; التعاون الأمني ومصلحة الشعوب في منطقة الخليج العربي.. | مجلة المجتمع

العنوان التعاون الأمني ومصلحة الشعوب في منطقة الخليج العربي..

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 23-أغسطس-1977

مشاهدات 11

نشر في العدد 364

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 23-أغسطس-1977

أعلن «جامشيد اموزيجار» رئيس وزراء إيران أن بلاده ترى أنه من الضروري أن تتعاون جميع دول المنطقة من أجل ضمان الاستقرار والسلام والرخاء والأمن. كما نسبت الأنباء الصحفية إلى مصادر مطلعة قولها إن وزراء خارجية الدول الخليجية سوف يبحثون قضايا أمن المنطقة في الشهر القادم أثناء حضورهم دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في «نيويورك».

ويأتي تحريك قضية الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي بعد مضي تسعة أشهر على فشل «مؤتمر مسقط» وذلك بسبب تضارب وجهات النظر حول عقد اتفاقات أمنية ثنائية أو معاهدة إقليمية جماعية.

ولم تخل الفترة الماضية من مساع وتصريحات حول قضية الأمن في المنطقة.

  • فكانت الزيارات الأمنية المتبادلة.
  • والتصريحات الرسمية المتعددة.

إلا أن أهم التطورات المتعلقة بهذه القضية:

  • بوادر الفتور في العلاقات الأمريكية الإيرانية وذلك بسبب صفقات الأسلحة والمفاعلات النووية وتوثق العلاقات السوفيتية الإيرانية.
  • تجدد المباحثات الكويتية العراقية بشأن ترسيم الحدود بين البلدين وقضية الجزر الكويتية- «نوروبة وبوبيان».
  • تفجر الأوضاع في منطقة البحر الأحمر ومحاولات عقد معاهدة الحفاظ على أمن تلك المنطقة.
  • إنهاء الثورة في «ظفار واتجاه نحو المصالحة العدنية- المسقطية عبر الرياض».
  • توقع عودة فعالية القاعدة الأمريكية في جزيرة «مصيرة».
  • تغيير الأوضاع في الدول المحيطة بإيران..
  • سقوط «أنديرا غاندي»
  • عزل «بوتو»
  • الخلاف التركي الأمريكي
  • ارتباك الأوضاع الاقتصادية في المنطقة وتراجع دور النفط.

فهل دفعت هذه التطورات قضية «التعاون الأمني» في المنطقة إلى الأمام؟

  • إن معالم «التعاون الأمني» يجب ألا تعتمد على المتغيرات السياسية والاقتصادية وألا تسير طبقًا لرياح الصراع أو الاتفاق الدولي.

ويجب أيضًا ألا تنطلق من الحرص على مستقبل.. الأنظمة فحسب.

  • إن «التعاون الأمني»- عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا- يجب أن يتم من أجل مصلحة الشعوب أولًا وأخيرًا.
  • ومصلحة الشعوب تبينها الحقائق التالية...

أولًا: إن المنطقة تنتمي إلى الإسلام.. عقيدة وفكرًا وثقافة ولغة، وهذا الانتماء يتطلب الارتباط القوي بتعاليم الإسلام، والالتحام المتزايد حول القضايا الإسلامية.. على أسس إسلامية.

ووظيفة «التعاون الأمني» يجب أن تكون

  • توجيه الشعوب وفق منطلقاتها العقائدية 
  • وإخضاع قوانين وتشريعات المنطقة.. للشريعة الإسلامية.. مصدرًا وتطبيقًا.

ثانيًا: إن المنطقة تتعرض لغزو شامل عقائدي وسياسي وثقافي واقتصادي واجتماعي.

  • وبواعث هذا الغزو واضحة.
  • ومظاهره؛
  • هجمة صليبية تمثلها شبكة رهيبة من الكنائس والمعاهد والمدارس.
  • انحلال أخلاقي وانحرافات سلوكية تدفع المنطقة إلى المزيد من الاغتراب والتفكك. 
  • انتشار النوادي السرية المشبوهة مثل نوادي الروتاري ومحافل الماسونية.
  • تنمية الطائفية الضالة.

والمطلوب من «التعاون الأمني» مجابهة هذا الغزو.

ثالثًا: إن رفع الحظر المفروض على حرية الشعوب من شأنه أن يوفر الأمن الحقيقي للحكام والمحكومين...

والاطمئنان على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.

إذ أن أساس التربية الصحيحة ومحور السلوك السوي وإيجاد الشخصية الجريئة الحيوية.. هو الحرية.

وحتى لا تشل إدارة الشعوب وتكبت تطلعاتها، فإن المطلوب من «التعاون الأمني» معالجة قضية الحريات.

رابعًا: إن الانزواء تحت العباءة الأمريكية ما هي إلا صورة من صور الرضوخ للاستعمار.

فمن الواجب أن يوفر «التعاون الأمني» الاستقلال.. السياسي والاقتصادي التام للمنطقة وأن يبعدها عن مناطق النفوذ الدولية.

والمطلوب أيضًا أن يستفاد من التناقضات الدولية وأن تحمى مصالح المنطقة وشعوبها من مزالق دوامة الصراع الأمريكي - السوفيتي.

  • فهل سيأتي «التعاون الأمني» لخدمة مصالح الشعوب؟

﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾  (النحل: 112), ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ (البقرة: 155).

الرابط المختصر :