العنوان الشهيد صلاح حسن والمعنى العميق في جهاده
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-أغسطس-1972
مشاهدات 22
نشر في العدد 115
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 29-أغسطس-1972
28 أغسطس عام 1970
صادف يوم أمس الاثنين 28/8 ذكرى استشهاد الأخ صلاح حسن
ففي مثل ذلك اليوم.. قبل عامين كان الشهيد أبو عمرو يقود شبابًا طيبًا من إخوانه في ذلك الجزء العزيز من أرض الوطن الإسلامي.. الذي لم ينتمِ إليه أبو عمرو إلا بهذه الصفة، ولم يحبه إلا لأنه جزء مقدس من دار الإسلام وثغر إسلامي يجب الدفاع عنه وفداؤه بالروح والدم..
صلاح حسن، واحد من الكثيرين الذين بذلوا أرواحهم ورووا الأرض الفلسطينية بدمائهم، ومع ذلك يبقى لاستشهاده معنى متفردًا .. هو من العمق بحيث يتوجب على الناس أن يتوقفوا عنده باختلاف اتجاهاتهم:
إن الدوافع التي ساقت أبو عمرو إلى ميدان الجهاد.. لم تكن دوافع مادية مرتبطة بالأرض.. مجرد الأرض.
ولم تكن دوافعه هي العصبية الإقليمية الضيقة.
ولم تكن دوافع عاطفية باعثها النعرة العرقية والقومية العنصرية المجردة من كل مثل أعلى يرتبط بروح الإسلام.
ولم يكن أبو عمرو يدافع بأمر من الحزب ولا انتصارًا لشعاراته أو استعراضًا لوجوده..
لقد كان أبو عمرو يجاهد في سبيل الله . تلك هي الغاية السامية.. التي لم ترتفع إليها النفوس بعد وذلك هو المثل الأعلى الذي لم تنفعل معه عواطف الآخرين..
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169).
هذا هو الحد الفاصل الذي جعل من استشهاد « أبو عمرو » حدثًا متميزًا له موازينه المتفردة وله قدره الخاص وله معانيه العميقة التي عز أن تجد لها نظيرًا ..
في هذا العالم المائج بأصناف الناس والمليء بالقضايا والمشكلات.. يتصارع الناس دفاعًا وعدوانًا.. ويتساقط الملايين في خضم هذا الصراع..
لكن من هو الشهيد الخالد الذي تُكتب له الحياة بعد الموت ويَلقى ربه طاهرًا مباركًا وتستقر روحه في الرفيق الأعلى بين النبيين والصديقين والشهداء تحفه رحمة الله ونعمته الأبدية..
شتان بين من يُقتَل في سبيل الله.. وبين من يموت في صراع البقاء مجردًا من روح الإيمان منقطع الصلة بالله و يائسًا من لقائه ورحمته...
صلاح حسن هو أحد الذين استشهدوا في سبيل الله.. وتلك قضية أسمى من الأرض وأسمى من الصراع الطبقي وأسمى من الثورة العالمية.. ومع ذلك ففي استشهاد صلاح حسن معان أصيلة ترتبط أشد الارتباط بتاريخ الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني والشخصية التاريخية والاجتماعية لأرض المقدسات ومهد الديانات..
◘ في سبيل العقيدة الإسلامية
وفي سبيل المعنى الروحي للمسجد الأقصى وقبة الصخرة ودفاعًا عن مآثر الإسلام التي خطَّها رجال كخالد وأبو عبيدة وصلاح الدين وعز الدين القسام وشهداء الحركة الإسلامية في حرب 1948...
ودفاعًا عن ثغر من ثغور الإسلام وشعب من شعوب الأمة الإسلامية يستذله اليهود والاستعماريون استشهـد صلاح حسن.. فهل ترقى إلى هذه الآفاق رايات الهزيمة التي لا تنتمي إلى شيء من ذلك.
إن استشهاد صلاح حسن مَعلمًا حيًّا يجب أن يقف عنده الإسلاميون أنفسهم لأن «أبو عمرو» قد علمنا بجهاده وبذْله أن الإسلام يمكن أن يقاتل.
رغم جميع الحواجز والقيود فإن انطلاقة الإسلام يمكن أن تمضي إلى يوم القيامة...
فهل نعي ذلك.. نحن الذين نبرر لأنفسنا القعود بحجة الإمكانيات والمؤامرات والقيود؟
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل