; قضية وتحقيق.. الدراسات الصيفية بجامعة الكويت | مجلة المجتمع

العنوان قضية وتحقيق.. الدراسات الصيفية بجامعة الكويت

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الجمعة 18-أغسطس-1978

مشاهدات 8

نشر في العدد 408

نشر في الصفحة 24

الجمعة 18-أغسطس-1978

من إعداد شباب الصحافة بمركز شباب جمعية الإصلاح الاجتماعي

قضية:

لا بد لكل تجربة جديدة تظهر في المجتمع أن يتداولها الناس بالحديث والنقد وتتحدث عنها وسائل الإعلام فمن الناس من ينظر إليها نظرة اللامبالاة فلا يهتم بها ولا يفكر بمدى تأثيرها عليه خصوصًا إذا كانت لا تمسه عن قرب وهؤلاء هم كثرة في المجتمع وللأسف وهناك قلة تنظر إلى كل تجربة جديدة نظرة تمحيص وتحاول استقرار مدى تأثيرها على الناس والمجتمع.

والدراسات الصيفية في جامعة الكويت هي تجربة جديدة ظهرت في المجتمع وقد تحدثت عنها كثير من الصحف والمجلات ووسائل الإعلام واعتبرتها ظاهرة أو تجربة تستحق التقدير ودون النظر إلى هذه التجربة نظرة فاحصة واستقراء السلبيات والإيجابيات بها بل ركزوا (كالعادة) على بعض المشاكل التي تظهر نتيجة لوجود هذه التجربة مثل المواصلات والطعام وغير ذلك. ونحن نريد في هذا المقال مستعينين بذلك على الله تعالى بأن نوضح ما لمسناه ورأيناه من سلبيات وإيجابيات لذلك النظام حتى نستطيع أن نقدر مدى فائدة هذا النظام ونقترح بعد ذلك بدائل لتلك الدراسة إن وجدت.

 

وفي بداية حديثنا عن الدراسة نود أن نوضح سبب وجودها:

تأتي الدراسة الصيفية كما يقول الدكتور فؤاد شاكر الملا -المشرف على تلك الدراسة- تأتي هذه الدراسة مكملة لنظام المقررات إذ إن نظام المقررات بدون الدراسة الصيفية يعتبر مبتورًا.

أما الفوائد التي يجنيها الطلبة من الدراسة الصيفية فهي:

أولًا: إنها تعينهم على سرعة التخرج، حيث إنه بإمكان الطالب أن يختصر فترة الدراسة إلى ثلاث سنوات ونصف وربما ثلاث سنوات بمساعدة الدراسة الصيفية.

ثانيًا: إن نظام الدراسة الصيفية يمكن من تلافي عيوب وأخطاء نظام المقررات ومثال على ذلك هناك طالبة في كلية الحقوق أنهت عدد الوحدات المطلوبة للتخرج وهي 120 وحدة، ولكن كان تقديرها 2.97 فيتحتم عليها لكي تتخرج أن تأخذ مادة أخرى إضافية لكي ترفع معدلها إلى 3 نقاط، فلو انتظرت حتى فصل الخريف لما تخرجت إلا بعد سبعة شهور بينما يمكنها اختصار المدة إلى شهر ونصف بمساعدة نظام الدارسة الصيفية، وهناك من الطلبة من يرسب في مادة واحدة وهو على عتبة التخرج فتكون الدراسة الصيفية خير معين له على دراسة المادة واجتيازها والتخرج من الجامعة.

ثالثًا: وهناك فائدة يراها الدكتور عباس خان مشرف الدراسات الصيفية ألا وهي: استغلال منشآت الجامعة بحيث لا تبقى معطلة طوال فترة الصيف، هذه هي الفوائد التي يراها المشرفون على نظام الدراسات الصيفية وهي كما نرى ليست سوى مشاكل أوجدها نظام المقررات!!

أما السلبيات التي يراها الطلبة وبعض الأساتذة فهي:

أولًا: ضيق الوقت فمدة الدراسة الصيفية كما هو معلوم لا تتجاوز ستة أسابيع والمحاضرات فيها يومية وهذه مدة قصيرة إذا علمنا أن الفصل الدراسي الخريفي أو الربيعي تكون مدة الدراسة فيه خمسة عشر أسبوعًا ويكون عدد المحاضرات في كل أسبوع هو ثلاث محاضرات، ولذلك نجد كثيرًا من الطلبة يشتكون من ضيق الوقت وكذلك الأساتذة حتى إن بعض الأساتذة كلما طالبة طلبته بالتروي أو إعادة شرح نقطة غامضة يقول (بدنا نخلص!!) ...

ثانيًا: قلة استيعاب الطالب للمادة وهذه السلبية مكملة لسابقتها فهي ناتجة عنها، وهذا واضح من أقوال كثير من الطلبة فهم يقولون:

إنهم لا يستطيعون فهم بعض المواد ولا يستطيعون اللحاق بمدرسيهم ومتابعتهم فيما يشرحونه.

ثالثًا: أما السلبية الثالثة: فهي «التميع» من قبل الطالب وعدم الجدية، فالطالب يعتقد لكون هذا الفصل قصيرًا فإن الدكتور سيلغي جزءًا كبيرًا من المادة أو أنه سيتساهل معه في الدرجات وغير ذلك مما يعني عدم وجود النظرة الجدية عند الطلبة بالتالي سيؤدي ذلك إلى قلة استيعابهم لما يدرسونه خلال هذا الفصل.

أضف إلى ذلك شدة الحرارة في فصل الصيف مما يقلل في استيعاب الطالب ومن قدرته على بذل الجهد والطاقة.

رابعًا: وهناك مشكلة أو سلبية كبيرة وهي مشكلة قديمة حديثة بدأت تظهر واضحة جلية في نظام الدراسة الصيفية ألا وهي مسألة الاختلاط، فنظام الدراسة الصيفية لا تجد فيه فصل خاليًا من الاختلاط وكأنهم طبقوا نظام الدراسة الصيفية ليضيفوا انتصارًا آخر في معركتهم في سبيل تطبيق الاختلاط.

وبعد أن استعرضنا لهذه السلبيات وتلك الإيجابيات نلاحظ أن من يقرأ الإيجابيات بدون السلبيات يصر على وجود الدراسة أما من يقرأ السلبيات دون أن يقرأ الإيجابيات فسيصر أيضًا على عدم إقرار هذه الدراسة ولذلك نحن نرى أنه لا بد من وجود هذه الدراسة ولكن يجب أن تحد بحدود وأن تكون في أضيق الحدود بحيث لا يدرسها إلا من هو مضطر لها فيكون هو مرغم على الإقبال عليها أما باقي الطلبة فترى أنه من الأفضل إيجاد بديل لهم عن هذه الدراسة وهو التدريب الصيفي فبإمكان الجامعة أن تتفق مع وزارات الدولة والشركات المختلفة على تدريب طلبتها ولهذا التدريب فوائد عديدة فهو يعين الطالب على تطبيق ما فهمه في دراسته على الحياة وحتى إذا تخرج يكون لديه خلفية في النواحي العملية، كما أنها تكسب الطالب مهارات عديدة بحيث يكتشف قدراته قبل أن يتخرج فلا يكون حائرًا في اختيار مجال عمله (وحتى مجال تخصصه في الجامعة) بعد أن يتخرج وفي التدريب الصيفي فائدة لوزارات الدولة أيضًا التي كثيرًا ما تعاني من نقص في عدد الموظفين وقت الصيف لكثرة ما يذهب في إجازة، فيستطيع هؤلاء المتدربين حل محل الغائبين ولو بعض الشيء، وبقي هناك نقطة هو أنه يجب أن يكون هناك تقييم لهذا التدريب وتوضع له وحدات دراسية حتى يؤدي ثمرته.

التحقيق

لقاء مع الدكتور بدر اليعقوب حول الدراسات الصيفية

كثر الحديث حول الدراسات الصيفية في جامعة الكويت وافترق الناس بين مؤيد ومعارض لهذا النظام وقد ارتأت «مجلة المجتمع» أن تذهب إلى من له خبرة في ذلك المجال وعايش تلك الدراسة نستطلع رأيه في هذه الدراسة وما هو موقفه منها؟ فكان أن قابلت المجلة الدكتور بدر اليعقوب أستاذ القانون المدني في كلية الحقوق والشريعة في جامعة الكويت وقد قدمنا له بعض الأسئلة فتفضل مشكورًا بالإجابة عليها.

