر في الصفحة 40
الثلاثاء 11-مارس-1975
الشيوعية إلحاد وكفر وكأن الله سبحانه وتعالى قد عناهم بقوله في كتابه العزيز على ألسنتهم - ومــــا يهلكنا إلا الدهر فالشيوعيون يرون أن لا رب لهذا الكون وأن الخلق يحيون ويموتون ثم ينتهون فلا حساب ولا عقاب ولا رب ولا مسئولية ويرون أن الدهر هو الذي يغني البشر، وكلنا نعرف الشيوعي ومذهبها الاقتصادي المنافي لأبسط القيم فضلًا عن مجافاته لسائر الأديان وكلنا نحارب الشيوعية ولكن حروبنا لها - في كثير من الأحيان - تقنعت بالقناع الغربي أو الأمريكي على اعتبار أن أمريكا حاملة لواء حماية الغرب من الانتشار الشيوعي وتمثل الند الآخر للشيوعية وهو - الرأسمالية - فالغربيون يحاربون الشيوعية انطلاقًا من رأسماليتهم لا انطلاقًا من مبدأ ديني وإن كانوا يلوحون بالدين في مواجهة الشيوعية في بعض الأحيان لاستمالة بعض المسلمين وبعض من يزعمون أنهم ينظرون إلى الشيوعية عبر المبادئ الدينية من غير المسلمين وهكذا انساق المسلمون في محاربة الشيوعية على النمط الذي يسير عليه الغرب. فنحن كمسلمين نقيم البنوك الربوية المنافية لديننا ونأكل منها ومن أرباحها الربوية المحرمة ولا نرى في هذا غضاضة لماذا؟ لأن هذه البنوك رأسمالية ونحن يجب أن نكون رأسماليين لنعادي المبدأ الشيوعي، ولكن لماذا لا نتخذ طريقًا مستقلًا وأسلوبًا آخر لمحاربة الشيوعية فنقوم بمعاداتها لأنها كفر وإلحاد ونقوم بمحاربة تنمية الأموال في البنوك على أنها رجس من عمل الشيطان لأن معاملاتها مبنية على الربا المحرم شرعًا ولا نفرق بين الحرام بحيث نقول هذا شيوعي وهذا رأسمالي بل نقول هذا حرام ونحن نفشي الكباريهات ونعاقر النساء ونتخذ منهن خليلات وعشيقات ونشرب الخمر ونحلق اللحى ونترك الصلاة إما تهاونًا وإما إنكارًا ونتخذ هذه الحياة لعبًا وفرحًا ومرحًا ونحن نفعل هذه الأمور ونحن مطمئنون نفسيًا لماذا؟ لأننا لسنا شيوعيين وهكذا نسلك نفس طريق الغرب في محاربة الشيوعية فكل شيء حلال إلا الشيوعية أيها المسلمون. اتقوا الله في أنفسكم وأولادكم وأمتكم وتوبوا إلى الله وأرجعوا إليه فالحلال بين والحرام بين وأسلكوا طريقًا صحيحًا في محاربة ما يتعارض مع هذا الدين وأنظروا إلى ما حولكم نظرة حلال أو حرام لا نظرة شرقية أو غربية. ألا ترضون أن تكونوا على الطريقة الإسلامية. لا على الطريقة الفرنسية أو الأمريكية أو على الطريق الأوروبية حاربوا ما يتعارض مع دینکم إن کنتم مسلمين وأعلموا واستقينوا أنه لا الطريقة الأمريكية ولا الطريقة الأوروبية ستقربكم إلى الله، أو سترفع من شأنكم في الحياة.
حاربوا الإلحاد أینما وجدتموه بشتى صوره وأشكاله. حاربوا الملاهي وحاناة الشرب والرقص والفساد. إن تبرج المرأة وإظهارها لزينتها حرام فكيف إذا تعمدت إثارة الشعور بخيلائها وإظهار صدرها وذراعيها وساقيها وأصطبغت بالصبغة الغربية «الماكياج» وأرسلت شعرها أو جمعته فوق رأسها مكويًا لامعًا. وكيف إذا هي باعت نفسها للهوى وأسلمت قيادتها للشيطان إنها إن فعلت هذا فهي والعياذ بالله قد سقطت وليس لها إلا ما بقي من أيام حياتها ثم بعد موتها لا تجد عملًا صالحًا لها وهكذا تخسر دنیاها وآخرتها بسبيل متعة رخيصة ذليلة لا تلبث أن تزول إما بمرض أو بكبر سن أو بالموت.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل