العنوان السينما الجديدة.. أو بيوت الرذيلة في سيارات!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1971
مشاهدات 14
نشر في العدد 61
نشر في الصفحة 6
الثلاثاء 25-مايو-1971
السينما الجديدة.. أو بيوت الرذيلة في سيارات!
منذ سنوات تُبذل محاولات متكررة لتنفيذ مشروع يهدد حاضر ومستقبل الكويت اجتماعيًا وأخلاقيًا.
هذا المشروع هو: إنشاء عدد من السينمات!
وقبل أن تحدث الدهشة نسارع بتوضيح طبيعة المشروع الجديد ومخاطره.
إن التوسع في إنشاء السينمات- بوضعها الحالي- عمل مليء بالكوارث والنذر، بيد أن المشروع الجديد تجاوزت مخاطره وكوارثه كل خيال، وتصور.
إن المشروع الجديد هو: إقامة سينمات فيما يشبه الميادين العامة، توضع الشاشة في جانب من جوانب الميدان، ولن تكون هناك كراسي للمشاهدين.
فالكراسي استبدلت بشيء جديد هو السيارات!
نعم، سيارات! يأتي صاحب سيارة ويوقفها في مكان يمكنه من مشاهدة الفيلم ويظل يتابع المناظر أو لا يتابعها، فالهدف الرئيسي من إنشاء هذا النوع من السينمات ليس للمشاهدة، وإنما ممارسة أعمال لا أخلاقية داخل السيارات.
فوضع السينما؛ القائم؛ لا يمكِّن الذين لا يحبون الارتفاع من اقتراف ما يريدون من آثام، فهناك أماكن مخصصة للعائلات، وأماكن أخرى للرجال، أما المشروع السينمائي الجديد فإنه يقدم تسهيلات أكبر للذين يضرون أنفسهم ويؤذون المجتمع.
إن المشروع الجديد يمنح المتسكعين بالسيارات صفة الشرعية للتجمع في مكان معين، وفي الظلمة التي يقتضيها عرض مناظر الفيلم- حتى تتضح الصورة أكثر-وبتأثيرات المشاهد الحسية؛ التي هي طابع الأفلام بوجه عام، في هذه الأجواء الميسرة والمثيرة ينطلق المجون، ويُمَارس في مكان عام وتحت اسم السينما!
وبصراحة سيكون هذا النوع من السينمات أوكارًا للخنا، وستحل السيارات محل بيوت الرذيلة!
ولقد انتشرت هذه السينمات في الولايات المتحدة الأمريكية، ومفهومها لدى الأمريكيين محصور في ممارسة الجنس.
بل يسميها الأمريكيون بـ«حقل تطبيق الغرائز!».
ولنسأل ما هي حاجة الكويت إلى هذه السينمات، وهل الغرائز تحتاج إلى تشجيع وتسهيل حتى تقام من أجلها هذه السينمات.
إن المشروع خطير، خطير، ولا بد من دفنه قبل أن يقال إن المسئولين وعدوا بمحاربة الرذائل في السينما القائمة وفي الإذاعة والتليفزيون، إلخ، فكيف يسمح إذن بقيام مشروع بواعثه وأهدافه «الرذيلة- على أوسع نطاق- في المجتمع الكويتي».
إن الكويت ليس محتاجًا إلى مزيد من التدمير الاجتماعي، فما به يكفي لتخريب عشرات المجتمعات: ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ (هود: 116- 117).
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
112
الثلاثاء 31-مارس-1970