; أثر التربية الإسلامية في مكافحة الجريمة (الحلقة الأخيرة) | مجلة المجتمع

العنوان أثر التربية الإسلامية في مكافحة الجريمة (الحلقة الأخيرة)

الكاتب الأستاذ محمد قطب

تاريخ النشر الثلاثاء 02-نوفمبر-1976

مشاهدات 8

نشر في العدد 323

نشر في الصفحة 22

الثلاثاء 02-نوفمبر-1976

  • ثانيًا– الإسلام يربي بـ"لا إله إلا الله":

ولا إله إلا الله التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم، إنها تملأ ما بين السموات والأرض، ليست تلك الكلمة التي نخرجها من ألسنتنا، إنما هو شيء عظيم جدًا فلو أنها كلمة مجرد كلمة فإنها لا تملك ما بين السماوات والأرض ولا تملك شيئًا على الإطلاق، إنما هي كانت بعظمتها تلك بمقتضاها الذي يترتب عليه لا بمجرد نطقها، والإسلام ليس هو مجرد نطق لا إله إلا الله إنما هو العمل بمقتضى لا إله إلا الله، ولقد كان الإسلام كما قلت يربي الناس بلا إله إلا الله، أليست لا إله إلا الله هي الإيمان بالله، والإيمان في الإسلام له شروط وله أهداف وله أخلاقيات انظروا هذه الآيات ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (سورة المؤمنون ١ إلى ١١).

هؤلاء هم المؤمنون إنهم ليسوا مؤمنين بمجرد نطقهم بهذه الكلمة أو بهذه الشهادة، إنما بأن يعيشوها، بأن يتربوا عليها، بأن تصبح سلوكًا عمليًا في حياتهم. فلننظر تلك الآيات الأخرى ﴿أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ﴾ (سورة الرعد  ١٩).

هؤلاء هم المؤمنون الذين عرفوا إنما أنزل إليك من ربك هو الحق، ونتيجة هذه المعرفة أن يكونوا بهذا السلوك يوفون بعهد الله، ويصلون ما أمر الله به أن يوصل، يقيمون الصلاة، ينفقون، يصبرون، يدرئون بالحسنة السيئة، إذًا فلا إله إلا الله لها أخلاقيات ولا تكون قد شهد بها حقًا حتى تحدث في النفس هذه الأخلاقيات، وحين أقول إن الإسلام كان يربي بلا إله إلا الله، فلا أقصد أنه كان يعظ الناس بلا إله إلا الله فقط، فالوعظ هو ما يتبادر إلى أذهاننا حين نتحدث عن التربية، والوعظ بند من بنود التربية لا شك فيه ولكنه ليس أول البنود. 

وليس هو أقواها وأشد فاعلية إنما يربي الإسلام بالقدوة بادئة بدر، وقد كان الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام هو قدوة المسلمين، قدوة البشرية كافة ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (سورة الأحزاب ٢١).

ثم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم جيل الصحابة رضوان الله عليهم، وجيل التابعين، وفي كل مجتمع إسلامي لا بد أن تكون القدوة لتقوم بالتربية الإسلامية، والقدوة المباشرة هي الوالدان، ولذلك يفترض الإسلام أن الأسرة المسلمة مكونة من أب مسلم وأم مسلمة أي من أب وأم متخلقين بأخلاق الإسلام، فإنه لا تستطيع الأسرة أن تربي أطفالها إذا كانت هي تفقد أخلاق الإسلام «وفاقد الشيء لا يعطيه» كما يقال، فإذا كان الأب والأم لم يتشربا روح الإسلام، لم يتربيا على أخلاق الإسلام، فأنى لهما أن يعطيا أبنائهما مثل الإسلام وأخلاقه، فنقطة البدء إذًا في التربية الإسلامية التي تمنع الجريمة أو تقلل نطاقها أو تحدد نطاقها هي الأسرة، الأسرة مكونة من أب مسلم وأم مسلمة، والمسئولية في هذه الأسرة هي طبعًا على الأب، المسئولية مشتركة لكن «الرجال قوامون على النساء» فالرجل في الأسرة هو المسئول الأول، هو المسئول عن زوجته، وهو المسئول عن أبنائه، يربيهم التربية الإسلامية، وأين هو كتاب التربية الإسلامية الذي نتربى عليه؟، إنه القرآن ثم السنة المطهرة من بعده هذا هو الذي يحوي القيم والمبادئ والأخلاق التي يتربى عليها المجتمع المسلم، ومن إعجاز هذا الدين أن جعل مجرد تلاوة القرآن عبادة، لأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يربط قلب المسلم بهذا الكتاب، يكون هذا الكتاب قريبًا منه، قريبًا من حسه، قريبًا من قلبه، قريبًا من فكره ومن روحه، ليتربى عليه القدوة الأولى هو الرسول صلى الله عليه وسلم ثم المجتمع المسلم الأول سيرة الصحابة والتابعين ثم لدينا هذا الكتاب دائمًا بين أيدينا نرجع إليه نئوب إليه أو نثوب إليه فنتربى على أخلاقياته ونكون البذرة الأولى وهي الأسرة المسلمة، والأسرة تربي أبنائها على أخلاقيات الإسلام.. تربي بالقدوة ثم تربي بالموعظة، الموعظة واردة ولكنها ليست (رقم واحد) ولو تصورنا أننا نستطيع أن نربي بالموعظة فقط بأن نجعل في الإذاعة وفي التلفزيون أحاديث دينية صباح مساء، وفي المدرسة أحاديث دينية وفي الصحف أحاديث دينية وفي كل مكان أحاديث دينية، إذا ظننا أن الأحاديث الدينية أو الوعظ وحده يكفي للتربية فنحن واهمون في ذلك، إنما لا بد أن تكون هناك قدوة ملموسة هي التي يتربى عليها المجتمع، يتربى عليها الأب والأم، يتربى الأطفال عليها بعد ذلك، ثم يجيء دور الموعظة فلنتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه وهو أحب خلق الله إلى الناس بشهادة أبي سفيان قبل أن يسلم حين سئل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما رأيت أحدًا يحبه الناس كحب أصحاب محمدًا عليه الصلاة والسلام، نعم إنه أحب شخصية في التاريخ إلى أصحابها، ومع ذلك يجيء في الأثر أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الصحابة: كان يتخولنا بالموعظة بين الحين والحين مخافة السآمة، فلندرك هذه الحقيقة أن كثرة الموعظة تحدث رد فعل عكسي، أن الموعظة واردة وهي سبيل من سبل التربية ولكن الإكثار منها مع الإقلال من القدوة تُحدث أثرًا عكسيًا تنفر الناس، تجعلهم في النهاية حي يجيء في الحديث الديني في الإذاعة والتلفزيون، معظمهم يقفل المفتاح حتى ينتهي الحديث الديني، لماذا؟، لأننا نملهم ونضجرهم بكثرة الموعظة، الموعظة واردة وضرورية ولكن بحجمها الذي أمه لا تكذب يتعلم الصدق، لكن لو رأى مرة واحدة أباه يكذب يأخذه معه في السوق ويصنع شيئًا ويقول له لا تخبر أمك بما حدث أو الأم في البيت تصنع شيئا تريد أن تخفيه عن زوجها فتقول لابنها أو ابنتها إياك أن تخبري والدك حين يحضر. 

كذبة واحدة من هذا النوع تلقي مئة موعظة أو ألف موعظة، القدوة أولا الموعظة بعد ذلك، والإسلام كذلك يربي بالعادة والعادة مهمة جدًا في التربية، تعويد الطفل على الشيء الذي يريده وهو الجهد الحقيقي الذي يبذله المربي، التربية تحتاج إلى ملاحظة دائمة، وتوجيه دائم، ملاحظة الطفل حين يخطئ وكلنا بشر والطفل بصفة خاصة عرضة للخطأ، لأنه لم تتكون له بعد حاسة الميزان الدقيق الذي يزن به الخير والشر والمباح والغير المباح فهو عرضة لأن يخطئ والمربي مهمته أن يلاحظ طفله سواء كان المربي هو الأب أو الأم في المنزل أو هو المدرس في المدرسة أو هو الأستاذ في الجامعة، مهمته أن يلاحظ الخطأ حيث يحدث ويعطي التوجيه ولا بد بادئ ذي بدء أن يكون المربي عنده ما يعطيه من القدوة، تكلمنا عن هذا لا بد أن تكون له شخصية، وإلا فإن المربي لا يتلقى منه، ومن حسن الحظ أن الأب والأم خلقهما الله بالفطرة مسيطرين على الصغير، هذا من فضل الله أن الصغير يشعر بصغر حجمه بالنسبة للأب والأم فيعطيهما حبًا ورهبا فيتمثل في الأب والأم السلطة اللازمة للتربية، كذلك في المدرسة المدرس له سلطة، كذلك في الجامعة الأستاذ لا بد أن تكون له سلطة التربية والتوجيه فمهمته الدائمة أن يلاحظ ما يقع من خطأ ثم يعطي التوجيه، طريقة إعطاء التوجيه مهمة يعطيه التوجيه بالنهي بالزجر بالتربيت على الكتف أم بأي وسيلة، والزجر والنهي هو آخر الوسائل في التوجيه وليس هو أول الوسائل وليست العصا أقرب الوسائل إلى التربية إنما هي الوسيلة الأخيرة، إنما الوسيلة المحببة هي الثواب، الثواب بجميع أنواعه طبعًا القرآن حين يربينا، يربينا بالمثوبة والعقوبة يقول له: إن أحسنتم فلكم الجنة وإن أسأتم فلكم العذاب والعقاب، كذلك مهمة المربي مع صغيره أن يستخدم الثواب والعقاب وحسب صنف الطفل، الطفل الصغير يحتاج إلى مثوبة معنوية وهو صغير تعطيه قطعة من الحلوى مكافأة على الخلق الطيب، لكن حين يكبر تقول له: أنا فرحان منك، أنا فرحت عملت كذا، تدريجيًا تتجرد مع الطفل حتى تقول له إن الله راض عنك حين تصنع كذا وكذا هذه وسيلة للتحبيب، ووسيلة العقوبة كذلك واردة لكن لا تبدأ بالعقوبة الشديدة إنما تبدأ بالإعراض عن الطفل والتظاهر بالغضب أو الغضب الحقيقي أو التهديد بالعقوبة، وتنفيذ العقوبة هو آخر شيء فالتربية بالعادة والتربية بالمثوبة والعقوبة، التربية بشغل أوقات الفراغ، فإن الفراغ مفسد، ومن وسائل الإسلام في التربية أنه يشغل وقت الإنسان كله في عمل الخير حتى لا توجد لديه الفرصة لعمل الشر.

مع الكبير، ماذا يصنع الإنسان؟، يشغله بالجهاد في سبيل الله، إذا كان رجلاً يشغله بسياسة أمور المجتمع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو أمر واجب على الجميع، يقتضيهم أن يلاحظوا أمور المجتمع وأن يوجهوه بشغله بطلب الرزق الحلال، يشغله بالعبادة فلا يوجد لديه وقت فراغ يفكر فيه بالسوء، كذلك يربي الإسلام باستنفاد الطاقة كأن يربي الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه على أن يجعلوا طاقتهم كلها موجهة إلى فعل الخير، إما في عبادة، في قيام الليل، في صيام، في تزاور، في ذكر، في دارسة للقرآن، المهم أنه لا يبقى عند الإنسان جهد فائض يعبث به ويسيء ويفسد ولا طاقة ولا زمن فائض يفكر في عمل الشر من وسائل الإسلام، كذلك التربية بالقصة، وتجدون قسمًا كبيرًا من القرآن مشغولاً بالقصص. قصص الأنبياء، قصص القدماء، القصة موجهة في القرآن، القصة من وسائل التربية، لأنه من الوجهة الفنية الإنسان يضع نفسه مكان بطل القصة أو يعقد مقارنة بين شخصه وبطل القصة فإذا كان بطل القصة طيبًا فإن السامع أو المشاهد يجب أن يكون مكان بطل القصة فيتربى على أخلاقه بالمشاهدة، كذلك إذا كان بطل القصة وهو بطل اعتبارًا فقط، إذا كان شريرًا وعرضت القصة نهاية هذا الشرير بما يستحقه فإنه بالمقارنة العسكرية يحب السامع أو المشاهد أن يكون عكس هذا البطل الشرير لكي لا تناله النهاية السيئة التي نالت بطل القصة، والقصص في القرآن موجهة على هذه الصورة، ونستطيع نحن أن نستخدم القصص على نفس المنهج القرآني بحيث يربي الفضيلة ويبعد عن الرذيلة، تلك وسائل من الوسائل التي يستخدمها القرآن والإسلام في التربية، تهدف كلها إلى إنشاء الإنسان العابد لله وهذا هو هدف التربية الإسلامية، إنسان يعبد الله ليس فقط في الشعائر التعبدية المعروفة من صلاة وصيام وزكاة وحج، بل العبادة بمعناها الواسع ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (سورة الذاريات- الآية 56).

﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ﴾ (سورة الأنعام الآية ١٦٢).

الإنسان الذي يذكر الله في كل لحظة ويعبده بتوجيه العمل الصالح إليه هذا هو الهدف الذي يهدف إليه الإسلام، ومثل هذا الإنسان ينفر من الجريمة، يتقزز من الجريمة، يستعلي عن الجريمة، ومن نتائج التربية الإسلامية الواقعية في تاريخ المجتمع الإسلامي أن انحصر نطاق الجريمة في أضيق الحدود.

وكما قلت في أول كلامي حتى بعد أن انحرف المجتمع الإسلامي انحرافات كبيرة جدًا عن المعنى الشامل للإسلام، فإنه ظل حتى هذه اللحظة أقل المجتمعات البشرية جريمة.

ومثال واحد أختم به كلامي ننظر إلى الخمر، جريمة شرب الخمر– جريمة السكر– في المجتمع الإسلامي، وجريمة السكر في الجاهلية كلها والجاهلية المعاصرة بصفة خاصة. 

الجاهلية المعاصرة تحرم السكر ولا تحرم شرب الخمر، وهي تحرم السكر لا على أساس أخلاقي ولا على أساس إنساني، إنما على أساس مادي بحت، لأنها بسبب حوادث المرور التي تقع من السكارى وتحدث خسائر كثيرة في الأرواح، وبسبب التعطيل الذي يحدث في الإنتاج المادي من هذه الحوادث ومن السكر من أجل ذلك يحرمون السكر، ولكنهم لا يمنعون الشرب، فهل كل الوسائل التي استخدموها بما فيها الوعظ والإرشاد على طريقتهم، وبما فيها العقوبات التي قرروها على جريمة السكر، هل استطاعت كل هذه الإجراءات أن تقلل نسبة السكارى أو تقلل جرائم السكر؟، اسألوهم هم، اسألوا تقاريرهم، اسألوا إحصائياتهم، هم الذين يقولون إن جرائم السكر وما يتبعه من اغتصاب وجرائم قتل وحوادث الطريق في زيادة مستمرة، ثم انظروا إلى المجتمع الإسلامي إنه أقل مجتمعات البشرية لجوءًا إلى الخمر، ثم أنه يترك الخمر عبادة لله، وحين ولى الرسول صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي الأول ما احتاج حين نزلت آية تحريم الخمر إلى أكثر من مناد في طرقات المدينة يقول: يا أيها الناس ألا إن الخمر قد حرمت، فتروى الروايات أنه من كان في بيته دلو خمر أو زق خمر أراقه، ومن كان في فمه شربة خمر أراقها، لم يقل في نفسه اشرب هذه ثم امتنع، لأنه قد ربى على أنه يكون عابدًا لله، طائعًا لله، يأتمر بأمر الله، وهذه هي التربية الإسلامية التي تمنع الجريمة أو تحدها في أضيق الحدود. 

وشكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله.

انتهت المحاضرة

الرابط المختصر :