العنوان الرقم النصراني الكبير في الجيش اللبناني
الكاتب المحرر العسكري
تاريخ النشر الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
مشاهدات 13
نشر في العدد 594
نشر في الصفحة 20
الثلاثاء 09-نوفمبر-1982
الوزان.. لا يملك أية سلطة على الجيش.
أمين الجميل.. في خدمة الهدف...
. تقرير مفصل يرصد الانتماء الطائفي في فروع الجيش اللبناني.
. لحود يقول إن التوزيع غير عادل:
٨٥% من الطوائف المسيحية و %١٥ من الطوائف المحمدية!!
طائفية الجيش ستجعله أحد الأدوات الحاقدة المتآمرة.
الرقم النصراني.
أي جيش.... لأي وطن؟!
كان لنزول قوات الجيش اللبناني في الشهر الماضي إلى بيروت الغربية صدى واسع نظرًا لما كان يهيأ لهذه القوات من مهام... ولما كانت تعلقه السلطة اللبنانية.. والقوى الخارجية الحاقدة عليهم من آمال!!
ومع نزول قوات هذا الجيش إلى بيروت الغربية بدأت تلك المهام تنفذ بدقة تامة وسط مفارقات عجيبة!! .... من هذه المفارقات تلك السرعة والاتقان في تأدية المهام التصفوية الموكلة إليه.. في صفوف المواطنين في بيروت الغربية، التي لم يكفها ما حل بها من غدر المعتدي الصهيوني لتفاجأ بتجاوزات حاقدة عدوة لقوات هذا الجيش، الذي قيل زورًا إنه أعد لضرب التجاوزات غير الشرعية... فإذا به قد أعد لضرب الروح الوطنية الدافقة في نفوس المواطنين... ومن ضمن طائفة معينة فماذا تعني حملات التفتيش تلك في بيروت الغربية؟ وهل بقي هناك شيء لم يصادره جيش الغزو الإسرائيلي.. ليصادره الجيش اللبناني!؟ وهل هناك مهمة جديدة ستنفذ؟ وهل تطهير الأوكار وملاحقة الفارِّين من القانون... تكمن في اقتحام البيوت بغير استئذان وإرهاب النساء والأطفال والشيوخ ....
وهل أداء المهام يعني أقذع الشتائم التي نخجل من ذكر أقلها بذاءة وأشد أنواع التعذيب لمن يجرؤ على رفع رأسه واستنكار الظلم... لماذا تنتمي قيادة القوى التي نزلت لبيروت الغربية لطائفة معينة وكان اختيار قادتها وأفرادها قد تم فردًا فردًا؟! حتى بدأ الرقم الماروني الحاقد هو الرقم الكبير في هذه القوات.
ليس هذا فحسب بل إنه من أغرب المفارقات ذلك التلكؤ الخياني الذي انتهى إلى عصيان الأوامر يوم أمر رئيس الحكومة السيد شفيق الوزان هذا الجيش للتصدي لقوات العدو الصهيوني إبان الاجتياح الأخير للأراضي اللبنانية، حيث لم تُلبِّ الأمر إلا سريَّة مدرعات يقودها ضابط مسلم!
. في خدمة المارون فقط
ومن هذه المفارقات وأشدها خطورة هو التعاون الوثيق بين قيادة هذا الجيش والمارون الحاقدين في حزب الكتائب اللبنانية.. «فجوني عبده» مدير مخابرات هذا الجيش والمرشح لرئاسته حاليًا يُعد من أنشط أعضاء فريق العمل المساند للعهد اللبناني الجديد.
ولعل في هذا ما يفسر تلكؤ وتقاعس هذا الجيش حتى الآن عن القيام بأية حملات حقيقية لتفتيش المناطق الشرقية من العاصمة.
