العنوان الأسوة في حياة سعيد الراجي
الكاتب المستشار سالم البهنساوي
تاريخ النشر السبت 19-مارس-2005
مشاهدات 18
نشر في العدد 1643
نشر في الصفحة 39
السبت 19-مارس-2005
أدى الأستاذ سعيد الراجي صلاة العشاء جماعة في مسجد اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، فجر الخميس 15 محرم 1426ه – 25/2/2005م، وبعد الصلاة آثر أن يستمر في استخلاص الوسطية والاعتدال من كتب الإمام ابن تيمية، والإمام العز بن عبد السلام، وفي ذات الليلة رحل عن هذه الدنيا تاركًا ذكرى عطرة، عاصرت منها فترات متتالية منذ عام ١٩٥٥ وحتى وفاته. وألخص للشباب الإسلامي التجارب التي أود أن يتأسى بها من ينتسب إلى العمل الإسلامي والمجتمع المسلم:
1-كان يرفض رفضًا باتا أن يكون مال الزوجة أو راتبها محل طمع من الزوج أو مصدر خلاف بين الزوجين، وقد اختار في ذلك الرأي الذي يرفض إلزام الزوجة بالخدمة المنزلية، مفضلًا الرأي الذي يرفض القول بأن للزوج حقًا في راتب زوجته وفي مالها. وكان يوصي الرجال بأن يكونوا قدوة حسنة في التعامل مع زوجاتهم وألا تكون المادة سببًا للخلافات، ومن كان مقترًا عليه في رزقه فعليه أن يشرك زوجته معه في إدارة الأسرة حتى تتحمل بعض الأعباء عن قناعة ورضا ومن خلال المودة والرحمة.
2-عارض تحمس بعض الشباب لتأويل بعض العبارات بما يرضيهم في كتب الشهيد سيد قطب، مثل جاهلية المجتمع، والمفاصلة الشعورية، أو العزلة الشعورية.
وألح - رحمه الله - على نشر كتابي «معالم في الطريق» مقترنًا بشرح وتوضيح للأقوال والعبارات التي أسرف بعض الشباب في تأويلها بما يباعد بينهم وبين ذويهم.
لهذا نقلت بعض توجيهاته في كتابي هذا والذي اتفقت معه على أن يكون اسمه «أضواء على معالم في الطريق»، وفيه ركزت على ما أوصى به الأستاذ سعيد الراجي، رحمه الله، وهو رفض التعميم لعبارات الشهيد سيد قطب - رحمه الله - ذلك أن كون التلقي في عهد النبي r والتعلم كان للعمل، يرجع إلى أن القرآن نزل منجمًا ملبيًا حاجات المجتمع، ولكن بعد أن أكمل الله الدين بالقرآن والسنة النبوية، لا يجوز أن نعمم كلام سيد قطب - رحمه الله - الذي خص به عصر نزول القرآن لتجعله شاملًا لعصورنا.
3-عندما أصدر الأستاذ محمد قطب كتابه، «واقعنا المعاصر» وكتابه «مفاهيم ينبغي أن تصحح»، ووجد الأستاذ سعيد الراجي رحمه الله، أن فيها فهمًا غير صحيح لموقف الإمام حسن البنا وحركته التي عايشها الأستاذ سعيد، أصر على أن أتناول ذلك في كتاباتي، ولما طلبت منه أن يكتب هو ذلك وخصوصًا أنه صديق للأستاذ محمد قطب، ومن ثم إن يفهم كلامه على غير وجهه الصحيح، أوضح لي أنه لم يسبق أن نشر له شيء في هذه الأمور ومن المصلحة العامة أن يتصدى هذه المفاهيم من له كتابات سابقة، لهذا خصصت الفصلين الخامس والسادس من كتابي «شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر» لهذا الأمر.
4-عندما صدر كتاب «الفريضة الغائبة» الذي تبنته جماعة الجهاد في مصر، وكذا كتابها «حتمية المواجهة المسلحة» رأي الأستاذ سعيد الراجي أن هذه الكتب ستدفع الشباب للتطرف والإرهاب، ومن الخطأ البين ألا تصدر كتب أخرى تبين الخطأ الذي وقع فيه المنادون بالمواجهة المسلحة، فكان رحمه الله عونًا لي على التصدي لهذه الكتب والنشرات قبل أن تعم الفتنة، فكان كتابي سالف الذكر في أول عام ١٩٨٩م، ومنتصف عام 1٤٠٩هـ، ونحمد الله تعالى أن عدل قادة فكر المواجهة المسلحة عن هذا التطرف، وأصدروا أربعة كتب عام ۲۰۰۲م بعنوان «تصحيح المفاهيم» اعترفوا فيها بخطتهم في الماضي.
رحم الله الأستاذ سعيد الراجي وأسبغ نعمه عليه وعلى أرملته وأولاده وأهله وعلينا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل