; الأســــــرة (العدد 453) | مجلة المجتمع

العنوان الأســــــرة (العدد 453)

الكاتب بدرية العزاز

تاريخ النشر الثلاثاء 10-يوليو-1979

مشاهدات 19

نشر في العدد 453

نشر في الصفحة 44

الثلاثاء 10-يوليو-1979

شعارنا:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍأَوْأُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل: 97). «قرأن كريم»

تابع: مسؤولية التربية النفسية:

وبهذه المناسبة نقتطف من سيرة أنباء الصحابة الكرام مواقف بطولية خالدة:

أ- لما خرج المسلمون لغزوة أحد استعرض الرسول صلي الله عليه وسلم الجيش، فرأى فيه صغارًا لم يبلغوا الحلم حشروا أنفسهم مع الرجال ابتغاء الجهاد والشهادة في سبيل الله، فأشفق عليهم الرسول صلي الله عليه وسلم وردهم، وكان من بينهم رافع بن خديج وسمرة بن جندب، ثم أجاز رافعًا لأنه يحسن الرماية، فبكى سمرة وقال لزوج أمه: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم أجاز رافعًا وردني مع أني أصرعه، فبلغ ذلك الرسول صلي الله عليه وسلم فأمرهما بالمصارعة فكان الغالب سمرة فأجازه الرسول صلي الله عليه وسلم.

ب- أخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي: أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أُحد السيف فلم يطق حمله فشدته على ساعده بسير مضفور، انتبه النبي صلي الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذا ابني يقاتل عنك، فقال النبي صلي الله عليه وسلم: «أي بني، احمل ها هنا (أي اهجم) أي بني احمل هاهنا» فأصابته جراحة فصرع فأتى النبي صلي الله عليه وسلم فقال: «أي بني لعلك جزعت» قال الولد: لا يا رسول الله، وبالتالي كان الآباء يربون أبناءهم منذ الصغر على الشجاعة والإقدام، حتى إذا بلغوا سن الحركة والانطلاق مضوا في مواكب التحرير والجهاد، ويوم يمشي الآباء والمربون على هذا المنهج العظيم الذي مشى عليه جدودنا البواسل، يتحول جيل اليوم من القلق إلى الثقة، ومن الخور إلى العزيمة، ومن الخنوع والذلة إلى حقيقة العزة والكرامة.

ويكون متحققًا بقوله تبارك وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (المنافقون: 8).

3- ظاهرة الشعور بالنقص:

هذا الشعور يعتري بعض الأولاد لأسباب خلقية ومرضية، أو عوامل تربوية، أو ظروف اقتصادية، وهي ظاهرة خطرة تؤدي بالولد إلى الانحراف وتحوله إلى الشقاء والإجرام، والعوامل التي تسبب الشعور بالنقص في حياة الوالد هي:

1- التحقير والإهانة.

2- الدلال المفرط.

3- المفاضلة بين الأولاد.

4- العاهات الجسدية.

5- اليتم.

6- الفقر.

وسنتناول كل عامل بشيء من التفصيل:

1- التحقير والإهانة:

هو من أكبر العوامل في ترسيخ الشعور بالنقص لدى الولد، ومن مظاهر هذا التحقير مثلًا: إذا كذب الطفل مرة ناديناه بالكذاب، وإذا احتال على أخته ليأخذ منها شيئًا بيدها ناديناه بالمحتال أو السارق ... إلخ. ونشهد به أمام إخوته وأهله من الذلة الأولى، وكذلك من مظاهر التحقير في بيئتنا مناداة الولد أمام إخوته وأقاربه بألفاظ قبيحة وكلمات نابية، مما يجعله يحس بأنه مهين لا قيمة له ولا اعتبار، ويولد في نفسه العقد والاضطرابات.

 نغمة الإيمان!!

إذا هبت ريح الإيمان اكتسحت رواسب الضلال والجاهلية، وأحلت عبير الحق والعفة والأمانة والمحبة والرحمة والوفاء محلها، فهنيئًا لمن أصابهم جانب من هذه الريح التي تحمل في ثناياها الخير كل الخير بالعودة إلى الله وبالتمسك بكتابه وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم.

ولقد هبت ريح الإيمان في أنحاء البلاد، فترى الشباب المؤمن يعمر مساجد الله ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ﴾ (التوبة: 18).

وترى الفتيات المؤمنات يقاومن بصلابة إيمانهن مغريات الحياة الغربية الماجنة، والتي قد تعترض طريقهن في المنزل والمدرسة والمجتمع عامة، فطوبى لمن أصابت هذه الريح شغاف قلوبهم.

ولقد كشفت هذه الريح عن براعم مؤمنة تتسابق لتنهل من النبع الإلهي، وموردها في ذلك مراكز تحفيظ القرآن الكريم.

وريح الإيمان إذا هبت تفعل الأعاجيب.

وببركة هذه الريح الطيبة التي تحمل برد اليقين وعطر الإيمان تجعل النفوس لا تأبه حر الصيف، فهي تسعى إلى حيث نداء الله متجاهلة أو متلذذة بما تجده من مشقة ذلك؛ لأنها تعيش في رحاب الإيمان ويغمرها برده.

فترى هذه النغمة الإيمانية تعكس السعادة على المؤمن في علاقاته الخاصة والعامة، وفي نفسه وفي بيته وفي مجتمع وأولًا وآخرًا في علاقته مع ربه.

أم عبد الله

إذا استغنى الناس

أختي المسلمة:

إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغني أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا، فافرحي أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعلي أنسك بالله، وإذا تقربوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة، فتقربي أنت إلى الله وتوددي إليه تنالي بذلك غاية العزة والرفعة.

قال بعض الزهاد: ما علمت أن أحدًا سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو إحسان. فقال له رجل: إني أكثر البكاء. فقال: إنك إن تضحك وأنت مقر بخطئك، خير من أن تبلى وأنت مدل بعملك، وإن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه، فقال: أوصني، فقال: دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها، وكن في الدنيا كالنحلة إن أكلت، أكلت طيبًا، وإن أطعمت، أطعمت طيبًا، وإن سقطت على شن لم تكشر ولم تخدشه.

أم عبد الرحمن

دعاء

يا رب لا تدعني أُصاب بالغرور إذا نجحت، ولا باليأس إذا فشلت، بل ذكرني دائمًا بأن الفشل هو التجارب التي تسبق النجاح.

يا رب ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأعداء، ولا أقول الباطل لأكسب الضعفاء.

يا رب إذا أعطيتني نجاحًا لا تفقدني تواضعي، وإذا أعطيتني تواضعًا لا تفقدني اعتزازي بكرامتي.

المواساة وأبعادها

المواساة للمؤمنين أنواع، مواساة بالمال، مواساة بالجاه، مواساة بالبدن والخدمة، مواساة بالنصيحة والإرشاد، مواساة بالدعاء والاستغفار لهم، مواساة بالتوجع لهم، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة كلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة، وكلما قوي قويت، كان الرسول صلي الله عليه وسلم أعظم مواسيًا لأصحابه، وذلك كله من أنواع المواساة.

دخلوا على «بشر الحاني» في يوم شديد البرد وقد تجرد وهو ينتفض، فقالوا: ما هذا يا أبا نصر، فقال: ذكرت الفقراء وبردهم، وليس لي ما أواسيهم به، فأحببت أن أواسيهم في بردهم.

أم عايشة

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الأسرة "98"

نشر في العدد 98

15

الثلاثاء 02-مايو-1972

من شذرات القلم (العدد 358)

نشر في العدد 358

19

الثلاثاء 12-يوليو-1977

استراحة المجتمع (العدد 1102)

نشر في العدد 1102

19

الثلاثاء 07-يونيو-1994