; الأسرة (607) | مجلة المجتمع

العنوان الأسرة (607)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 08-فبراير-1983

مشاهدات 31

نشر في العدد 607

نشر في الصفحة 44

الثلاثاء 08-فبراير-1983

أحق الناس على الرجل

  • إذا منَّ الله على الفتاة بنعمة الزواج فإنها تنتقل إلى وكر لم تعرفه وإلى زوج لم تألفه لذلك تحس بالغربة بين أهل زوجها إلا أنها تستطيع أن تكسر ذلك الشعور بالاندماج مع أهل زوجها واعتبار أهله أهلها فتوقر أمه وتحترمها وتخفض لها جناح الذل من الرحمة لأنها أحق الناس بحسن صحابته، فالسيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألت الرسول صلى الله عليه وسلم «من أحق الناس على المرأة قال زوجها فقالت ومن أحق الناس على الرجل قال أمه» وقد تتعرض الزوجة إلى إساءة أم الزوج لذلك عليها أن تضع هذه القاعدة «ومن عفى وأصلح فأجره على الله» أمام عينيها فتعفو عند المقدرة وتحتسب الأجر عند الله وتفوض أمرها لله وحده دون غيره في الفصل بينها وبين أم زوجها ولا تذكرها أمام زوجها إلا بالخير ولتتذكر أنها في يوم من الأيام ستكون أمًّا وتحب أن تعاملها زوجة ابنها كما تعامل أم زوجها ولا تنسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم «اعمل كما شئت كما تدين تدان».

أم سليمان

بين آدم ويوسف عليهما السلام

  • قرأت سورة يوسف عليه السلام فتعجبت من مدحه عليه السلام على صبره وشرح قصته للناس ورفع قدره بترك ما ترك فتأملت خبيئة الأمر فإذا هي مخالفة للهوى المكروه فقلت: واعجبًا لو وافق هواه من كان يكون؟

ولما خالفه لقد صار أمرًا عظيمًا تضرب الأمثال بصبره وكل ذلك كان بصبر ساعة فيا له عزًا وفخرًا أن تملك نفسك ساعة الصبر وبالعكس منه حالة آدم عليه السلام في موافقته هواه لقد عادت نقيصة في حقه أبدًا لولا التدارك فتاب عليه فلتنظروا رحمكم الله عاقبة الصبر ونهاية الهوى فالعاقل من خير بين الأمرين فمن عدل ميزانه ولم تمل به كفة الهوى رأى كل الأرباح في الصبر وكل الخسران في موافقة النفس.

وكفى بهذا موعظة في مخالفة الهوى لأهل النُهى.

الحياء من الإيمان

قدمت لزيارة إلى هذا البلد... ووفقت بالتعرف على مجموعة - أحسب أنها طيبة - ولا أزكي على الله أحدًا.. ولكني لاحظت ظاهرة واضحة.. ربما تكون متفشية ... وهي للأسف ظاهرة ليست حميدة... وأرجو من الله -سبحانه- زوالها... 

هذه الظاهرة... أن النساء في هذا البلد... كثيرات التحدث عن أزواجهن... بصورة ملفتة للنظر... حتى أولئك النسوة اللواتي ينظر للإسلام من خلالهن... حتى أني من خلال زيارتين أو ثلاث عرفت أسماء أزواج جميع المتواجدات تقريبًا.. بل وكناهم «جمع كنية».

فلان قال لي، فلان اشترى لي فلان فعل لي أبو فلان كذا... حتى حالات المرح والمزاح ينقلنها.. واحلف بالله – سبحانه-.. أن الأحاديث بعض الأحيان تبلغ الفراش... والتنازع على اللحاف!

ولا شك أن هذه الأمور يجب أن لا تكون مدار الحديث في الزيارات والجلسات العامة...وحتى الخاصة... - إن لم يكن لضرورة – وذلك للأسباب الآتية:

1 - الأمور الخاصة جدًا بين الزوجين يجب أن تصان أيما صيانة... وهذه الأمور الخاصة - أعتقد - أنها تشمل المزاح... وخاصة إن كان في محيط الفراش والحافظات للغيب بما حفظ الله..

والحديث الذي رواه أحمد وأبو داوود... والذي جاء فيه «... إن مثل من فعل ذلك... مثل شيطان وشيطانة.. لقى أحدهما صاحبه... بالسكة فقضى حاجته منها».

 ۲ - الحياء شعبة من شعب الإيمان.. وهذه ناحية أخلاقية. 

3- وناحية أخرى اجتماعية: إن المرء دائمًا ينتقص مما عنده... ويشعر بكمال من عند غيره... فإذا كانت النساء يتحدثن عن أزواجهن بهذه الصورة... وكأنهن في حلبة للمنافسة... لتظهر كل واحدة منهن مدى حبها لزوجها.. أو مدى حب زوجها لها... فلا شك أن كل واحدة تعرف زوجها أكثر مما تعرف غيره.. فإن سمعت محاسن الغير... لا شك ستقارن وبلا شعور بين زوجها وأزواج الأخريات.. وستشعر بالنقص - الذي هو طبيعي في كل إنسان - تستشعره في زوجها.. ولا شك أن الشيطان وهذا مجاله سيجد ثغرة.. ليزرع بذور الشقاق بين الزوجين.. وإن لم تظهر النتيجة اليوم.. أو غدًا... أو بعد غد.. فربما تترسب البذور وتتجمع... وتمضي ضاربة جذورها في أعماق النفس... فيتصدع البناء ويظهر أثر الصدع بعد فترة.

4- ثم.. لا شك أن بين الحضور من لم يقدر لها الله - سبحانه - الزواج بعد... فتستشعر الغربة في مثل هذا الجو... الكل يتنافس في الحديث عن شيء لا تملكه... وقد تستشعر الحرمان... وقد تتحرك في نفسها- ورغمًا عنها - الغريزة الكامنة 

              فرفقا أيتها الحبيبات

وآسف أيضًا: أني كلمت إحداهن عن هذا الموضوع - على انفراد - فاحتجت بما ورد عن زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالأخص السيدة عائشة - رضي الله عنها وعنهن - أنها تحدثت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا وفي دقائق أمور علاقته بها.. ونقل ذلك في أمهات الكتب.. دون أن يعيب عليها أحد...

أختي الحبيبة: حديث زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - عن زوجهن ليس كحديث النسوة عن أزواجهن.. فهو ليس ككل الأزواج ... بل قدوة الأزواج - صلى الله عليه وسلم - فلا يجب... بل يحرم عليهن إخفاء إثارة من علم تعلمنه منه في حياته كلها... كزوج أو كأي صفة أخرى يحملها - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله تعالى عنهن.

فالحياء الحياء.... حبيباتي

آمنة عبد الله

ما رأي المطالبات بالمساواة

  • يقدر أن عدد مدمنات الكحول يساوي عدد المدمنين من الرجال وهذه الحقيقة أثارت دهشة الكثيرين لأن إدمان الكحول يعتبر مرضًا يرتبط بالذكور بوجه عام وتقول إحصائيات المنظمة إن عدد المدمنات يقدر في الولايات المتحدة وحدها بحوالي 5 ملايين امرأة ومع ذلك فليس حجم المشكلة فقط هو الذي يستوجب الاهتمام العاجل ولكن النساء المدمنات لسن بالضبط مثل الرجال المدمنين فعادات الشرب لديهن مختلفة ورد فعل المجتمع نحوهن مختلف كما أن عملية تأهيلهن تتطلب إجراءات مختلفة.

وهنا يثار سؤال ما تأثير الأم المدمنة على أطفالها خصوصًا وإن معظم النساء يشربن في المنزل لأنهن يعملن فيه ويقضين النهار فيه رغم هذه العواقب الخطيرة فإن إدمان النساء في ازدياد فقد ازدادت حالات دخول المستشفى للعلاج من إدمان الكحول في إنجلترا وويلز خلال الفترة ما بین ۱۹۷۰ إلی ۱۹۷۸ بنسبة ٧٧% للرجال و١٣٧% للنساء، وخلال نفس الفترة ارتفعت الوفيات بسبب تليف الكبد بنسبة ٢٧% للرجال و64%للنساء.

هكذا هي المساواة بين الرجل والمرأة وليس لها حد تقف عنده فما رأي المطالبات بالمساواة؟!

إضاعة الوقت

  • رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعًا عجيبًا. إن طال الليل فبحديث لا ينفع أو بقراءة كتاب فيه سمر! وإن طال النهار في النوم وهم في أطراف النهار في الأسواق.

 فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجرى بهم وما بهم خبر بحالها ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود فهم في تعبئة الزاد والتأهب للرحيل إلا أنهم يتفاوتون وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته بما يتفق في بلد الإقامة فالمتيقظون منهم يتطلعون إلى الأخبار بالنافق هناك فيستكثرون منه فيزيد ربحهم.

