; الأمير نواف الأحمد.. نصف قرن من العطاء | مجلة المجتمع

العنوان الأمير نواف الأحمد.. نصف قرن من العطاء

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الخميس 01-أكتوبر-2020

مشاهدات 23

نشر في العدد 2148

نشر في الصفحة 12

الخميس 01-أكتوبر-2020

الكويت

الأمير نواف الأحمد.. نصف قرن من العطاء

سُمُوّه أحد المساهمين في بناء الكويت الحديثة وإرساء دعائمها وتحقيق نهضتها
بصمات سموه أهلته لأن يكون مسؤولاً ناجحاً وقائداً بارزاً
جنّد كل الطاقات العسكرية والمدنية لتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي
أسهم في دعم وبناء التكامل الأمني بدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية
كان خير العضيد والمساند للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في جهود المصالحة الخليجية
سموه يحرص على تعزيز الفضائل والقيم والإيمان بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت جميعاً

أدى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، اليمين الدستورية أميراً لدولة الكويت، خلفاً للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، الذي وافته المنية، يوم الثلاثاء 29 سبتمبر الماضي، في الولايات المتحدة.
المولد والنشأة: 
ولد سمو الشيخ نواف الأحمد في مدينة الكويت بفريج الشيوخ، في 25 يونيو 1937م، وهو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر المغفور له بإذن الله الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح الذي حكم الكويت في الفترة من عام 1921 وحتى عام 1950م.
نشأ في قصر دسمان، بيت الحكم أثناء إمارة والده أحمد الجابر، وتلقَّى تعليمه في الكويت، ضمن مدارسها النظامية، ومن بينها المدرسة المباركية. 
تدرج على مدى 6 عقود في مناصب عدة بالدولة، ترك فيها بصمات واضحة، وهو من المسؤولين الذين حظوا بإجماع شعبي كونه يتمتع بصفات إنسانية غلب عليها التواضع، إلى جانب ما عهد فيه من صلاح وجدارة.
يتمتع سمو الشيخ نواف الأحمد، الذي أصبح الأمير الـ16 للكويت، بمسيرة حافلة بالعطاء، تدرج فيها سلم المسؤولية، شاغلاً خلالها العديد من المناصب المهمة. 
وكانت بصمات سمو الشيخ نواف الأحمد واضحة في وزارات الدفاع والداخلية والشؤون والحرس الوطني وإنجازاته الكثيرة، أهَّلته لأن يكون مسؤولاً ناجحاً وقائداً بارزاً.
واختير سمو الشيخ نواف الأحمد ولياً للعهد عام 2006م، بإجماع من أفراد الأسرة الحاكمة؛ نظراً لما يتمتع به من شعبية واسعة في الأسرة ولدى مختلف فئات المجتمع، حيث عُرف بحسمه وتواضعه وحبه للعمل والإخلاص فيه بعيداً عن الأضواء.
ويعتبر سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد أحد مؤسسي الكويت الحديثة الذين ساهموا في إرساء دعائم الدولة وشاركوا في عمليات النهضة والبناء التي شهدتها البلاد عقب الاستقلال.
فالتاريخ السياسي والعملي لسموه والممتد لأكثر من نصف قرن من الزمن شاهد حي على جهوده الواضحة لجعل مكانة الكويت بين الدول المتقدمة والمتطورة، وأضحى عطاؤه وخبرته في المجالات التي تولى قيادتها محل احترام وتقدير من الجميع.
الحياة المهنية:
فمنذ استقلال البلاد مطلع الستينيات، كان لسموه بصمة في العمل السياسي، ففي 12 فبراير 1962م عيَّنه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، يرحمه الله، محافظاً لحولي، وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس 1978م، عندما عُين وزيراً للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، يرحمه الله، ثم اختير وزيراً للدفاع في 26 يناير 1988م، حيث عمل سموه على تحديث وتطوير المنظومة الدفاعية من خلال حرصة على إيفاد أبنائه العسكريين الكويتيين إلى الدول الصناعية العسكرية للتدريب على قيادة الطائرات العسكرية واستعمال كافة أنواع الأسلحة والمدرعات.
وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي عام 1991م، تولى سموه حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، في 2 أبريل 1991م، حيث قال حينها: «أنا جندي أقبل العمل في أي مكان يضعني فيه سمو أمير البلاد».
وفي 16 أكتوبر 1994م، تولى سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني؛ فترك بصمته المميزة على هذا المرفق الأمني الحيوي، حيث عمل على تطوير المنظومة العسكرية للحرس وجعله الذراع اليمنى للقوات المسلحة.
