; لقطات من مجلس الأمة | مجلة المجتمع

العنوان لقطات من مجلس الأمة

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 07-أبريل-1970

مشاهدات 17

نشر في العدد 4

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 07-أبريل-1970

دخلت المجلس والكلمات والخطاب الذي تصدَّر ميلاد «الدستور الكويتيّ» يتردَّد في سمعي.

رغبةً في استكمال أسباب (الحكم الديمقراطيّ) لوطننا العزيز، وسعيًا نحو مستقبلٍ أفضل يفيء على المواطنين مزيدًا من «الحريَّة السياسيَّة» «والمساواة» «والعدالة الاجتماعيَّة».

▪        هنا في مجلس الأُمَّة تكمُن إمكانيَّات التطوُّرعن طريق البرلمانيَّة السليمة الواعية. التي تردد النَّظر إلى التجارب المتفجِّرة والأحداث القريبة والبعيدة، فتقود الحيـاة العامة بواسطة «المناقشات الحرَّة» من أجل مستقبلٍ أفضل.

هذه المناقشات التي يرفرف عليها ما تقرره المادة الثانية من الدستور «دين الدولة الإسلام والشريعة الإسلاميَّة مصدرٌ رئيس للتشريع».

▪        وما أروع أن تقرأ معي نص المادة «۷» وهو يقرِّر:-

●     العدل.

●     والحريَّة والمساواة.. دعامات المجتمع.

▪        والتعاون والتراحم «صلة وثْقَى» بين المواطنين.

 الروح الإسلاميَّة تفشي نصوص المواد، فتشيع الضوء حول الأساس المتين    الأسرة أساس المجتمع، قوامها «الدين» والأخلاق، وحُبّ الوطن.

▪        هذا ما يقرِّره الدستور. أفلا تعتبر كل التغيُّرات المضادة للأسرة والمجتمع، تلك التي تشيع التحلل، منافية في جوهرها للدستور؟

▪        هذه هي المرَّة الأولى التي أرى فيها «مجلس الأُمَّة»، وكلما تجولت بقلبي وعقلي في المنطقة التي تغلي بالدم، ارتد إلي.. وأنا أدعو الله احفظ اللهم الديموقراطيَّة وارعها، وبارك حياة الكويت حتى تستكمل نهضتها بالإسلام، احفظ اللهم الدستور، بارك الحياة النيابيَّة. أخذت أتصفح وجوه السادة الوزراء، وانتبهت إلى الخبطات التقليديَّة، الصمت، ثُمَّ بدأت الجلسة باسم الله.

 الجلسة كانت حافلة بالنقاش الحي المحتدم حينًا، الهادئ حينًا آخر، تخلَّلتها بعض البسمات التي هدأت من حرارة الجو البالغة.

 

▪        سن الناخبين ، والطلاب، والسياسة. ولعل أهم ما دار في الجلسة، كان حول سن الناخبين، وهل يظل ٢١ سنة أم ١٨ سنة؟

▪        العضو إبراهيم خريبط أيد فكرة تخفيض سن الناخب وأسَّسها على فكرة الديموقراطيَّة الإسلاميَّة.

وقال إن الطلاب لن يؤثِّر في أوقاتهم «يوم انتخاب واحد».

▪        وفوجئت حينما سمعت العضو عبد العزيز المساعيد يعارض في تخفيض سن الانتخاب، ويدعو لعدم اشتغال الطلاب في السياسة ، وقال إن سن الحادية والعشرين سنٌ معمول به في العالم كله.

▪        ولقد تراوحت كلمات الأعضاء بين هاتين الفكرتين.

 الانخراط أو عدم الانخراط في السياسة بالنسبة إلى الطلاب.

▪        أيد البعض فكرة تخفيض السن على أساس رفع عدد الناخبين ليصبح في مجموعه ما يقرب من أربعين ألف ناخب، والموضوع بطبيعته حسَّاس، والمهم أن يأخذ التطوُّر الهادئ العميق مجراه.

▪        المشكلة الثانية،  كانت مشكلة استقالة الموظفين بمناسبة ترشيحهم للانتخاب في المجلس.

▪        مثلًا العضو راشد السيف قال: أرى أن تكون استقالة الوزير أو الموظف من ستة أشهر فما فوق، لأن بعض كبار الموظفين أخذوا يستغلون وظائفهم.

▪        وقام وزير الدولة سيد الرفاعي فاستأذن في الحديث كنائبٍ، وهنا اعترض عليه العضو إبراهیم خريبط قائلًا: إذا أُعطي الكلام للوزير كنائبٍ فيجب أن ينتظر دوره،  وإلا إنه يتكلم كوزيرٍ.  

وهنا تدخَّل «الرئيس»:  يتكلَّم أيضًا كوزيرٍ. وتابع الوزير حديثه: «إن هذا القانون بالنسبة إلى استقالة الموظفين فمن أين سيأكل؟

 وهل يبقى منصبه أم نلغيه؟ ولنفرض أن الحكومة ترغب في إعادة الوزير، فهل يجوز تأخير تعيينه إلا بعد ستة أشهر؟

وطلب من الخبير الدستوريّ «الدكتور عثمان خليل» الإدلاء برأيه.

▪        وقال العضو راشد السيف: «القوانين بين أيدينا ونحن نعدِّلها كما نريد لمصلحة المواطنين».

▪        فرد عليه «الجحيدلي»: الأخ راشد بيحب يظهر نفسه بمظهر «البطل».

 المناقشات ساخنة، والديموقراطيَّة مهما قِيل رائعة.

والسؤال الذي تبادر لذهني: لماذا لا ينقل التليفزيون بعض لقطات لهذه المناقشات كي يحضرها الجمهور كله؟ وإلى اللقاء في جلسة الثلاثاء المقبل.

الرابط المختصر :