; الافتتاحية:.. استنكار واسع النطاق ضد الاختلاط | مجلة المجتمع

العنوان الافتتاحية:.. استنكار واسع النطاق ضد الاختلاط

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الاثنين 24-سبتمبر-1973

مشاهدات 20

نشر في العدد 169

نشر في الصفحة 4

الاثنين 24-سبتمبر-1973

«المجتمع»

الافتتاحية:

- استنكار واسع النطاق ضد الاختلاط.

- النواب يحتجون، ويطالبون بإيقاف المحاولة.

- ألوف المواطنين من مختلف المناطق -يرفعون عرائض الاستنكار.

- الطلبة، والمساجد، وجمعية الإصلاح يعارضون تطبيق الاختلاط واتصالات على مستوى عالٍ مع المسؤولين.

ومن خلال الضباب الذي يحاول إطالة فترة الظلام من خلاله يلتمع ضياء الفجر دومًا، ويقترب الصباح. بلى. 

والأزمات أو المواقف الصعبة ليست كلها شر، إن الخير قد يأتي في ثناياها، ولقد أتى الخير فعلاً في أزمة الاختلاط الراهنة التي دفعت الأمة دفعًا لمواجهتها؛ الخير هنا المكسب الإيجابي، هنا هو: يقظة الأمة، وتوثُّب روحها، وتوقُّد عقيدتها وحياة ضميرها، وبروز أصالتها منأعماقها الدفينة.

 اللهم لك الحمد، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.

فما أن عرفت الأمة بمحاولات تجاوزها وتخطّي وعيها وموقفها بتطبيق الاختلاط في كلية التجارة والاقتصاد حتى توهَّجت بالغيرة كقطعة من النور تنسخ بقايا الظلام،

تبارك الله أحسن الخالقين، إن الإيمان شيء عظيم؛ إنه أعظم من البترول، ومن المال ومن كل شيء؛ إنه الرصيد المخزون في صدر هذه الأمة وروحها، وهو رصيد لا ينفذ ولا يغيض.

بلى، وهذا الرصيد، هذا الإيمان الحي هو الذي حفظ الأمة بالأمس وفي أحلك الظروف وأشدها قسوة ومرارة وهو الذي سيحفظها اليوم وغدًا.

الأمة كلها، مدنها، وقراها اهتزت بأنباء تطبيق الاختلاط في كلية التجارة والاقتصاد.

في هذا الموقف على الحكومة أن تَخِرَّ ساجدة تشكر ربها إذ جعلها على رأس شعب أصيل هذه روحه، وهذه أخلاقه، وهذه غيرته، وهذه إیجابیته، وتجاوبًا مع الأمة كانت هذه الافتتاحية أقرب إلى التقرير الإخباري منها إلى التعليق.

• على مستوى نواب الأمة:

على عَجَلٍ تَجَمَّع عدد من النواب وتدارسوا الموقف، وأبرقوا إلى سمو نائب الأمير وولي العهد -نص البرقية في الصفحات الداخلية- يناشدونه فيها التدخل لإيقاف محاولات تطبيق الاختلاط في كلية التجارة والاقتصاد، من جانب آخر أجرى بعض النواب اتصالاً شخصيًّا بالشيخ «سعد العبد اللـــــه» رئيس الوزراء بالنيابة ووزير الداخلية والدفاع، ولا يزال نواب مجلس الأمة يواصلون اتصالاتهم ببعضهم، وبالمسؤولين؛ ابتغاء تطويق الأزمة، وإيقاف المحاولة المستنكَرَة.

على مستوى الطلبة:

 أصدر الطلبة الجامعيون المعارضون للاختلاط بيانًا استنكروا فيه تطبيق الاختلاط في كلية التجارة والاقتصاد وأعلنوا رأيهم القاطع في رفض الاختلاط، وطالبوا الحكومة بالتدخل والالتزام بتعاليم الإسلام، وقرار مجلس الأمة - نص البيان في الصفحات الداخلية - وفي محيط الطالبات رفضت أعداد من الطالبات الدخول إلى كافتيريا الكلية، وإلى أي مكان خططته الكلية لكي ينحشر فيه الشباب مع الفتيات، ولقد فعلن ذلك حفاظًا على حيائهن وقِيَمِهن واحتجاجًا على تطبيق الاختلاط.

على مستوى المساجد:

 ندَّد خُطَباء المساجد في الجُمعَتين الماضيتين بمحاولات فرض الاختلاط على كلية التجارة، والجامعة من بَعْد، وحثُّوا الحكومة على تقوى الله في الشباب من الجنسين، والعمل على بناء جيل قوي في أخلاقه، بعيد عن دواعي السقوط والانحلال.

• على مستوى الهيئات الشعبية:

أصدرت جمعية الإصلاح الاجتماعي بيانًا ناشدت فيه أولياء أمور الطالبات القيام بدور فعَّال لحماية أعراضهن ودفع الأذى الاجتماعي عنهن بالوقوف في وجه محاولات الاختلاط في كلية التجارة والاقتصاد، وأجرى بعض المسؤولين في الجمعية اتصالات شخصية ببعض المسؤولين في الحكومة من أجل إيقاف المحاولة المنكرة، من جهة أخرى أبرقت الجمعية لسمو نائب الأمير، ولرئيس الوزراء بالإنابة، ولرئيس مجلس الأمة؛ تناشدهم جميعًا اتخاذ موقف حازم يمنع الاختلاط تمامًا من الجامعة ويطمئن الناس على شبابهم وشاباتهم في الجامعة.

على المستوى الشعبي العام: 

 ★ أصدر الشباب المسلم بيانًا يستنكر فيه حملة التدمير الاجتماعي التي تحاول أن تنطلق من كلية التجارة والاقتصاد، وطالب بيان الشباب المسلم بحماية أخلاق الأجيال من هذا الخطر.

★ وقَّعت مختلف مناطق الكويت على عرائض تُعلن استنكار أهالي هذه المناطق لمحاولات فرض الاختلاط على طلبة كلية التجارة والاقتصاد، وتطالب الحكومة بمنع الاختلاط اليوم وغدًا من جامعة الكويت.

 ولقد بلغ مجموع التوقيعات قريبًا من عشرة آلاف توقيع «راجع الصفحات الداخلية»

• قامت وفود - تمثِّل عشرات الألوف من المواطنين بزيارة لجمعية الإصلاح الاجتماعي وكانت هذه الوفود قد بعثت ببرقية مشتركة إلى سمو نائب الأمير و لنائب رئيس الوزراء بالإنابة ولرئيس مجلس الأمة؛ تناشدهم إيقاف محاولات الاختلاط في جامعة الكويت «نص البرقية في الصفحات الداخلية»

وهذه هي أسماء الوفود.. والمناطق التي يمثلونها:

• عن منطقة خيطان

- ناصر عبد الله الجبري

- نايف عبد الله المتنقم

- سعود سعد المذن

- محمد مصلح المورجي

- علي عبد البادي بن قاصر

• عن منطقة العباسية

- عبد الله المطلق المسلم

- خلف بن مهمل

• عن منطقة جليب الشيوخ

- فلاح فارس البصمان

• عن منطقة الفروانية

- محمد حبيب المناور

- جاسم حمود ثنيان الردعان

• عن منطقة العمرية

- راشد مطلق راشد

وما فتئت الأمة تعلن استنكارها لهذه المحاولة الغازية وتطالب المسؤولين باتخاذ موقف حازم، وفي ضوء الموقف كله تَبرُز جملة حقائق من الخير إدراكها:

• حقيقة أن هذا الإيمان الشعبي الراسخ هو الذي يضمن استقرار هذا البلد وهو الذي وقف ويقف بصلابة في وجه التيارات الهدَّامة التي خرَّبت بلادًا عربية كثيرة.

• أن الإسلام هو الجدار القوي الذي صد حملات الاستعمار وحملات الشيوعية معًا

وفي هذه الظروف وامتنا محتلة في بعض أجزائها ومهدَّدة في أجزائها الأخرى بالاحتلال - مناطق البترول بالذات - هل من العقل والمصلحة الاستخفاف بالقيم التي حفظت كِيان الأمة، والتي هي وحدها القادرة على الوقوف في وجه الطامعين؟

إن الذين يفتحون أبواب الكويت للغزو الاجتماعي -الاختلاط وغيره- يجرون الشعب -وحكومته معه- إلى مهاوي الضعف والاستسلام والخنوع، فماذا يبقى للأمة بعد أن يجرِّدوها من أمضى أسلحتها؟

إن الاستخفاف بالتيار الشعبي الغالب الرافض للاختلاط تمهيد للاستخفاف بالكويت کله.

 • وحقيقة أن تطبيق الاختلاط إنما هو خطوة في طريق طويل ينقض عُرى الإسلام عروة، عروة.

اليوم تطبيق الاختلاط وغدًا إباحة الخمر، وبعد غد إباحة الدعارة، هذا هو مُخَطَّط الذين يُصِرُّون على تطبيق الاختلاط هذه الأيام. 

لم نسمع أن أمة من الأمم اجتمعت في مؤتمر عام وقررت اقتراف الانحرافات واحدًا بعد الآخر، إن الأمم الهالكة بدأت المشي في طريق الانحراف بخطوة واحدة، ثم انساقت - مع مرور الأيام واستمراء المعاصي - إلى الهاوية.

ومن أجل ألا يحدث ذلك من أجل قيم الإسلام ومن أجل مصلحة الكويت ورحمة بهذا الجيل والأجيال القادمة ينتظر المخلصون في هذا البلد خطوة حازمة من الحكومة؛ توقف محاولات الاختلاط في الجامعة، وتُلَبِّي رغبة الأمة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أن اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ، وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أن اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. (سورة الأنفال: 24 – 25). 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

لا تطفئوا مصابيحنا

نشر في العدد 87

13

الثلاثاء 15-فبراير-1972

بريد القراء (109)

نشر في العدد 109

37

الثلاثاء 18-يوليو-1972