; الحلقة الثانية.. خطاب يجب أن يقرأ أكثر من مرة | مجلة المجتمع

العنوان الحلقة الثانية.. خطاب يجب أن يقرأ أكثر من مرة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 20-أبريل-1976

مشاهدات 13

نشر في العدد 296

نشر في الصفحة 36

الثلاثاء 20-أبريل-1976

لو بدأنا بالإمبراطورية العثمانية، نجد أن هناك حركة يمكن وصفها إجمالا بأنها تهدف إلى تحقيق الحرية السياسية أولًا ثم الفكرية، بالنتيجة فإن حركة مزدوجة كهذه لا بد أن تؤثر على الدين ببطء ولكن بتأثير أكيد.

إن الموقف الخفي للشباب الأتراك أنفسهم من مسألة التسامح الديني هو في الغالب موقف متقدم جدا مجرد أن النصرانية والنصارى هم في أعماق حركتهم إلى حد كبير.. ينبغي أن يثمر نتائج هامة وبعيدة المدى، الآن في أجزاء كثيرة من الإمبراطورية التركية، خصوصا في سوريا، تحرز حرية النشر تقدمًا هائلًا، بل إن بعض قادة الفكر الإسلامي أصبحوا يميلون إلى مراجعة كيان الدين الإسلامي من أساسه ومراجعة الصورة المعهودة عن هذا الدين بحقائقها وتفصيلاتها التاريخية وذلك بالرجوع رأسًا إلى القرآن حيث يتعلم منه بعضهم أكثر ما يستطيعون من التعاليم المسيحية، أوليست هذه الحقائق حافزًا للجمعيات العاملة في الإمبراطورية العثمانية لتتأهب وتدعم من نشاطها حتى تستفيد من الفرصة التي تتيحها هذه التطورات المتعاظمة ألم تحن لحظة أن نحصد ثمرات المعاناة الرائعة التي ما دام هناك إله عادل في السماء..

إذن فالخطوات التالية لا بد منها:

أولًا- تقوية العمل الذي أثبت نجاحًا رائعًا والذي شرع لخدمة الكنائس الشرقية في الإمبراطورية الرومانية.. إنجيلية كانت هذه الكنائس أم غير إنجيلية.

ثانيًا- أن نحتل المناطق التي لم تحتل بعد عن طريق الجمعيات المجاورة لها وهذه المناطق مذكورة في تقرير اللجنة رقم ١.

ثالثًا- وضع أسس متينة ومضمونة للعمل الأدبي والثقافي.

رابعًا: ممارسة ضغط حكيم- ومستمر وشجاع- على الحكومة العثمانية لتجعل من المساواة الدينية والحريات الدينية الكاملة حقيقة واقعة في الإمبراطورية العثمانية.

خامسًا: أن نحرز تقدمًا جريئًا وحكيمًا في العمل المباشر بين المسلمين في مؤتمر غير رسمي عقد أخيرًا في بيروت، وكان لي شرف حضوره، سمعت المتحدثين يسهبون في تأكيد الشوط الذي قطعه هذا العمل المباشر فعلا والشوط الأبعد الذي يمكن أن يحرزه العمل، في رأي الجميع الآن.

وفي نهاية اليوم عبر ذلك المؤتمر الرسمي عن رأيه (آخذًا مؤتمر أدنبرة هذا في اعتباره) كما يأتي:

ا- (إن النشاط الإنجيلي المباشر وسط المسلمين، الذي ظل يعمل سرًا لعشرات السنين في سوريا وفلسطين لهو أكثر إمكانية اليوم منه في أي وقت سواء أكان ذلك عن طريق الزيارات، أو النقاش، أو إنتاج وتوزيع الأدبيات المسيحية أو توزيع الإنجيل أو الإرساليات الطبية أو مدارس الأولاد والبنات.

2- إن إعلان الدستور، قد مكن- في المراكز الأكثر وعيًا- من تذليل العقبات أمام العمل الإنجيلي وسوف تذلل هذه الصعاب أكثر وينجح العمل المباشر أكثر حينما يفهم الناس المبادئ الدستورية المتعلقة بالمساواة الدينية.

من ناحية أخرى نجد أنفسنا وجهًا لوجه أمام نهضة تعليمية ودينية محمدية.. تقضي بضرورة هذا التقدم التبشيري إذا كان علينا أن نحافظ على مكاسب الأمس وتنميتها.

3- لهذا السبب فمما لا شك فيه أن الوقت قد حان لتحريك العمل للأمام وسط المسلمين بتخطيط حكيم وتنفيذ حذر وجدية مكثفة في أنحاء سورية وفلسطين، ويجب توجيه الجمعيات العاملة في هذا المجال سلفًا في الحال لإنجاز هذا العمل المتقدم أيها الآباء والإخوان: إن اللبيب بالإشارة يفهم..

الرابط المختصر :