 والغافلون منهم يحملون ما اتفق وربما خرجوا لا مع خفير فكم ممن قد قطعت عليه الطريق فبقي مفلسًا. فالله الله في مواسم العمر والبدار البدار قبل الفوات واستشهدوا العلم واستدلوا الحكمة ونافسوا الزمان وناقشوا النفوس واستظهروا بالزاد.

لولوه

فلينظر كل منا إلى عيب نفسه

  • قد تصاب نفس المؤمن ببعض الضعف والغفلة لابتعاده عن الله سبحانه وتعالى وانشغاله في الدنيا وملذاتها فيجد الشيطان في ذلك الضعف والغفلة مدخلًا ينفذ منها إلى نفس المؤمن فيشغله في ذكر عيوب الآخرين والنظر إليها وتتبعها فينشغل عن عيب نفسه فتكون النتيجة كما توقعها السري السقطي البغدادي حين قال «ما رأيت شيئًا أحبط للأعمال ولا أفسد للقلوب ولا أسرع في هلاك العبد ولا أدوم للأحزاب ولا أقرب للمقت ولا ألزم لمحبة الرياء والعجب والرئاسة من قلة معرفة العبد لنفسه ونظره في عيوب الناس» لذلك على كل إنسان أن يرفع يديه إلى الله طالبًا منه أن يشغله في النظر إلى عيوبه وإصلاحها وأن يعينه على عدم تتبع عيوب الآخرين وعوراتهم...

مطالبة أزواجه صلى الله عليه وسلم إياه بسعة النفقة والزينة

  • سبحان الله كان من السهل على النبي عليه السلام أن يعيش مع زوجاته عيشة مترفة منعمة ويمتعهن بما أحببن من اللباس والحلى والزينة بما كان له من الحق في خمس الغنيمة وكان باستطاعته إعطاؤهن مؤنة سنة كاملة من التمر والشعير الذي كان يتخذ منه الخبز. وكان ربما يتصدق ببعض ما آتاهن أو به كله إذا وجد من هو أحوج إليه من الفقراء، بل ذبح مرة شاة فتصدق بها كلها فقالت له عائشة: هلا ابقيت لنا قطعة منها نفطر عليها فقال: لو ذكرتيني لفعلت وقد وقع لها بعده مثل ذلك بعينه فقالت لها مولاة لها كما قالت للنبي عليه السلام وأجابتها بما أجابها به فهذه هي التربية المحمدية لأمهات المؤمنين ولو اتبع أهواءهن في الترف والزينة والأمة في طور التأسيس لعد من فضائل الدين - على ذم القرآن للمترفين والمسرفين.

ولقد بشر النبي عليه السلام أصحابه بفتح بلاد الشام والفرس ومصر والاستيلاء على خزائن كسرى وقيصر والسيادة فيها وفي غيرها من الأرض وحذرهم من الإسراف فيما أباح الله لهم في كتابه من الزينة والطيبات وقال: «ما ترکت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء» ومن هذه الفتنة أنهن الداعيات إلى الإسراف في النفقة والزينة. فلما أراد نساؤه ذلك جعل الله تعالى له مخرجًا منه بتخييرهن بين بقائهن على عصمته إيثارًا لخطر الآخرة وبين تمتيعه لهن بما يطلبن مع طلاقه لهن وتسريحهن بإحسان إيثارًا منهن لمتاع الحياة الدنيا وزينتها. فلو أن نساءه عليه السلام غلب عليهن التمتع بالنعمة والزينة والترف لاقتدى بهن جميع النساء من ذلك العهد ولما استطاع الرجال صرفهن عنه ولما قامت للأمة قائمة، فإن الإسراف في الترف والزينة يهلك الأمم الغنية فكيف تقوى به الأمم الفقيرة؟.

أم كيف يمكن أن تؤسس أمة قوية عزيزة مصححة لفساد البشر وظلمهم بتنشئتها على التنافس في الشهوات والزينة؟

إنما أباح الله الزينة والطيبات في حالة السعة والثروة بدون إسراف ولا بطر ولا مخيلة والغرض من كثرة أزواجه أن يكن قدوة للنساء في الفضائل النسائية كما إنه هو القدوة العليا والأسوة الحسنى كلها في معاملة النساء وفي سائر الدهور وملاك ذلك كله إيثار سعادة الآخرة على متاع الدنيا.

أم صهيب

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 287

33

الثلاثاء 17-فبراير-1976

من شذرات القلم (287)

نشر في العدد 1115

46

الثلاثاء 06-سبتمبر-1994

وصايا في بر الوالدين