العنوان الأسرة (العدد 475)
الكاتب بدرية العزاز
تاريخ النشر الثلاثاء 25-مارس-1980
مشاهدات 60
نشر في العدد 475
نشر في الصفحة 48
الثلاثاء 25-مارس-1980
شقي وسعيد
إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه سدى هملًا بل جعلهم موردًا للتكليف وحملًا للأمر والنهي.
وألزمهم فهم ما أرشدهم إليه مجملًا ومفصلًا، وقسمهم إلى شقي وسعيد وجعل لكل واحد من الطرفين منزلًا وأعطاهم مواد العمل والعلم، من القلب والسمع والبصر والجوارح نعمة منه وتفضيلًا فمن استعمل ذلك في طاعته وسلك به طریق معرفته على ما أرشد إليه ولم يبغ عنه عدولًا، فقد يشكر ما أوتيه من ذلك وسلك به إلى مرضاة الله سبيلًا، ومن استعمله في إرادته وشهواته ولم يرع حق خالقه فيه، يخسر إذا سئل عن ذلك ويحزن حزنًا طويلًا فإنه لا بد من الحساب على حق هذه الأعضاء لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (الإسراء: 36).
!!نحو النور!!
لما آلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز استدعى زوجته فاطمة بنت عبد الملك، وقال لها يا فاطمة اختاري بين اثنين دنياك والنار أو زوجك والجنة فقالت امهلني إلى المساء يا عمر، ولما اختبرت صدقها وعزيمتها قالت لخادمتها خذي ثوبي الحرير واعطني المسوح الذي عليك، تم جمعت حليها وجواهرها وجاءت تحملها أمام زوجها لتضعها أمامه وهي تقول بل أختارك والجنة يا أمير المؤمنين، وباع الخليفة القصر واشترى دارًا صغيرة فكانت تعجن الجص والطين لتسد معه الثقوب في الجدران.
دخلت عليها جارتها فترى الخليفة ينزع الماء من البئر، فتظنه الخادم فتقول لها ويحك يا مولاتي ألا تأخذين ثوبك على شعرك أمام الخادم؟.
فقالت فاطمة إنه ليس الخادم إنه أمير المؤمنين.
أختي العزيزة هل عندك الاستعداد وصدق العزيمة لتضحي بكل شيء من أجل إرضاء ربك والظفر بزوجك والجنة؟.
راجعي نفسك إلى المساء كما فعلت فاطمة بنت عبد الملك.
أجيبي؟
أم جنة
باكروا بالصدقة
إن الصدقة التي يوصينا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالإكثار فيها هي باب من أبواب الخير، روي عنه صلى الله عليه وسلم أن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله عز وجل حتى تكون مثل أحد..
وعن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي منها؟ قالت ما بقي منها إلا كتفها قال بقيت كلها غير كتفها.
وعنه عليه الصلاة والسلام حين قيل له أفتنا عن الصدقة فقال إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله عز وجل..
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصدقة أفضل.. قال جهد المقل وابدأ بمن تعول.
وجهد المقل يعني القليل من المال وبهذا يكون المتصدق أكثر ثوابًا وأعظم أجرًا إذا كان لا يملك إلا القليل وبالرغم من ذلك تصدق منه ولو بالقليل.
ويقول تعالى: ﴿إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (البقرة: 271).
وروي عنه صلى الله عليه وسلم في آثار الصدقة «باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة» أي عجلوا وبادروا بالصدقة لأنها تدرأ البلاء وتمنعه من النزول.. واعلمي أختي المسلمة أن من آثار الصدقة الاستظلال يوم القيامة وإكرام للمتصدق وتأمينه يوم الفصل الأكبر.
ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم رجل تصدق فلم تعلم شماله ما تنفق يمينه.
فهلموا أخواتي إلى الصدقة فإنها لكن حجاب وحماية من عذاب الله واتقاء ناره. «اتقوا الله ولو بشق تمرة».
أم عبد الرحمن
من رحمته عز وجل..
الإحسان
إن الله عز وجل غني كريم، عزيز رحيم، فهو محسن إلى عبده مع غناه عنه يريد به الخير، ويكشف عنه الضر لا لجلب منفعة إليه من العبد ولا تدفع مضرة بل رحمة منه وإحسانًا.
فهو سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه ليتكثر بهم من قلة ولا ليعتز بهم من ذلة ولا ليرزقوه ولا لينفعوه ولا ليدافعوا عنه، فهو سبحانه وتعالى لا يوالي من يواليه من الذل إنما يوالي أولياءه إحسانًا ورحمة ومحبة لهم.
وأما العباد فإنهم لفقرهم وحاجتهم إنما يحس بعضهم إلى بعض لحاجته إلى ذلك.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل