العنوان الحركة الإسلاميّة أقوى من كلّ تحدّ وأطهَر من أيّ اتهام
الكاتب د. فتحي يكن
تاريخ النشر الثلاثاء 20-يوليو-1971
مشاهدات 20
نشر في العدد 69
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 20-يوليو-1971
الحركة الإسلاميّة أقوى من كلّ تحدّ وأطهَر من أيّ اتهام
بقَلم: الأستاذ فتحي يكن
· الحركة الإسلامية -الحقيقة- أكبر من أن تقف في قفص الاتهام فتنبري للدفاع
عن نفسها بالرغم من كثرة الغامزين من قناتها، المشككين في دعاتها ورجالاتها. ذلك أن غرض هؤلاء الأول والرئيسي هـو صرفها عن المواجهة الفعالة البناءة إلى معارك جانبية ومهاترات كلامية فارغة تفوت على الجماهير فرص الاستفادة منها والإقبال عليها والتعاون معها؟
فالجماهير جماهيرنا لأنها جماهير إسلامية.. ومهما بذل في سبيل تضليلها وإبعادها عن الإسلام فستبقى قريبة منه لأن لها فيه ارتباطات وثيقة وعلائق متينة تمتد عبر القرون والأجيال مما لا يتحقق فصلها عنها بسهولة؟؟
فمنذ ما يقارب من عشرين عامًا انطلقت «الفرية» في العالم الإسلامي انطلاق النار في الهشيم.. الإسلاميون عملاء.. خونة مأجورون «إلى آخر هذه السيمفونية العصماء».
انطلقت من نفوس معبأة بالحقد على الإسلام، ومن اتجاهات تخاف أن يكشف الإسلام زيفها بفكره وأصالته ونصاعته. بأثره في النفوس، وسلطانه على الجماهير..
انطلقت «الفرية» عندما بدأ الزحف الإسلامي يشق طريقه عبر الأوضاع الفاسدة والأنظمة الخربة، مهددًا إياها بالزوال والدمار، ناقلًا الأمة تلكم النقلة البعيدة التي تبوءها مكان الصدارة في العالمين، وتجعلها خلفًا لخير أمة أُخرجت الناس.
وهذا من غير شك لا يرضي «الاستعمار» الطامع أبدًا في استعبادها واستغلالها وتسخيرها لمصالحه.
انطلقت «الفرية» يوم أوشك العالم الإسلامي أن يصبح في زمام الإسلام وفي ريادة الفكر الإسلامي من جديد، وهذا ما يخيف «الاستعمار» ويقلقه، لأن فيه ولادة «القوة الثالثة» القوة التي قهرت في الماضي فارس والروم. والتي بإمكانها أن تقهر اليوم معسكرات الاستعمار على أنواعها..
هكذا انطلقت «الفرية» وعمت دنیا الناس حتى غدت على كل شفة ولسان وكأنها شيء بديهي وأمر مُسلّم به..
هاتوا برهانكم
بقول من ثبتت خيانتهـم وتواطؤهم مع الاستعمار -سواءً على صعيد القضية الفلسطينية أو على صعيد القضايا العربية الأخرى- بأن الحركة الإسلامية «عميلة ومأجورة» دون أن يقيموا الحجة على ما يقولون أو يأتوا بالبرهان لما يعرفون.
﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ (الكهف: 5).
ونقول، إن خیانة هؤلاء لدينهم أولًا ولأوطانهم ثانيًا -وهو ثابت- دليل براءة الحركة الإسلامية وطهارتها تبعًا للمثل القائل: «وبضدها تتميز الأشياء» «والضد يظهر عكسه الضد».
من الذي يخدم مصالح الاستعمار؟
إن الدعوة إلى الإسلام وإقامة الحكم الإسلامي لا تعتبر خطرًا عاديًا على الاستعمار بل هي تهديد لوجوده من الأساس فالإسلام هو الطريق الطبيعي لوحدة العالم الإسلامي ولاحتشاد طاقاته وإمكاناته، وهو العقيدة ذات الأثر النافذ في تحريك الجماهير على الظلم والاستعمار والاستغلال.
فكيف يدعم الاستعمار من يعملون لاستئصاله من الجذور مع من يرفضونه فكرًا وعادات وتقاليد.. ويعتبرون قتاله جهادًا مقدسًا؟؟
إن المتواطئين مع الاستعمار هم الذين يحملون أفكاره ويعتنقون مبادئه..
إن عملاء الاستعمار الذين يجارونه في أخلاقه وعاداته وتقاليده..
إن أشياع الأجنبي هم الذين يخدمون مصالحه الاقتصادية والسياسية..
البينة على من ادعى
لقد كان من الإنصاف أن يطالب المرجفون المشككون دعاة السوء الملتمسون للبرءاء العيب بتقديم البينات على صحة دعواهم لأنه من غير المنطق والإنصاف أن يؤخذ برئ بشائعة، فضلًا عن أن القاعدة القانونية والشرعية تجعل «البينة على المدع».
إننا نتحدى الدنيا أن يأتي أحد يلوث مواطئ صفحتنا البيضاء.. فأقدامنا في الأرض راسيات، ورؤوسنا في السماء عاليات، وجباهنا على الزمان شامخات..
أما هؤلاء المهازيل الذين يتهمون الناس زورًا وبهتانًا فمن هم يا ترى وما هي صفاتهم؟
هل هم مؤمنون، غيورون على الإسلام، حتى يعتد بقولهم ويسمع لهرائهم؟؟
أما إذا كانوا كفرة ملحدين، كافرين بالإسلام، نادين عن أمر الله، متواطئين مع أعداء الله فيصبح اتهامهم للحركة الإسلامية دليل إدانتهم وبرهان نصاعتها، وصدق من قال:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
دليل التواطؤ
ثم إن جميع التيارات المناوئة في العالم الإسلامي يسيطر عليها فكر دخيل.. فهي إما رأسمالية أو اشتراكية.
والمعروف بداهةً أن الهوية السياسية للأنظمة الرأسمالية غربية والأخرى شيوعية.. وبهذا يكون عملاء الاستعمار في بلادنا إما رأسمالي الاتجاه فيكون انتماؤهم لواشنطن أو لندن، أو شيوعي الاتجاه فتكون تبعيتهم لموسكو أو بكين؟
وبذلك تكون الحركة الإسلامية الاتجاه الوحيد «اللامنتمي» سياسيًا أو دوليًا.. والاتجاه الوحيد الذي يواجه تواطؤ الاستعمار والعملاء جميعًا؟؟
نقول أخيرًا.. إن الإسلام هو الاتجاه المرشح لإنقاذ هذه الأمة من أوضاعها المتردية على كل صعيد.. بعد أن تكشف زيف الاتجاهـات الوضعية جميعًا.. وهو الاتجاه الأصيل الذي يملك أن يحفظ التوازن بين القوى المتصارعة، فيكون بالتالي «القوة الثالثة» الرادعة التي تُقيم الحق وتحقق العدل وتحفظ على الإنسان إنسانیته.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالإفراط والتشدد في القضايا الفرعية.. عبث لا يحقق مقاصد الدين
نشر في العدد 1764
88
السبت 11-أغسطس-2007
«تحرير الإسلام» على المستوى الشعبي والرسمي ضرورة لإنقاذ الأوطان وتوحيد الأمة
نشر في العدد 1766
81
السبت 25-أغسطس-2007