; حتى تفوز الكويت | مجلة المجتمع

العنوان حتى تفوز الكويت

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الأحد 31-مايو-1992

مشاهدات 697

نشر في العدد 1003

نشر في الصفحة 5

الأحد 31-مايو-1992

قبل أيام انتهت الجولة الساخنة لانتخابات غرفة تجارة وصناعة الكويت، وقد حازت هذه الانتخابات على الاهتمام الإعلامي والشعبي لعدة أيام وشغلت الناس بما تخللها من منافسة وصراع لم يخل من التوتر، واستقطبت إليها فئات وقوى سياسية واجتماعية سعى كل منها لدعم أحد أطراف المنافسة؛ الأمر الذي جعل العديدين يرون في هذه الانتخابات صورة مصغرة للانتخابات الكبيرة القادمة عندما يتقدم الكويتيون لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة الجديد.

ونحن في «المجتمع» لم نشأ الخوض في تلك الانتخابات قبل إعلان نتائجها وإن كنا نجد في انتخابات الغرفة حدثًا هامًّا فيما يتصل بشريحة كبيرة من القطاع الخاص وبتطوير اقتصاده وما ستسفر عنه من مجلس إدارة جديد لغرفة التجارة التي تمثل في النهاية قطاعًا مهمًّا من المواطنين الكويتيين.

غير أن الجو الذي جرت فيه الانتخابات وطبيعة القوى التي دخلت في تطوراتها يدفعنا لقول كلمة نصح وتوجيه هدفها الخير والمصلحة للكويت ولشعبها الكريم.

فلا يخفى على أحد أن انتخابات الغرفة لم تخل من حالات التوتر والتشنج من قبل البعض؛ الأمر الذي اتخذ شكل المواجهة اللفظية حينًا والمساجلة الصحفية الإعلامية حينًا آخر بما خرج بالأمر عن نطاق التنافس الأخوي الودي الذي نتمنى دائمًا أن يسود بين أهل الكويت مهما طغي الحماس واحتدم الاختلاف.

ولقد نظر المواطنون ونظرت الصحافة المحلية والخارجية إلى الجولة الأخيرة على أنها صورة مصغرة للانتخابات الكبيرة المرتقبة مع كل ما ينبغي أن تحمله من عناصر التنافس الشريف وضبط النفس والقفز عن المهاترات وتقديم مصلحة الوطن عن أية حسابات فئوية أو شخصية.

 لقد نظروا إليها على أنها النموذج في العمل النقابي الراقي الذي يفترض خوض المنافسة الانتخابية على أساس برامج الأعمال المعلنة والخطط البناء وعلى أساس الاتصال بالناخبين وعقد الحوارات والندوات معهم وقبول الانتقادات والملاحظات ووضعها بالاعتبار في خطط العمل الجديدة...

وهي الانتخابات التي كان يأمل المواطنون أن تتم بالقوى الذاتية الداخلة في المنافسة الانتخابية وألا تتدخل أي أطراف فيها محاولة التأثير على مسيرتها ونتائجها وألا يحظى فيها طرف من طرف بالاهتمام والتأييد من قبل الأجهزة الرسمية.

 ولقد لاحظنا ولاحظ الكثيرون أن انتخابات غرفة التجارة- مع تقديرنا لكل الإخوة الذين شاركوا في فعالياتها- لم تنجح في تقديم هذا النموذج المطلوب والمأمول لانتخابات أكتوبر المقبل المصيرية وهو الحفاظ والحرص على روح الأسرة الواحدة.

وفي الوقت الذي نتقدم فيه بالتهنئة للسادة الذين حالفهم الحظ في النجاح في انتخابات الغرفة، ونتمنى فيه أن تتاح لبقية المرشحين فرص أخرى للمشاركة والعطاء فإن لنا كلمة لابد في الختام من توجيهها لمجلس الإدارة الجديد للغرفة.

 فبالرغم من الجهود الطيبة التي بذلها القائمون على الغرفة في السنوات التي مضت إلا أنه من المؤكد أن دور غرفة التجارة بحاجة إلى كثير من التطوير والتحسين لاسيما في الظروف الراهنة التي تعيشها الكويت.

 نتمنى من الغرفة اهتمامًا أكبر في المسائل الاقتصادية التي تهم القطاع الأكبر من المواطنين، ولا شك أن قائمة طويلة من هذه القضايا تنتظر الإخوة في مجلس الإدارة الجديد فهنالك مسألة إعادة إعمار القطاع التجاري وتعويضه عما أصابه من أضرار وخسائر الغزو الآثم، ومشكلة القطاع الصناعي في الكويت والذي عانى من مشاكل عديدة قبل أن يدمر بفعل الاحتلال. 

كما ينتظر الغرفة أيضًا التفكير الجدي في إدخال الصناعات المهمة للبلاد بالتعاون بين القطاعين: العام، والخاص.

 وينتظر الغرفة التعاون الاقتصادي بين دول مجلس التعاون وتهيئة الأجواء لتكامل صناعي يوزع على دول تلك المنطقة فيختص كل منها بصناعة معينة وينسق بين الإنتاج والاستيراد والتصدير.

 وعلى الغرفة كذلك أن تقدم اقتراحات للحكومة بإنشاء الصناعات الضخمة في البلاد للمنتجات النفطية وغيرها والعمل على تصدير ذلك للأسواق العالمية كما هي الحالة في تصدير النفط الخام وعلينا أن نصدر النفط الخام ومشتقاته لا أن نصدر النفط الخام ونستورد مشتقاته. 

وهناك قضايا تتعلق بطلب أعمال غرفة التجارة مثل تحسين علاقة الجهات الحكومية المختصة بالتاجر الكويتي وتسهيل معاملاته، ومعالجة مشاكل القطاع الخاص في الكويت وتدعيم خطط الدولة لخصوصية هذا القطاع وتطويره لاسيما في ظل الخطط المطروحة لتحويل مؤسسات عامة إلى هذا القطاع. 

وهناك المسألة الجوهرية في السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية فيما يتعلق بتوزيع الثروة للحفاظ على المال العام. 

وهناك الآفة الكبرى في اقتصادنا المحلي والمتمثل بالربا والمحرم الذي بنيت عليه مؤسسات وبنوك تحوز نسبة متزايدة من فرص الاستثمار المحلية، وتلطخ أموال الناس بالربا الذي يحقق غضب الله ويعدم البركة ويجلب الكوارث.

هذه كلها أمور تنتظر الإخوة في مجلس الإدارة الجديد، فبأخذها مأخذ الجد والسعي لمواجهتها، ووضعها الموضع الصواب تفوز الكويت- إن شاء الله.

الرابط المختصر :