; البروفسير غلام أعظم أحد المنكوبين السياسيين | مجلة المجتمع

العنوان البروفسير غلام أعظم أحد المنكوبين السياسيين

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

مشاهدات 13

نشر في العدد 588

نشر في الصفحة 37

الثلاثاء 21-سبتمبر-1982

إن البروفيسر غلام أعظم مواطن بنغلاديشي بالميلاد، هو رجل فاضل معروف وقائد عظيم للحركة الإسلامية وكان أميرًا للجماعة الإسلامية في باكستان الشرقية آنذاك «بنغلاديش حاليًّا» حتى عام ١٩٧١م.

وفي عام ١٩٧١ حينما أنعش الشيخ مجيب الرحمن الحركة الانفصالية لاستقلال بنغلاديش عارضت جميع المنظمات الإسلامية هذا القرار بما فيها الجماعة الإسلامية، حيث إن هذه الحركة كانت من حياكة الهند وهي التي كانت تدبرها وتدير اللعبة من ورائها.

وحدث أن البروفيسر غلام أعظم كان يتواجد في باكستان الغربية آنذاك في الوقت الذي تم فيه استسلام القوات الباكستانية «المحاربة في باكستان الشرقية آنذاك». وأعقبت نشأة بنغلاديش استشهاد الآلاف من علماء الإسلام واعتقال الآخرين ممن لا يحصى عددهم من القادة وعموم العاملين في حقل الدعوة الإسلامية، وبما أن حكومة مجيب الرحمن كانت غير قادرة على اعتقال البروفيسر غلام أعظم أعلنت عدم استحقاقه للجنسية البنغلاديشية ونسخت مواطنته، وذلك في شهر أبريل عام ١٩٧٢م. وبعد اغتيال مجيب الرحمن عام ١٩٧٥م نشأت حركة قوية في بنغلاديش بإلغاء هذا القرار الجائر الذي استوجب الحرمان لعدد من قادة الأحزاب السياسية المختلفة من حقهم الفطري الميلادي وذلك حق المواطنة.

وفي يناير عام ١٩٧٦م أعلنت الحكومة البنغلاديشية من خلال نشرة صحافية أصدرتها أنها اتخذت قرارًا لدراسة موضوع إعادة المواطنة لهؤلاء المشردين الذين يرغبون في إقرار مواطنتهم يمكنهم أن يراجعوا وكيل وزارة الداخلية ويتقدموا إليه بالطلب حول هذا الصدد، وبموجب هذا الإعلان فإن البروفيسر غلام أعظم الذي كان يستقر في لندن في ذلك الوقت تقدم بطلب إلى الحكومة البنغلاديشية لإقرار مواطنته في مايو عام ١٩٧٦م. دون أن يبلغه ثمة رد من الحكومة حول هذا الموضوع، فأعاد نفس الطلب إليها في عام ١٩٧٧م ثم في عام ۱۹۷۸م إلا إنه قوبل بالرفض من المسئولين في كلتا المرتين.

وأخيرًا وبعد محاولات متتابعة منذ أربع سنوات فإنه استطاع الحصول على إذن دخول بالسماح له بالعودة إلى بنغلاديش في يوليو عام ۱۹۷۸م، وذلك على أساس طلب تقدمت به أمه المريضة إلى الحكومة.

وإبان استقراره في دكا بعد العودة فإنه تقدم بطلب إلى رئيس الدولة في نوفمبر عام ١٩٧٨م يطالب فيه إقرار مواطنته، وبطلب آخر لتمديد تأشيرته للإقامة حتى يتم إقرار مواطنته، فلم يلقَ طلبه هذا قبولًا وُمنح تجديدًا للتأشيرة التي عملها مدة شهر آخر مرفقًا به أمر حکومي نهائي يطالبه بمغادرة بنغلاديش خلال العاشر من شهر ديسمبر عام ١٩٧٨م.

إلا أن البروفيسر غلام أعظم رفض مغادرة البلاد في هذه المرة، وكانت الأوضاع السياسية في البلاد قد تغيرت إلى حد لم يكن يجيز للحكومة أن تتدخل في الموضوع وتكرهه على مغادرة البلاد بفرض القوة، بل لقد وعده رئيس الدولة ووزير الداخلية بصورة شفوية وإن لم يتخذ الصورة الرسمية لإقرار مواطنته عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية التي عقدت في فبراير ١٩٧٩م. وبالإضافة إلى هذا فإنهم قد أعطوه إجازة شفوية للإقامة، ومن ثم فإنه يواصل إقامته في بنغلاديش دون أن يصدر له أي تصريح أو تأشيرة رسمية للإقامة، وأيضًا فإن قضيته هذه عرضت على البرلمان القومي للمناقشة وقد اعترف فيه وزير الداخلية عبر بیان وجهه للبرلمان بأن قضية مواطنة البروفيسر غلام أعظم لدى الحكومة لدرسها.

وقد أبلغه وزير الداخلية مرة في شهر مارس عام ۱۹۷۸م أن الوزارة قد أكملت جميع الإجراءات حول قضية مواطنته ورفعت ملفه إلى رئيس الدولة لتوقيعه، لكن الرئيس ضياء الرحمن كان يتجاهل هذه القضية منذ سنتين حتى اغتياله في مايو ۱۹۸۱م. 

وبعد مقتل ضياء الرحمن كان الرئيس بالنيابة السيد عبد الستار، فوعده بتسوية وضعه ولكنه سار بنفس المنهج الذي سار عليه سالفه.

والآن فإن البلاد في أيدي سلطات عسكرية وقد فرض الحظر على جميع النشاطات السياسية، والجنرال حسين محمد إرشاد متربع في قمة الأجهزة الإدارية للبلاد ولم يفعل شيئًا حتى الآن في هذا الصدد، رغم أن جهات ذات مسئولية قامت بتوضيح الأمر أمامه عدة مرات، بل إن الموقف يوحى بأنه ربما لا ينوي إقامة العدل في قضية البروفيسر غلام أعظم.

إن قضية مواطنة البروفيسر غلام أعظم قضية خطيرة ذات أهمة بالغة، ونظرًا لخطورتها وبما أن الرأي العام قد استقام في صالح البروفيسر غلام أعظم بشكل بيانات عبر الصحافة من جميع فئات المواطنين، بما فيهم المحامون والصحافيون والعلماء والقادة السياسيون وأساتذة الجامعات والمدرسون والتجار وغيرهم، وبما أن هذه التحركات الشعبية واسعة النطاق قد عمت البلاد كلها ومن ضمنها المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية والإعلانات والكتابات الحائطية، فإن الحكومة لا تجترئ على أن تعترض على إقامته في بنغلاديش.

و يواصل البروفيسر غلام أعظم إقامته في بنغلاديش هكذا دون أية تأشيرة أو تصريح رسمي له بالإقامة، أو كونه شخصًا معترفًا بحق مواطنته في البلاد؛ ومن ثم فإن هذه القضية نعرضها على الرأي العام الإسلامي ليقول فيها كلمته.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مسلمون حول العالم (101)

نشر في 101

15

الثلاثاء 23-مايو-1972

العالم الإسلامي (181)

نشر في العدد 181

17

الثلاثاء 25-ديسمبر-1973