وقد كان السؤال الأول كالتالي:

• ما هي الدوافع التي أوجدت نظام الدراسات الصيفية؟

من حيث الإجابة على هذا السؤال فإنني أعتقد أن الدراسة الصيفية تعتبر أساسًا من مكملات نظام المقررات، إذ إن الجامعات التي تأخذ بها النظام، تطبق نظام المقررات وإن كان هذا التطبيق يتفاوت مداه من جامعة إلى أخرى، كما هو الحال في الولايات المتحدة، وتطبيق الدراسات الصيفية في الدول التي تأخذ بنظام المقررات يكن بالنسبة لطلبة السنوات الأخيرة أو بالنسبة لمن لم يحصل على مجموع يؤهله للتخرج أو تساعدهم هذه الدراسة على اختصار سنين الدراسة في كلياتهم، هذا من جهة، وقد يكون نظام الدراسات الصيفية فعلًا في بعض الحالات كتغطية لبعض عيوب نظام المقررات التي يكشف عنها التطبيق، فعندنا في الكويت مثلًا، لكي يتخرج الطالب من أي كلية يشترط أن يكون حاصلًا على ثلاث نقاط، فإذا حصل الطالب على أقل من ذلك بالرغم من دراسته بـ120 وحدة فإن عليه أن ينتظر الدراسة في الفصل القادم حتى يتسنى له إكمال شروط التخرج وهي ثلاث نقاط، أي أن يجب عليه أن ينتظر أربعة أشهر إضافة إلى مدة العطلة الصيفية حتى يستطيع أن يتخرج من هذه الكلية، والدراسات الصيفية قد تساعد الطالب في التغلب على هذه المشكلة بأخذ مادة أو مادتين للحصول على المجموع المطلوب للتخرج.

• ما هي السلبيات التي لاحظتها على برنامج الدراسات الصيفية؟

من ممارستي للتدريس في الدراسات الصيفية لاحظت السلبيات التالية:

1- أن الطالب في الدراسات الصيفية غير جاد، وخصوصًا أنه يأتي إلى هذه الدراسات اعتقادًا منه لقصر مدة الدراسة، إن الأستاذ سيحذف له جزء من المقرر مما يساعده على الحصول على تقدير أكبر مما لو درس هذه المادة في الأوقات العادية وبالتالي فإن مقدار تحصيل الطالب من هذا المقرر يكون بمقدار غير كاف.

2- بالنسبة لكليات الحقوق فإن حجم المادة تجعل الطالب لا يستطيع استيعابها في هذه المدة القصيرة وإذا كنا قد وافقنا على انضمامنا لهذه الدراسة بالرغم من شعورنا بعدم فائدتها فإن هدفنا من ذلك أن نثبت للجامعة بأن كلية الحقوق يجب أن ينظر إليها نظرة خاصة بالنسبة لتطبيق هذا النظام ومدى نجاحه، وحتى نثبت أيضًا أننا جربنا نظام الدراسات الصيفية، كما جربنا من قبل نظام المقررات واتضح أنهما غير صالحين للتطبيق في كلية الحقوق وفقًا للنظام الحالي.

• ما هي البدائل التي تقترحها لتحل محل الدراسة الصيفية؟

بالنسبة للبدائل التي ستكون على ما أعتقد أفضل من الدراسات الصيفية، هي إمكان كل كلية تطوير نظامها بما يتفق مع مناهجها وطرق التدريس، فمثلًا في كلية الحقوق والشريعة، أرى ضرورة زيادة الوحدات الدراسية، إضافة إلى الدروس العلية في فصل الصيف، بشرط أن تحسب هذه الدروس العلية والممارسات كوحدات للتخرج، وتحسب في المعدل العام، ويشترط على كل خريج أن يزاول هذه الدارسة العملية، حتى يستطيع أن يربط الدراسة النظرية التي أخذها في الكلية مع التطبيق العملي في الواقع، ونستطيع أن نطور هذا النظام وفق احتياجات كل كلية ونستطيع أن نقيس على ذلك كلية الهندسة وكلية الطب وكلية التجارة مثلًا مع إصرارنا على ضرورة أن تحسب هذه التدريبات العملية وحدات في المعدل العام للتخرج.

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الجامعة والأساتذة الزائرون[1]

نشر في العدد 42

31

الثلاثاء 05-يناير-1971

هل نستجيب؟

نشر في العدد 5

30

الثلاثاء 14-أبريل-1970