والتي تتركز فيها قوى المارون العسكرية، وسط الأخبار الشائعة التي ما عادت تَخْفَى على أحد عن عمليات النقل المكثفة والتي يقوم بها «الكتائبيون» من أسلحة ثقيلة ومعدات ضخمة أبرزها حوالي ۱۲۰ دبابة «شيرهان» تلقُّوها هدية من أعوانهم اليهود ناهيك عن صمت هذا الجيش المطبق حيال الوجود العسكري السافر «للكتائبيين» في كثير من المناطق اللبنانية لا سيما المحتلة منها، بل ووقوفه مكتوفي الأيدي أمام جرائم المارونية اللبنانية بحق المواطنين المسلمين امتدادًا من الجنوب وحتى الجبل قتلًا وسحلًا واغتيالًا! وليس في هذا ما يدعو لأدنى حد من العجب حين تعلم طبيعة تركيبة هذا الجيش والقيادة التي تقوده والقُوى التي تقف لدعم هذا الجيش هذا الدعم الذي يكاد أن يطلق عليه اليوم صفة «بلا حدود»!!
ولعل في هذا أيضًا حلًّا لرمز هام من رموز الأزمة اللبنانية الكثير التعقيد، ولعل فيه من الضوء ما يكشف أحد أخطر الزوايا الخفية في هذه الأزمة.....
بنية الجيش: «الطائفية داخل المؤسسة العسكرية»
في جلسة عقدها المجلس النيابي اللبناني بتاريخ 26/٧/۱۹۷۳اعترف «العقيد فؤاد لحود» عضو لجنة الدفاع اللبنانية وأحد أبرز الذين ساهموا ببناء هذا الجيش بحقيقة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة.
إذ قال لحود النصراني يومها:
«هل يجوز أن يكون القادة من الوحدات العسكرية (٨٥٪) من الطوائف
المسيحية و (١٥٪) من الطوائف المحمدية (!!) إنني أعارض هذا التوزيع غير العادل»(۱)
في جولة سريعة لقيادات هذا الجيش بمختلف قطاعاته يثبت المرء من هذه الحقيقة بشكل أشد لا يدع مجالًا لأدنى ذرة من الشك!
يتكون الجيش اللبناني بكافة الجيوش من عدد من الوحدات العسكرية ذات الشعب المتعددة أهمها:
أ - سلاح الطيران: يرأس سلاح الطيران العقيد «جورج غريب» ويرأس القواعد الجوية الأربعة في لبنان وهي:
1-قاعدة رياف: العقيد «فهيم الحاج»
2-قاعدة القليعات: الرائد «قسيس»
3-قاعدة بيروت: الرائد «فوزي أبو فرحات»
4-قاعدة الرادار: المقدم «قرطباوي»
وطائفة كل من المذكورة أسماؤهم لا تَخفى على أحد!!
مما تجدر الإشارة إليه أن هذا السلاح أودى بحياة ثمانية من خيرة الضباط المسلمين في أزمنة متفاوتة وضمن حوادث ما تزال «غامضة»!! وهم:
«الطيار محمد طبارة، والطيار عادل مرتضى، الطيار خالد فرج، والطيار
(1) المسلمون في لبنان مواطنون لا رعايا المحامي محمد علي الصناوي، انظر لفتحي يكن المسألة اللبنانية من منظور إسلامي.
أمين المقداد، والطيار خضر عيد، والطيار عباس المصري، الطيار فؤاد حرب، والطيار مهيب غصن»(1)
وهكذا يسقط هؤلاء الطيارون في حوادث أسمتها القيادة العسكرية ببياناتها حوادث غامضة!! مع أننا لم نسمع حتى يومنا هذا أن طيارًا ينتمي لطائفة أخرى قتل بحادث غامض...
ترى هل أن القتل غامض من نصيب المسلمين فقط!!
ب - سلاح المدفعية:
يضم هذا السلاح أربع كتائب ثلاثة منها:
يقودها نصارى وواحدة قائدها مسلم! وفيما يلي قائمة بأسماء الكتائب وقادتها:
- قائد كتيبة المدفعية الأولى: إميل حداد
- قائد كتيبة المدفعية الثانية: جوزيف عون
- قائد كتيبة المدفعية الثالثة: مطانيوس إسكندر
- قائد كتيبة المدفعية الرابعة: عبد الرؤوف كنج «مسلم»
ج - سلاح المشاة:
ويضم ١٨ كتيبة ١٧ يقودها نصارى!! وواحدة يقودها مسلم -نذكر منها الكتائب الخمس ذات الأهمية العسكرية:
(1) العدد التاسع من جريدة المجاهد ٢٦ من ذي القعدة ١٣٩٥ هـ
1- كتيبة المشاة الأولى: قائدها نايف کلاس
2- كتيبة المشاة الثالثة قائدها فارس ماضين
3- كتيبة المشاة الخامسة: قائدها قيصر فرح
4- كتيبة المشاة السادسة قائدها سليم الدحداح
5- كتيبة المشاة التاسعة قائدها أنطوان كرم ويلحق بهذا السلاح خمس كتائب إسناد، يقود ثلاثة منها نصارى من آل كرم -حداد- ومارسيل.
واثنتان يقودهما مسلمان غسان ضاهر وسعيد قعقور
د - سلاح المدرعات:
قائده فيكتور خوري «القائد الحالي للجيش» معاونه أنطوان بركات «انشق مع بداية الأحداث عن الجيش وشكَّل جيشًا طائفيًا مساندًا للكتائب إبان حرب السنتين ٧٥ –1976»
يضم هذا السلاح أربع كتائب:
ثلاثة منها يقودها نصارى والرابعة يقودها مسلم
- كتيبة المدرعات الأولى: جان ناضر
- كتيبة المدرعات الثانية: هنري عازار
- كتيبة المدرعات الثالثة: جوزيف روكز
- كتيبة المدرعات الرابعة: مسلم «لم يعثر على اسمه»
ه - سلاح المغاوير:
وهو موازٍ للقوات الخاصة يتلقى أفراده تدريبات عسكرية شاقَّة ذات مستوى عالٍ ويضم كتيبتين يرأس الأولى: رياض شمعون ويرأس الثانية سمير الأشقر «اغتيل على يد حلفائه من الجبهة اللبنانية» إبان الاشتباكات بين حزب الكتائب وقوات المارون الذين يقودهم سليمان فرنجية الرئيس السابق إثر اغتيال ابنه طوني»(1)
و- سلاح الهندسة:
يرأسه الرائد يوسف قسطون «نصراني»
ز - سلاح الاستطلاع:
ويضم كتيبتين يقودهما نصرانيان أيضًا.
- كتيبة الاستطلاع الأولى ويقودها ميشال سالم
- كتيبة الاستطلاع الثانية ويقودها روجيه فعالي
. المدارس العسكرية في الجيش
اللبناني
ثلاث: المدرسة الحربية يرأسها فرنسوا جنادري
- مدرسة الرتباء يرأسها جورج طانيوس
-قائد الشرطة العسكرية: يرأسها نايف کلاس «قائد كتيبة المشاة الأولى»
(1) معلومات أذاعها السيد إبراهيم قليلات في مؤتمر صحفي عقد بتاريخ ١٩٧٨/٤/١٧ ونشرت في جريدة المرابطون بتاريخ ١٩٧٨/٤/١٨
هذا بالنسبة لأسلحة هذا الجيش بأقسامها المختلفة.
فلو أتينا لنلقي نظرة على قيادة الأركان والشعب فيه لوجدنا أن:
1- رئيس الأركان الإداري: هو البير منصور «أيام الرئيس المنتخب القتيل بشير الجميل توقعت بعض المصادر أن يرأس الأركان شكليًّا أحد ضباط قوى الأمن الداخلي الكبار وهو أحمد الحاج»! في محاولة للإلهاء!
2- رئيس الفرقة العسكرية إميل لحود
3- رئاسة أمانة السر العامة هنري عازار
4- غرفة وزارة الدفاع، رئيس الغرفة العسكرية روجيه عقل.
5- غرفة وزارة الدفاع رئيس الغرفة المدنية: ميلاد القاروع.
6- رئيس الشعبة الأولى: العقيد فارس لحود.
7- رئيس الشعبة الثانية «المخابرات العسكرية» الرائد جوني عبده «تاريخه التآمري القمعي يدفع مصادر مطلعة لترشيحه لقيادة الجيش الجديد الحالي».
8- مساعد رئيس الشعبة الثالثة: نسيب عيد.
9- رئيس الشعبة الرابعة: المقدم فارس ماضي
10- رئيس الشعبة الخامسة: الرائد محمد مطر
.. أما مديرات الجيش فحدث ولا حرج!!
أكثر من تسع مديريات يرأسها كلها ضباط نصارى نذكر منها:
- مديرية الدفاع المدني: العقيد بطليس.
- مديرية الأفراد: إلياس الحداد.
- مديرية التعبئة: العقيد أنطوان خليفة.
مديرية القيادة: جان سلوم
- مديرية الشئون الاجتماعية: جان خوري
- مركز الدراسات جورج قري.. الخ .... وما هذا إلا غيض من فيض أريد به إعطاء فكرة سريعة عن قيادات الجيش اللبناني وليس على سبيل الحصر.
.... هذا ما كان يدفع الكثير من الفئات والقوى المؤثرة على الساحة اللبنانية بما فيها السلطة نفسها لمراجعة الكثير من الحسابات قبل استخدام هذا الجيش في آية مهام أمنية...
خشية حدوث مضاعفات خطيرة في البلاد.
.... وبعد هذا كله تجد السلطة اللبنانية اليوم جادة في استخدام هذا الجيش، وبتسليحه بالحقد الطائفي بالإضافة لأشد أنواع الأسلحة والتدريبات... ترى.. هل يحتاج الأمر «لحصان طروادة جديد» هل يحتاج موارنة لبنان لغطاء بعد كل ما فعلوه ويفعلونه...
. أمريكا والجيش اللبناني
هل يأخذ هذا الجيش مكانه بجوار الجيوش المتآمرة الحاقدة وبدون أدنى رتوش هذه المرة...
هذا في الواقع ما يشير إليه الاهتمام المتزايد الذي تبديه الإدارة الأمريكية
حيال هذا الجيش(4).... لجنة عسكرية رفيعة المستوى يرأسها الجنرال ج بارتليت.. ومعونات فاقت تصورات القيادة الأمريكية «قدر المبلغ ٨٠ ألف مليون دولار وطلبت اللجنة رفع الدعم المادي إلى 150ألف مليون دولار»...
ودراسة متعمقة لوضع الجيش، ولتدارك أي تحرك وطني داخله، وبعثات لتدريب مخابراته على أحدث المستويات في أمريكا وأوروبا «الدفعة الأولى ۳۸۰ من الضباط المختارين بدقة ستتوجه قريبًا إلى أمريكا»..
ترى.. ألم يستفد «المارون» اللبنانيون من التجربة الماضية.. أي جيش؟ ولأي وطن ... لماذا التركيز على مخابرات الجيش.. هل هناك من طبخات أمريكية معتركة وجاهزة وتحت الطلب، وحمامات دم قادمة.. ونوم عميق!! هل يمكن هذا؟!
الجواب في المطبخ الأمريكي.. أو قل بين طيات الغد
وإنَّ غدًا لناظره قريب.
إعداد «علقمة»
_______________
المراجع
المسلمون في لبنان مواطنون لا رعايا المحامي محمد علي الصتاوي انظر لفتحي يكن المسالة اللبنانية من منظور إسلامي.
العدد التاسع من جريدة المجاهد ٢٦ من ذي القعدة ١٣٩٥ هـ
معلومات اذاعها السيد إبراهيم قليلات في مؤتمر صحفي عقد بتاريخ ١٩٧٨/٤/١٧ ونشرت في جريدة المرابطون بتاريخ ١٩٧٨/٤/١٨
انظر «الوطن العربي»، ص ١٦ العدد (٢٩٦) الصادر بتاريخ على تشرين الأول۱۹۸۲
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل