; السودان.. مخزون الحب والتحدي | مجلة المجتمع

العنوان السودان.. مخزون الحب والتحدي

الكاتب عدنان بو مطيع

تاريخ النشر السبت 25-أغسطس-2007

مشاهدات 8

نشر في العدد 1766

نشر في الصفحة 37

السبت 25-أغسطس-2007

إذا زرتَ السودان مرةً فستصاب بحالة نفسية جميلة من العشق والولع والوله.. ستصاب حتمًا بمسٍّ من جنون لذيذ، ستمتلئ نفسك بأنسٍ وراحةٍ عجيبين. وهذا ما حدث لي عندما زرتُ الخرطوم مؤخرًا، هناك سر دفين يملكه أهل السودان كي يجعلوا المكوث في بلادهم ذا طعمٍ خاصٍّ ونادر، بل وحميم، إنهم يملكون أرخص الأشياء، ابتسامةً عذبةً، وقلبًا سليمًا.

كان أول لقاء لي بالمدينة الجميلة الخرطوم في ١٩٩٦م، ذكرى مدينة حالمة تنام على ضفاف النيل العظيم، تسبح معه في الهدوء والذهول، ناعسة في دلال وغنج، بساطة في البنيان وفي الإنسان، يُخيَّل إليك أنك قابلت هؤلاء الناس من قبل، تلتقي بهم لأول مرة، فيخالجك شعور بأنّك تعرفهم منذ أمد بعيد، ربما منذ أن كنتَ نُطفة.. ثم عَلَقَةً.

العمامة البيضاء الشماء تحكي قصة شموخ السوداني.. ثوبه الأبيض الفضفاض يصف نقاء قلبه، حبه للبشر، تواضعه الأصيل، وانفتاحه على الآخرين، التعامل في الشارع راقٍ ومهذب.. الترحيب بأهل البحرين هو اللغة السّائدة لا تملُّقا، ولا كلامًا رخيصًا، كلماتٍ منتقاة في الأدب والذوق واحترام الذات.

في عام ١٩٩٦م كتبتُ أنَّ السودان بلدٌ عربي ناهض يسير نحو المستقبل باطمئنان، وهي نبوءةٌ رأيتها تتحقق في هذه الزيارة، فالخرطوم تتطور بالبناء الشاهق، وبالشوارع والجسور والتمدُّد الأفقي.. نهضةٌ عمرانيةٌ تسابق الزمن مجمعات سكنية واستثمارية على غرار «درة البحرين» و «جزر أمواج» مطلة على النيل، اقتصاد وطني يقوم على البترول والمعادن ومناجم الذهب.. من ديون وصلتْ تسعة مليارات دولار قبل عشر سنوات إلى مليار واحد في ميزانية ٢٠٠٦م، ثروة حيوانية تقدَّر بملايين من رؤوس الأنعام، وبملايين أخرى من الهكتارات الزراعية، والنيل يجري رخاءً حيث أصاب.

على الجبهة العسكرية، استطاع السودانيون دحر جيوش الغزاة من إثيوبيين وأوغنديين وريتريين، ولقَّنوا حركة التمرد المدعومة من أمريكا والغرب دروسًا في حسن السيرة والسلوك، واستطاعوا إنهاء التمرُّد باتفاق «نيفاشا ٢٠٠٥»، وفي الداخل أصبح نظام الإنقاذ الضامن الوحيد لوحدة البلاد وتأكيد عروبتها.

 كان السودان الوجه العربي المشرق في زمن الهوان الذي استطاع بناء منظومة عسكرية قادرة على ردع العدوان وحماية كيان الوطن، وذلك بالرغم من ضخامة المؤامرات الغربية والعربية على مدى العقدين الماضيين، وحاليًا، يملك السودانيون صناعةً عسكريةً وطنيةً توفِّر لهم الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي.

أغلب استثماراتهم وفَّروها للصين وماليزيا والهند، أي الاتجاه شرقًا حيث مستقبل العالم، وبعيدًا عن تعقيدات الغرب وغروره، ولهذا فالحقد الأمريكي على السودان بلغ الحلقوم، ودارفور ورقةُ ضغطٍ وابتزاز. والسودانيون واعون للمسألة.

لكن تبقى تحديات كبرى لبلد مساحته مليونا كبلومتر مربع ، ومحاطٌ بالقلق الداخلي والخارجي. أبرزها ارتفاع الأسعار، والضرائب، والعودة الأمريكية إلى إشعال نار الجنوب من جديد.

كلها جبهات ضارية مطلوب من الخرطوم ألّا تخسر في أسّ واحدةٍ منها.

وبالرغم من ذلك: ما زلتُ على رأيي من أنّ السودان بلد المستقبل الآمن.

ومن يشرب من ماء النيل في السودان مرّةً فسيعود إليه مرات ومرات. وإنّا موعد يا حبيبتي أمّ درمان، والخرطوم.

والخرطوم بحري، ونهري. 

 

 باكستان: تظاهرات المحامين تتواصل لإطلاق سراح «أبوالقنبلةالذرية»

إسلام آباد: عبد الخالق همدرد

نظمتْ «لجنة إنقاذ القضاء» مسيرةً بمدينة لاهور- عاصمة أكبر الأقاليم الباكستانية سكانًا «البنجاب»- مؤخرًا، وهي مجموعة تم تشكيلها خلال قضية قاضي القضاة، ومعظم أعضائها من المحامين، مطالبةً بإطلاق سراح الدكتور عبدالقدير خان «أبو القنبلة النووية الباكستانية» الذي يعيش تحت إقامةٍ جبرية، والسّماح للقادة السياسيين في المنفَى بالعودة إلى البلاد.

قاد المسيرة رئيس اللجنة عبد الرشيد قريشي، وأمينها العام ميان جميل أختر. بدأتْ المسيرة من محكمة لاهور العليا وانتهتْ إلى مسجد الشهداء، وردد المتظاهرون هتافات مطالبة بإطلاق سراح د عبد القدير خان، وعودة بناظير بوتو، ونواز شريف، و شهباز شريف إلى البلاد.

وعلى الرغم من قلة عدد المشاركين البالغ تعدادهم ۱۲ محاميًا- حسب صحيفة «ديلي تايمز»- إلا أنّها اكتسبتْ زخمًا سياسيا كبيرًا، في ضوء الجهود المتواصلة للمحامين الباكستانيين الذين يواصلون مسيرتهم الإصلاحية لتحرير القضاء من قبضة السياسيين منذ شهر مارس الماضي إلى أن تمتْ إعادة قاضي القضاة إلى منصبه.

ومن الجدير بالذكر أنَّ لجنة المحامين قد أعلنتْ قبل أيام أنها سترشح الدكتور عبد القدیر خان لمنصب رئاسة الدولة، وأنَّها ستراجع محكمة التمييز إذا ما لم يسمح له بالترشح.

إلى ذلك ومهما تكن طموحات تلك المجموعة فلها الفضل في تنظيم مسيرة علنيًا في حق إطلاق سراح الدكتور عبد القدير خان بعد أن اقتنع الجميع بأنَّ رفع الصوت في حقه لن يجدي، فهل يمكن للمحامين أن يواصلوا النِّضال لأجل إطلاق سراح الدكتور، كما انتصروا في النِّضال لأجل تحرير القضاء ذلك أمر تتكفل الأيام القادمة بالإجابة عنه.

الرابط المختصر :