واستمر سموه في هذا المنصب حتى 13 يوليو 2003م، عندما تولى وزارة الداخلية، ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر من العام نفسه بتعيين سموه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه ولياً للعهد في عام 2006م.
إنجازات بارزة:
ولسموه إنجازات بارزة قبل توليه ولاية العهد، منها تحويل منطقة حولي التي كانت عبارة عن قرية إلى مركز حضاري وسكني يعج بالنشاط التجاري والاقتصادي، وأصبح العمران الحديث ينمو في أرجائها وبقية مناطق المحافظة.
وحين أسندت إلى سموه حقيبة وزارة الداخلية كان الهاجس الرئيس له هو حفظ الأمن والاستقرار للوطن والمواطنين، وحرص على مجاراة العصر ومواكبة التقدم العالمي في مجال الأمن؛ إذ عمل على تطوير وتحديث كافة القطاعات الأمنية والشرطية، وتوفير الإمكانات المادية للنهوض بالمستوى الأمني، وإدخال الأجهزة الأمنية الحديثة، ورسم إستراتيجية منظومة أمنية متكاملة لمكافحة الجريمة وضرب أوكارها في مختلف مناطق وحدود الكويت.
وحرص سموه على الاستفادة من الثورة المعلوماتية في العالم من خلال توظيف تطبيقاتها التكنولوجية المتقدمة في عمل الأجهزة الأمنية المختلفة، مثلما فعل بكل الوزارات التي تولى مسؤوليتها.
كما وضع سموه إستراتيجية أمنية دقيقة لمنظومة شاملة تحمي الحدود براً وبحراً، إذ ترصد المنظومة الإدارية كل شبر من أرض الوطن، فيما تغطي القواعد البحرية المياه الإقليمية والجزر، أما المراكز الحدودية فتغلق الطرق أمام المتسللين وضبط كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلاد.
وخلال توليه وزارة الدفاع حقق سموه نقلة نوعية فيها، من خلال تطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وتم تحديث وتطوير معسكرات الوزارة ومدها بكل الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية.
وترك سموه بصمات إنسانية واضحة حين تولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية؛ إذ سارع إلى اتخاذ قرارات إنسانية لرعاية الأرامل والأيتام والمسنين، كما برهنت أعماله على أنه خير نصير للطفل والمرأة والأرملة والمسن والعامل.
وعندما تعرضت البلاد إلى محنة الغزو عام 1990م، ساهم سمو الشيخ نواف الأحمد في القرارات الحاسمة لمواجهة الاحتلال، وجنَّد كل الطاقات العسكرية والمدنية من أجل تحرير دولة الكويت، وأدى دوراً في قيادة المقاومة وتأمين وصول الشرعية للمملكة العربية السعودية الشقيقة إلى جانب قيادته للجيش.
وحققت الرؤية الأمنية الثاقبة لسموه ثمارها وخصوصاً في التعامل مع الحوادث الإرهابية في البلاد، كالتي حدثت في يناير 2005م، حيث قاد سموه بنفسه المواجهة ضد الإرهابيين، وكان موجوداً في مواقع تلك الأحداث لاستئصال آفة الإرهاب في البلاد من جذورها.
وعلى الصعيد الإقليمي، أولى سموه أهمية كبرى لأمن دول الخليج العربي، فمن خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الداخلية للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تم تحقيق قدر كبير من التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن في الدول الشقيقة؛ بهدف مجابهة المخاطر التي تهدد المنطقة ودولها وعلى رأسها الإرهاب.
وأكد سموه أن الأمن العربي وحدة واحدة وكل لا يتجزأ، وانطلاقاً من هذه الرؤية الإستراتيجية، كانت مشاركات سموه في اجتماعات وزراء الداخلية العرب التي أسفرت عن إجماع عربي على محاربة الإرهاب، ودعم جهود العمل الأمني المشترك، وأهمية تبني الحلول العلمية الشاملة لمواجهة مخاطر الإرهاب والمخدرات وغسيل الأموال والفساد وسائر القضايا الأمنية الأخرى.
وكان سموه خير العضيد والمساند لأخيه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، في جهود المصالحة الخليجية وجهود المصالحة اليمنية.
ويرى سموه أن القوة والمنصب يجب أن يسخرا لنصرة الضعيف والمظلوم، وأن الناس سواسية تحت القانون، وأن البلد مسؤولية الجميع، ويحرص سموه على تعزيز الفضائل والقيم والإيمان بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت جميعاً إيماناً بأن قوة الكويت في وحدة أبنائها، وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم وإخلاصهم في العمل.

الرابط المختصر :