; الجيل الجديد (195) | مجلة المجتمع

العنوان الجيل الجديد (195)

الكاتب عبد العزيز الحمد

تاريخ النشر الثلاثاء 09-أبريل-1974

مشاهدات 17

نشر في العدد 195

نشر في الصفحة 42

الثلاثاء 09-أبريل-1974

•••• للمدرسين والطلبة

في منتصف القرن الرابع عشر الهجري بدأ طلابنا يعودون من ديار الغرب، عادوا مفتونين بعقلية أساتذتهم من المستشرقين.

كان من بين العائدين، طالب اسمه «میشال»، وهو عربي النشأة، غربي الهوى والاعتقاد، وكم ذاقت أمتنا من ميشيل، وأنطون وجورج!! 

تتلمذ الخواجة على يد «أندره جيد»، وأخذ عنه التقلب، والشذوذ، والعقد النفسية، وجاب فرنسا، وإيطاليا حيث أخذ عن المبشرين خططهم، وأساليبهم، ووثقوا هم في الاعتماد عليه. 

عاد الخواجة إلى بلاد الشام ليدرس مادة الاجتماعيات، والفلسفة في ثانوية وحيدة لم يكن غيرها آنذاك، وأوحي إليه من الفاتيكان أن يلبس ثوبًا براقًا زائفًا اسمه «القومية»، وهو موضة الناس في الأربعينات،

وصدَّق قومي أنَّ مبشرًا من حثالة الحملات الصليبية صادق في دعواه، وبينما كان يواصل الليل مع النهار في إفساد شبابنا، وتجميعهم على أباطيله، كان علماؤنا في معارك «عن عدد صلاة التراويح»، ولماذا لا يزوج الحنفي الشافعي؟!

 وحمي وطيس هذه المعارك، وكانت تتطوع صحيفة منحرفة، فتنشر أدلة من يقول أنها عشرون ركعة، وصحيفة مثلها تنشر الرأي المخالف، وما زالت المعارك متقدة، ولم ينته الخلاف مع أن صلاة التراويح نافلة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رفض أن يجمع الناس عليها حتى لا يشق على أمته.

استمر الخواجه يجمع حوله «عمر وصلاح ومحمد»، والمسلمون في نومهم غارقون،

ولم يفته في الخمسينات أن يلبس ثوب الوحدة، ثم ثوب الاشتراكية، فثوب الحرية، وهو الذي لا يؤمن إلا بالتبشير، وإفساد أبناء المسلمين.

شبَّ أبناء الخواجه، فأرسل بعضهم لأوروبا، واستمر يلقن الآخرين ترهاته وأكاذيبه، حتى صار هو الحاكم بأمره يقدم من يريد ويعزل من يريد، ويقتل من يريد، ويعامل الجميع بما عرف عنه من هوى، وشذوذ، وتقلب في المزاج، حتى إذا غليت الدماء في رؤوس المسلمين، ونفذ صبرهم توارى الأستاذ عن الأنظار في رحلة سريعة للفاتيكان، وترك الأمر لطلابه الذين لا يعصون أمره، ويعود بعد أن تهدأ العاصفة ليظهر في الساحة من جديد، شكر البابا جهود الخواجه لأنه حقق ما فشلت في إنجازه الحروب الصليبية، ومجموع الإرساليات التبشيرية، وها هو اليوم رب الدار وأصحابها الحقيقيون غرباء عنها.

فاذكروا يا أخوة أن مدرسًا واحدًا هو الذي قام بكل هذا الدور على حين غفلة من المسلمين، وطلاب هذا المبشر هم الذين تنكروا لتراثهم، وأعرضوا عن تاريخ أمتهم، وكانوا عونًا للعدو ليطعنوا أمتهم في صميم عقيدتها، فاحذروا من مدارس المبشرين وما أكثرها، ومن المضللين وهم الذين يرفعون غير شعار الإسلام،  وعلى المؤمنين من المدرسين أن يعملوا على تربية جيل مؤمن بالله معتز بدينه يجاهد ليطهر بلاد المسلمين من كل فكرة هدامة، فليشعر المدرسون، والطلاب بحقيقة دورهم، ولا يستصغروا شأنهم.

 

•••• حدیثی إليك

تقترب فترة الاختبارات رويدًا رويدًا، ولا يسمع الطالب إلا كلمة «اختبار» تتردد على مسمعه ليل نهار، وتبدأ الاستعدادات من قبل الطلبة لهذه الفترة، فترى الطالب يعد جدولًا، وتراه يسهر الليل، ويلخص ويحفظ، وتبدأ أيضًا أنت أخي الطالب المسلم في الاستعداد لهذه الفترة حين تراجع بهمة عالية، ونفس وثابه. 

بقي أمر عليك أن تقدره حق قدره وتعيه الوعي الكامل؛ فأنت في هذه الفترة فترة الاختبارات السنوية

الرابط المختصر :