العنوان الجزائر: القراءة بين سياسة إقصاء الكتاب وعدم القدرة على شرائه
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 01-أغسطس-2009
مشاهدات 11
نشر في العدد 1863
نشر في الصفحة 39
السبت 01-أغسطس-2009
الجزائر: خاص –
المجتمع
معدل
القراءة متدن في الأوساط المعربة والفرانكفونية على حد سواء.. لا يتعدى ٠,٠٠٠٣
«اقرأ» فعل أمر أصبح
مبنياً على الكره عند الشاب وعلى عدم القدرة عند المثقف، وعلى عدم الرغبة عند
آخرين، تعتبر إشكالية القراءة في الجزائر من بين أهم القضايا الثقافية الراهنة
التي تطفو على السطح كل مرة دون أن يفصل في أسبابها أو سبل تجاوزها.
لم تثر إحصاءات
كشفت عنها دراسة أعدها الخبير الجزائري في علم المكتبات كمال بطوش من جامعة
منتوري» بقسنطينة شرق الجزائر دهشة العاملين في قطاع النشر عندما أوردت أن معدل
القراءة في الجزائر لا يتعدى نسبة ١٠,٠٠٠٣ كما لم تثر أرقام رسمية قدمتها وزيرة
الثقافة خليدة تومي دهشة العاملين في مجال صناعة الكتاب عندما أشارت إلى أنه يوجد
في كامل مكتبات القطر الجزائري ما يقارب ١٥ مليون كتاب فقط، وأن نصيب الفرد
الجزائري من الكتاب في السنة هو نصف كتاب في انتظار رفع حصته إلى كتابين.
أهل
السياسة كرسوا عزوف الجزائريين عن القراءة
يقول الناقد
والقاص د. سعيد بوطاجين إن «الكتاب في الستينيات في عهد الرئيس الراحل هواري
بومدين كان قريبا من الجامعة ومن المؤسسات الثقافية وقريبا من الناس عامة، الكاتب
آنذاك الـ ٢٥ ألف نسخة كان يطبع في حدود تنفد في وقت قياسي جداً، ونفس الكاتب يطبع
الآن ۲۰۰ نسخة تبقى مكدسة في المكتبات الجزائرية. إنها إحدى الإشكاليات التي
يجب التفكير فيها جديا ومحاولة تجاوزها بالبحث في أسبابها.. وتأسف لما يحدث في
الجزائر من محاولات وصفها ب المحترفة تعمل على محو العقل من أجل إغراق الجزائر في
الظلام، وأشار إلى دول عربية وأوروبية مستواها الاقتصادي أقل من مستوى الجزائر،
لكن فعل القراءة فيها يدخل ضمن «واجب» «الفرد بل حق» لا يمكن الاستهانة به والكتاب
فيها «قوت يومي» لعامة الناس وليس النخبة منهم فحسب، ويعود ليقف عند علاقة الأستاذ
الجامعي بالكتاب قائلا : «عندما
يصل الأستاذ في الجزائر إلى مرحلة لا يستطيع أن يشتري فيها كتابا، فهذا يعني أن
هناك متاعب حقيقية يجب مواجهتها»
..
المسؤول
عن الثقافة لا يقرأ
ويتهم بوطاجين»
السياسيين بوقوفهم وراء التمييع الذي طال قطاع الثقافة في الجزائر، وتكريسهم لواقع
العزوف عن القراءة، حيث يستفهم متعجبا: «إذا كان المسؤول في قطاعات إستراتيجية لا
يقرأ كتابا واحدا في السنة، فكيف نطلب من إنسان بسيط أن يقرأ؟! مضيفا: «لقد سبق لي
أن حدثت مسؤولين كباراً في الدولة وبعضهم مسؤول عن قطاعات ذات علاقة بالثقافة
والفكر عن كتاب جزائريين يتداول العالم أسماءهم وترجمت أعمالهم إلى أكثر من عشر
لغات، لكنني اكتشفت أن هؤلاء لا يعرفون حتى عناوين الكتب التي أصدرها هؤلاء ومن
بينهم «مالك بن نبي».
ويرفض د.
عبدالله حمادي الباحث والأستاذ الجامعي التعليقات الإعلامية التي تروج لارتفاع
نسبة القراءة في الأوساط الفرانكفونية عنها في الأوساط المعربة ويقول: «إن الوضع
سيان للجانبين معللا ذلك بغياب الدراسات الميدانية المتخصصة والموضوعية التي تحيل
الباحث على أرقام دقيقة وإحصاءات رسمية يدعم بها رأيه رغم أنه يعترف أن نصيب
الثقافة في الجزائر «هزيل جدا»، ويرى أن قياس مستوى القراءة يجب ألا يكون حبيس
جغرافية «العاصمة» وحدها، فالناس خارج العاصمة يقرؤون «وباللغة العربية»، بل إن
٩٠% من هؤلاء يقرؤون بالعربية».
ويشير د. حمادي إلى أن المشهد الاجتماعي العام الذي يتحرك فيه المثقف أو القراء بصفة عامة وبالأخص طلبة العلم يسهم في تكريس حالة الإحباط في الوسط الجامعي، «فأنت تجد إنسانا في عالم التجارة الطفيلية لم يقرأ في حياته كتابا قط، ولم يتعب ولم يسهر الليالي، ولكنه بمجرد أن يعقد صفقة بالهاتف النقال تغدقه هذه الأخيرة بالمال الوفير، في حين لا يجد طالب العلم مقابل ما يشتري به كتاباً غير الاكتفاء بالاطلاع على موضوعات فهرسه في أول أو آخر الصفحة ..»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل