العنوان الدور الماسوني في الخيانة الجديدة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 24-أغسطس-1982
مشاهدات 43
نشر في العدد 584
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 24-أغسطس-1982
السرطان الماسوني يتنامى بشكل أو بآخر في الدول العربية.
- بيغن يثني على الأسد؛ لأنه يعرف كيف يحترم الاتفاقات.
- فرنسا وبريطانيا تشكلان مرتعًا خصبًا للحركة الماسونية المعاصرة.
- مسؤوليات الحكم بقت في الهيئات التي صنعها الاستعمار.
- الماسونية في مصر وصية على النشاط الماسوني في المشرق العربي وقبرص.
- نشاط الماسونية التجسسي أغلق محافلها العلنية في بعض الدول.
- أهمية الدور الماسوني ترجع إلى الأطماع الصهيونية في ابتلاع المنطقة.
- المستعمر البريطاني والماسونية في مصر ينقلان العدوى إلى دول الخليج.
- رئيس وزراء لبناني يلغي بعض القيود المفروضة على النشاط الماسوني.
- انتقال الثقل الماسوني إلى الطائفة العلوية.
- السادات شهيد الماسونية.
- حافظ الأسد الأسباب الفنية.
- حسني مبارك على خط السادات.
- الدكتور الفحام شيخ الأزهر محاضرات للروتاري.
- بيار الجميل التحالف الكتائبي الصهيوني.
- صائب سلام إلغاء القيود الماسونية.
- عرفات صامت لو تكلما.
إن المرارة التي تتجرعها أمتنا، أثر النكبات المتلاحقة على أيدي أعدائها في الداخل والخارج، والصمت العربي المريب الذي رافق العدوان الإسرائيلي على لبنان والمقاومة، يجعل البحث في الأسباب الكامنة وراء الهزائم المتتالية أمرًا ملحًا.
فالأسباب الفنية التي حالت دون التصدي للغزو، سبقتها خيانات مماثلة في الحروب السابقة مع اليهود، وجاء الغزو العسكري الأخير تتويجًا لتآمر خبيث يحيكه اليهود في الخفاء، وقد اتخذ هذا التآمر أشكالًا وأدوارًا عديدة، وللدور الماسوني فيه نصيب كبير.
النشاط الماسوني في المشرق العربي
أصدر المحفل الماسوني العالمي المنعقد في أوروبا سنة 1965 قرارًا سريًا للغاية يتعلق بالمنطقة العربية، يقضي بأن تقوم الاستراتيجية الماسونية وما يدور في فلكها من نوادي الروتاري وجماعات الليونز وشهود يهوه وغيرها، إلى اعتماد سرية نشاطاتها، والخداع والتمويه لإبعاد الشكوك عن أهدافها الخبيثة ومراميها الهدامة.
ونحن هنا لسنا بصدد البرهان على ارتباط الماسونية بالصهيونية العالمية، لأن المؤرخين والكتاب وعلماء الدين أعطوا القضية ما تستحقه من اهتمام، ولكن الذي يعنينا هنا تنامي السرطان الماسوني بصورة علنية في بعض الدول العربية، وبطريقة سرية -على الرغم من إغلاق محافلها- في البعض الآخر، وذلك لأن بعض رؤساء هذه النوادي الماسونية هم من الشخصيات الرسمية والسياسية ذات النفوذ الكبير، ولهم اتصالات وثيقة بذوي الجاه والسلطان في تلك البلاد.=
نقاط مشتركة
تتشابه كثير من البلاد العربية في خضوعها للاستعمار أو الانتداب الفرنسي والبريطاني في تاريخها القريب، وإذا كانت فرنسا وبريطانيا تشكلان مرتعًا خصبًا للحركة الماسونية المعاصرة، فهذا يدلنا على المهمة التي اضطلع بها الاستعمار في زرع الماسونية خلال وجوده، والتمكين لها لتقوم بدوره المشبوه بعد رحيله، ولا نستغرب بعد ذلك إذا بقيت مسؤوليات الحكم في البلاد العربية محصورة في الشخصيات والعائلات والأحزاب والأقليات التي ترعرعت تحت سمع الاستعمار وبصره.
الماسونية في مصر
اضطرت السلطات الإيطالية في الصيف الماضي إلى نشر قائمة ضمت «962» شخصية سياسية وعسكرية واقتصادية ومالية تنتمي إلى المحفل الماسوني الإيطالي، وسميت الفضيحة التي هزت المجتمع الإيطالي آنذاك بــ «بروبا جندا دووي» نسبة للمحفل المذكور، والذي يعنينا هو علاقة السادات بذلك المحفل، والدور المشبوه الذي قام به السادات في الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد شهد النشاط الماسوني في مصر بصورته العلنية توسعًا وانتشارًا في العهدين الملكي والجمهوري، مما أهله ليكون وصيًا على النشاط الماسوني في المشرق العربي وقبرص، ولكنه لجأ إلى السرية بعد إغلاق محافله في سنة 1965 عقب الفضائح المتوالية التي أثبتت تعاونه مع العدو الإسرائيلي، نذكر منها فضيحة المحفل الماسوني في القاهرة - شارع طومسون، حيث عثر النائب العام محمد على عوض على وثائق تجسسية لحساب العدو، وكان ذلك سنة 1964، كما كشفت فضيحة أخرى لنشاط المحفل الاسكتلندي في الإسكندرية قبل ذلك ببضع سنوات، وقيامه بنشاط مشبوه ومشابه.
لجأت الماسونية بعدها للعمل تحت واجهات أخرى، مثل نوادي الليونز «الأسود» التي عمت مصر في الآونة الأخيرة، ولا يحد المراقب صعوبة في معرفة هذا النشاط، لأن الرئيس الفخري لهذه النوادي كان السادات نفسه، ولا تبخل الصحف المصرية باطلاعه على آخر هذه النشاطات «الخيرية والاجتماعية!!» ورعاية حاشية السادات لكل المناسبات التي تحتفل بها النوادي، وحضور جيهان السادات لفتح نواد جديدة والأغرب من ذلك كله، هو ضلوع نفر من علماء الدين في هذا المستنقع، كما هو حال شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد الفحام، الذي ألقى محاضرات على نوادي الروتاري في الإسكندرية، وظهرت صورته في مجلة الروتاري محاطًا بالأعضاء والعضوات، ويكفي مصر فخرًا تعيين الكاتب والصحفي محمد زكي عبد القادر حاكمًا للمنطقة الليونزية في مصر، لأن نوادي الليونز تنتشر في /150/ دولة وعددها /33790/ ناديًا ويبلغ عدد منتسبيها /270/ ألف عضو.[1]
ولما كان للحركة الإسلامية في مصر دور كبير في مقاومة النشاط الماسوني وتعريته، فهذا يقود بالضرورة لمعرفة الهدف الذي ضربت من أجله في العهد الملكي والناصري والساداتي، ويأتي مصرع السادات على أيدي أبناء الحركة الإسلامية؛ ليكشف طرفًا من هذا الصراع، إن إصرار نظام مبارك على التعامل مع الحركة الإسلامية بالأسلوب نفسه، برهان جديد على قوة الأخطبوط الماسوني الصهيوني في أرض الكنانة، ولا نستغرب بعد ذلك مواقف النظام المصري السلمية والمربية نحو العدوان الإسرائيلي على لبنان والمقاومة، أو أي عدوان على بلاد العروبة والإسلام.
الماسونية في بلاد الشام
لا تعلن الماسونية لمنتسبيها عن هدفها في إعادة بناء هيكل سليمان -حلم الصهيونية العالمية- على أنقاض المسجد الأقصى، إلا إذا بلغوا درجات عالية تثبت ولاءهم وإخلاصهم لها.
ولما كان المسجد الأقصى يقع في بقعة غالية من بلاد الشام، فمن المنطقي أن يأتي تركيز النشاط الماسوني فيها مبكرًا؛ لتحقيق ذلك الهدف، وقد بدأ الكيد بضرب الخلافة العثمانية، عندما رفض السلطان عبد الحميد الاستجابة لمطالب اليهود بالسماح لهم بالهجرة والاستيطان في فلسطين، وكان ذلك بواسطة جمعية حليفة لهم في «الاتحاد والترقي»، ثم الإجهاز على الخلافة نهائيًّا على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي ينتمي إلى يهود الدونمة، كي تصبح فلسطين بعد ذلك فريسة سهلة للاستعمار البريطاني، ويصبح الوجود البريطاني مطية، وصل اليهود من خلاله إلى غايتهم، وتثبيت أقدامهم في المنطقة، ولم يكن قيام «إسرائيل» هدفًا نهائيًّا لليهودية العالمية؛ بل هي تسعى لابتلاع المنطقة بأسرها وتهويدها، ومن هنا تأتي أهمية الدور الماسوني لتحقيق هذه الأطماع.
اللعبة الطائفية
إن استيلاء اليهود على فلسطين، ثم تسليم أراض جديدة لهم على مراحل دون قتال عبر حروب صورية، لم يأت عرضًا؛ لأن تاريخ الأنظمة الضالعة في هذا التآمر معروف، وكيفية وصولها إلى السلطة لا يجهله أحد، فالمخطط المطبق في مصر يأخذ صورة أكثر شناعة في بلاد الشام، بسبب وجود الأقليات الدينية التي لم تحافظ على بقائها لولا تسامح المسلمين، ولكن هذه الأقليات رضيت التحالف مع أعداء المسلمين، ونسيت فضل الإسلام عليها.
الماسونية في لبنان
وجدت الماسونية في زعماء الموارنة استعدادًا بالغًا للتعامل معها، ونشطت بشكل جدي في أوساطهم منذ أواخر العشرينات، بتشجيع المستعمر الفرنسي؛ حيث كانت المحافل اللبنانية تابعة آنذاك لمحفل الشرق الأعظم الفرنسي، وقد تضمن القرار، الذي اتخذه المؤتمر العام للمحافل الماسونية المنعقد في بعلبك باسم «مؤتمر الأحرار» في 2 أغسطس سنة 1924 «بالتعاون مع الانتداب الفرنسي»، ولم يرحل المستعمر عن لبنان إلا بعد إيجاد صيغة يضمن فيها لزعماء الموارنة الهيمنة على مقدرات لبنان، ثم آلت الزعامة المارونية بعد ذلك إلى حزب الكتائب بدعم ماسوني صهيوني؛ لأن هذا الاتجاه أكثر استجابة للسير في هذا المخطط، يؤكد ذلك ممارسات الكتائب الإجرامية بحق لبنان والمقاومة الفلسطينية.
والحقيقة التي يجدر ذكرها، أن الماسونية في لبنان لقيت التأييد من بعض العائلات الغنية المسلمة التي تضع مصالحها الجشعة فوق كل اعتبار؛ لذلك لا يتملكنا العجب إذا علمنا أن سامي الصلح كان من كبار الشخصيات الماسونية في لبنان لفترة سابقة، وأن السيد صائب سلام رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، أصدر قرارًا في 19 يناير 1972 يقضي بإلغاء بعض القيود المفروضة على الماسونية، والتي اتخذتها الحكومة اللبنانية سابقًا تحت ضغط الرأي العام، وقد جاء في هذا القرار: «إن مجلس الموقرين اللبنانيين من الدرجة الثالثة والثلاثين، واللجنة الماسونية العليا للدرجات العليا بلبنان قد أصبح مصرحًا لهما اعتبارًا من الآن بممارسة نشاطهما طبقًا للمادة السادسة من قانون المنظمات».[3]
الماسونية في سورية
لا يختلف الأمر في سورية عما هو الحال في لبنان، بسبب قربها الجغرافي وخضوعها للمستعمر نفسه، والفارق الوحيد هو انتقال الثقل إلى الطائفة النصيرية، مع احتفاظ الرموز من الأقليات الأخرى، وبعض الشخصيات من العائلات الغنية المسلمة أمثال «القوتلي والجابري وغيرها» على مراكزها.
إن غياب النشاط الماسوني العلني في سورية يرجع أساسًا إلى المقاومة العنيفة التي لقيها من الأغلبية المسلمة والحركة الإسلامية هناك، لذلك أصدرت الحكومة السورية قرارها بإغلاق المحافل الماسونية في أغسطس سنة 1965، حيث عادت الماسونية إلى السرية في نشاطها، وبقيت آثارها واضحة المعالم في السياسة والإعلام والاقتصاد، حتى وصول الرئيس حافظ أسد إلى السلطة، لتتخذ بعد ذلك بعدًا آخر أكثر خطورة.
فقد بادر وفد عالي المستوى من الماسونيين اللبنانيين إلى زيارة دمشق[4]، عقب وصول الرئيس الأسد إلى السلطة في 16 نوفمبر 1970 للتهنئة أولًا، والتمهيد لاستئناف النشاط الماسوني العلني في سورية ثانيًا، والحقيقة أن هناك جملة أسباب توضح الهدف من اختيار اللوبي الماسوني الصهيوني للرئيس الأسد ودعمه، قبل وصوله إلى السلطة وبعدها من أبرزها:
- انتماء حافظ أسد إلى الأقلية النصيرية المنتشرة في الساحل السوري.
وقد حظيت هذه الطائفة باهتمام المستعمر الفرنسي الذي أقام لها دولة تلاشت بعد حين، وجده سليمان الأسد من الزعماء النصيريين الموقعين على عريضة تطالب فرنسا بالبقاء في سورية[4].
- وجود شخصيات ماسونية كبيرة في عائلة الرئيس الأسد وعشيرته، نذكر منها الدكتور أسعد علي[5]، كان لها الدور الأكبر في ترشيحه للقيام بالمهمة على أكمل وجه.
- تسليم الأسد هضبة الجولان لليهود في حرب 1967 دون قتال، وكان آنذاك وزيرًا للدفاع، حين أعلن سقوطها قبل وصول العدو إليها بـ «24» ساعة، وتعتبر الجولان سلسلة من الموانع الطبيعية يستحيل اختراقها عسكريًّا.
- التخلي عن «37» قرية على الجبهة السورية لليهود في حرب أكتوبر 1973م، ثم التحالف مع الكتائب والدخول إلى لبنان سنة 1976 لضرب المقاومة الفلسطينية، وارتكابه للمذابح في تل الزعتر وجسر الباشا وغيرها، وما أعقب ذلك من الإحجام عن وقف الهجوم الإسرائيلي على الجنوب اللبناني سنة 1978، وسماحه لليهود بالوصول إلى بيروت في يونيو 1982؛ لأن الأسباب الفنية حالت دون تصديه للعدوان؟
- ضرب الحركة الإسلامية في سورية عدة مرات وارتكابه المجازر بحق المسلمين المخلصين فيها، وكان آخرها الفظائع التي شهدتها مدينة حماه تحت سمع العالم وبصره في فبراير الماضي.
وعلى هذا استحق الرئيس السوري الثناء من مناحيم بيغن رئيس وزراء العدو، عندما قال في بداية الغزو الأخير: «إن حافظ الأسد يعرف كيف يحترم الاتفاقات»، ولعل بيغن لم يرغب في كشف هذه الاتفاقات؛ لأن دور «الأسد» لم ينته بعد....
الماسونية في فلسطين والأردن
استمرت المحافل الماسونية في نشاطها العلني في الضفة الغربية بعد نكبة 1948، كما أسس الفلسطينيون الذين انتقلوا إلى عمان محفلًا تابعًا للمحفل الإسكتلندي(1).
وعندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية سنة 1967، أصبح للماسونيين العرب نفوذًا واسعًا لدى السلطات الإسرائيلية(2)، فقد تعين بعضهم في مناصب حساسة في دوائر الحكم العسكري الإسرائيلي، وأضحى الماسونيون العرب أثرياء بقدرة قادر، وقد لمس بعض المسلمين المناهضين للماسونية، إن الماسونيين كانوا وراء اعتقالهم من قبل السلطات الإسرائيلية وإخراجهم من بلادهم بسبب موقفهم وعدائهم للماسونية آنذاك.
وفي الأردن، أصدر الماسونيون الأردنيون بيانًا نشروه في الصحف في صيف 1965 اعترفوا فيه باستغلال الصهيونية للماسونية العالمية استغلالًا مجرمًا في أبشع صورة عرفتها الإنسانية، لكن البيان يقول: «إن من واجب العرب الديني والقومي ألَّا يتركوا الميدان الماسوني خاليًا من صوت العرب الداوي؟؟!!». وكان هذا البيان موقعًا من قبل القطب الأعظم «عبد المجيد مرتضى» والسكرتير الأعظم الدكتور سليمان البستاني.
لذلك قرر الماسونيون الأردنيون تأسيس منظمة ماسونية خاصة بهم تحت اسم «الحركة الماسونية العربية» هدفها إنصاف عرب فلسطين واطلاع العالم على مأساة اللاجئين!! وتضم هذه المنظمة نخبة من كبار الشخصيات الأردنية على مختلف الأصعدة، ولها محافل علنية وعديدة وهناك.
الماسونية في الخليج والجزيرة العربية
لعب وجود المستعمر البريطاني دورًا رئيسيًا في نقل النشاط الماسوني إلى دول الخليج في وقت مبكر، وإذا علمنا أن أول ناد للروتاري تأسس في البحرين سنة 1930، فأننا نتبين اهتمام الماسونية الجاد بالمنطقة، يدفعها إلى ذلك عدة أهداف من أهمها:
- ظهور النفط في دول الخليج ومدى تأثيره الاستراتيجي والاقتصادي في العالم، لذلك تسعى الماسونية للسيطرة على الثروة النفطية؛ خاصة وأن الماسونية كأي تنظيم صهيوني آخر تضم كبار الرأسماليين الصهاينة.
- المركز الاستراتيجي للمنطقة التي تسبح على بحيرة من النفط.
- السيطرة على التجارة وشركات البناء والمقاولات، وقد تمكنت فعلًا من التسرب إلى عدد كبير منها.
وقد ساهمت نوادي الروتاري وما على شاكلتها من النوادي والجمعيات الماسونية الصهيونية في مصر، في نقل العدوى إلى منطقة الخليج، واتخذت الماسونية الحيطة والحذر من اكتشاف نشاطاتها المشبوهة، وذلك باتباع الوسائل التالية:
- الدعوة إلى حضور حفلات، وعقد جلسات صاخبة وداعرة في الفنادق الكبرى أو الفلل الخاصة، ويكون المدعوون إليها أشخاصًا مختارين بدقة متناهية، وتتوافر فيهم شروط أهمها التكتم في بادئ الأمر.
- أن الحضور من الوافدين على منطقة الخليج والجزيرة العربية يجب أن يكونوا من الأثرياء العاملين في مجالات التجارة والمقاولات.
- يتمتع الكثير من الحاضرين والأعضاء بعلاقات وطيدة مع كثيرين من المسؤولين والنافذين من أبناء المنطقة.
وإذا لقيت التجمعات الماسونية بعض المقاومة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بجهد المخلصين من أبنائها، فإن دوائر الأمن في أغلب دول المنطقة تغض الطرف عنها؛ لأن المسؤولين فيها يدعمونها ويقفون وراءها بشكل أو بآخر.
ومن الأمور التي استشرت في دول المنطقة، حيث يجري منع الخمور والمشروبات الكحولية المسكرة، يقوم بعض النافذين أو المحسوبين عليهم إلى ترويج الخمور والمتاجرة فيها دون أن تطالهم الأيدي.
وتشهد مواسم الصيف عادة نشاطًا ملحوظًا لكبار الشخصيات الماسونية في دول المنطقة، ويتخذون من فرصة قضاء إجازاتهم الصيفية في الخارج غطاء لممارسة نشاطاتهم المشبوهة هناك والتنسيق مع المحافل العالمية، وصيف هذا العام 1982 وما حدث فيه من كارثة جديدة للعرب والمسلمين لم تمنع هؤلاء من السفر على الرغم من شغل بعضهم لمناصب رسمية حساسة.
وماذا بعد؟
إن هذه العجالة تعجز عن الإحاطة بالدور الماسوني في الوضع العربي الراهن من جميع النواحي، وفصول الخيانة تجري على قدم وساق، وإذا أخذت الخيانات السابقة سنوات طويلة للكشف عنها، فإننا نرجو ألا ننتظر طويلًا لمحاسبة كل من اشترك في الخيانة الجديدة.
[1] صحيفة الأخبار المصرية 14\9\1981.
[2] وكالة الصحافة الفرنسية 19 يناير 1972.
[3] صحيفة البعث السورية 1981، في سلسلة مقالاتها عن الماسونية بقلم حسين عمر حمادة.
[4] العريضة موجودة في قسم الوثائق في وزارة الخارجية الفرنسية.
[5] أستاذ للأدب العربي في الجامعة الأمريكية في بيروت،
صاحب كتاب في التفسير الباطني للقرآن طبع في دمشق 1979م.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل