; «الحلقة الثانية» كيف دخل الاسلام أفريقيا..؟ | مجلة المجتمع

العنوان «الحلقة الثانية» كيف دخل الاسلام أفريقيا..؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 11-يوليو-1972

مشاهدات 14

نشر في العدد 108

نشر في الصفحة 13

الثلاثاء 11-يوليو-1972

«الحلقة الثانية»

كيف دخل الاسلام أفريقيا..؟

وبعد فتح الغرب أمتد الإسلام من ساحل البحر المتوسط شمالًا إلى جنوب السودان والصحراء الكبرى وتم ذلك خلال ثلاثة قرون واستطاع المسلمون أن يتوغلوا بجيوشهم حتى جبال البرانس في إسبانيا وقد كان أهم جانب من جيوش المسلمين في إسبانيا من البربر في تونس والجزائر ومراكش ولم يكن دخول البربر في شمال إفريقيا بين يوم وليلة وإنما بعد جهاد طويل وطول اقتناع..

واستطاع هؤلاء البربر فيما بعد أن يقودوا حركات الدعوة إلى الإسلام في قلب إفريقيا وكان «المرابطون» في أوائل القرن الحادي عشر من الذين نشروا الدعوة للإسلام وكانت قبيلة «الصهانجه» من أوائل القبائل التي تلقت علوم الدين من داعية الإسلام الكبير الشيخ عبد الله يس.. الذي استمر يدعو للإسلام في المغرب ثم في السودان وقاد اتباعه في عام (١٠٤٢) لمهاجمة القبائل الوثنية إلى أن مات سنة  (١٠٥)م وكان المرابطون.. في أغلبهم من البربر الذين تدفقوا إلى الجنوب للمشاركة في الدعوة والجهاد.. وكان أهم هذه القبائل هي «لمتونة وجدالة» التي تنتهي إلى صنهاجة أيضًا..

وفي عهد يوسف بن تاشفين سنة ١٠٦٢ م.. تم تأسيس مملكة غانا ومالي الإسلامية واعتنق ملك السنغال الإسلام وآمن به ووصل الإسلام نهر النيجر وغانا وداهومي ونيجريا.. وأصبحت مدينة «تمبكتو» مركزا إسلاميًا للعلوم الدينية والتجارة والفن وحلقة اتصال واسعة بين المغرب والمشرق والجنوب وتعاقب حكم المرابطين والملثمين في هذه المنطقة وتصارع الملوك فيما بينهم وبين أنفسهم من ناحية أخرى إلا أن حركة واسعة للدعوة الإسلامية كانت الهدف دائمًا.. ومن ناحية أخرى تأسست دول إسلامية جنوب مصر في النوبة ودارفور في السودان والسنغال وحول بحيرة تشاد فيما بين القرن الحادي عشر والثامن عشر ولم يثبت قدم المسلمين في كرد فان وتشاد في القرن السادس عشر ١٥٩٦ م.. وقد عاني الإسلام في إفريقيا عند بداية حركة الاسترداد في إسبانيا ثم اعتداء المد الصليبي في البحر المتوسط حتى وصلوا إلى بيت المقدس قلب العالم الإسلامي. واستولى الصليبيون والقوى النصرانية على صقلية.. وقد استطاع المسلمون أن يطردوا الصليبيين بعيدًا عن الشام ولكنهم احتفظوا بصقلية.. إلا أن القوى الصليبية تمكنت من طرد الإسلام تمامًا من إسبانيا في القرن الخامس وظهرت قوة البرتغاليين التي حاولت ضرب المسلمين من الخلف في إفريقيا عن طريق الوصول إلى الحبشة والزحف على المسلمين من الجنوب.. وفي هذه الفترة كانت الكشوف التي توصل إليها - هنری الملاح. قد أتت ثمارها وعرف البرتغاليون الطريق الى الشرق، وفي سنة ١٩٤٢م بدأ «فاسكوداجاما» ضرب موانئ مقديشو بالقنابل واستولى على جزيرة سو قطره في البحر الأحمر عام ١٥٠٧.

الرابط المختصر :